الوقت- أعلنت مجموعة الأسلحة الروسية روستكنولوجي(روستيك) الإثنين الماضي 9/11/2015 عن توقيع عقد تسليم أنظمة الصواريخ "S300" المضادة للطيران الی طهران ، مضيفة بأن طهران ستستلم نسخة "محدثة ومطورة" من أنظمة الصواريخ "S300". وبذلك تكون روسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية قد وجهتا ضربة إستباقية للكيان الإسرائيلي وحليفه الأمريكي. لتربك الحسابات “الأمريكية الصهيونية” وتجهض الآمال الصهيونية في إحراز أي تفوق عسكري على الجمهورية الإسلامية.
فما هي أهمية هذه المنظومة التي جعلت الغرب عامة وأمريكا والكيان الإسرائيلي بشكل خاص يقلقون ويغضبون من القرار الروسي؟ و ماهي أسباب الحقد والغضب الأمريكي الصهيوني من تسلم الجمهورية الإسلامية الايرانية منظومة الصواريخ الدفاعية "S300" ؟؟
نبدأ من الموقف الإيراني الذي أعلن وزير الدفاع حسين دهقان مساء الثلاثاء الماضي أن إيران ستتسلم الجزء الأكبر من منظومات الصواريخ الدفاعية المضادة للطيران "S300" قبل نهاية العام الجاري. مضيفا "بأن قواتنا حاليا تؤهل في روسيا للتعامل مع هذه الأنظمة."
أما الرئيس الروسي بوتين فمنذ إعلانه قبل سبعة أشهر، القرار الذي بموجبه ألغى الحظر المفروض في بلاده على تسليم إيران منظومة الصواريخ "S300". بدأت المواقف الغربية تتوالى وعلى رأسها أمريكا والكيان الإسرائيلي اللذين أعربا عن عداءهما الشديد لإيران.
- أولا: فقد أعلن المتحدث بإسم البيت الأبيض "جوش أيرنست"، عن قلق بلاده من القرار الروسي. كما أعلن البيت الأبيض بأن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" عبر لنظيره الروسي "سيرغي لافروف" عن غضب بلاده ورفضها للقرار الروسي برفع الحظر عن شحنات الصواريخ للجمهورية الإسلامية في إيران.
- ثانيا: من جهته ندد وزير الإستخبارات في الكيان الإسرائيلي، بقرار روسيا قائلا: "إن النمو الإقتصادي الإيراني بعد الإتفاق الشامل لرفع العقوبات الإقتصادية، ستستغله إيران للتسليح وليس من أجل رفاه الشعب الإيراني"، حسب قوله.
- ثالثا: القرار الروسي كان صارما، فقد رفضت روسيا الإعتراضات الأمريكية والصهيونية. حيث قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف "أصبح لدينا قناعة بأن في هذه المرحلة ليس هناك حاجة لمثل هذا الحظر، ووصف لافروف المنظومة الصاروخية بأنها سلاح دفاعي خالص مؤكدا أنها لا تخدم أغراضا هجومية".
نذكر أهم أسباب المخاوف والغضب الغربي وفي مقدمتهم أمريكا والكيان الإسرائيلي من تسلم إيران منظومة الصواريخ "S300":
1- تغيير التوازن العسكري لصالح إيران: إن المخاوف للکيان الإسرائيلي تکمن في أن منظومة "S300" الروسية المضادة للطائرات وللصواريخ الباليستية تعتبر سلاحا كاسرا للتوازن، أي أنه يكسر التفوق الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، وهي التي تعمل سرا وعلانية على إحباط تزود أي دولة بصواريخ من هذا القبيل، لأنّها تعتبر ذلك خطرا شديدا على أمنها القومي، كما صرحت المصادر السياسية والأمنيّة في تل أبيب لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة.
2- كسر الحظر العسكري الغربي المفروض على إيران: تسعى روسيا من الأيام الأولى للحصار المفروض على إيران بأن تلتزم بجميع قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، وفي الوقت نفسه لم تتخلى عن طهران طوال سنوات هذه المنظومة الصاروخية. مما جعل الجمهورية الإسلامية تقوي علاقتها بالحليف الإستراتيجي، فقد أصبحت العلاقات أقوى من قبل وعلى مختلف الأصعدة وهذه المسئلة جعلت القلق الإسرائيلي يكبر والخوف يزيد. و یری المحللون السياسيون أن هذه الخطوة تأتي على صعيد تدشين مسارات العلاقات الاستراتيجية بين موسكو وطهران.
3- زيادة القوة الردعية لدى إيران: يرى محللون بأن الجمهورية الإسلامية، بإمتلاكها لهذه المنظومة تكون قد حققت إنجازا إستراتيجيا. وتكون قد عززت السلام في المنطقة، وساهمت في منع حصول حرب إقليمية وهذا ما لا يريده الكيان الإسرائيلي.
4- قدرة الجمهورية الإسلامية على إعادة تصنيع هذه المنظومة: ما يقلق الغرب وعلى رأسه أمريكا والكيان الإسرائيلي، التكنولوجيا والتقدم الكبير واللافت في القوة العسكرية التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية في إيران. ففي الماضي القريب إستطاعت إيران القبض على أهم طائرة تجسس أمريكية "بدون طيار" RQ170، المتطورة جدا. الأهم من ذلك فقد أعلنت الجمهورية الإيرانية من أنها إكتشفت كل أسرار تلك الطائرة والان تقوم بتصنيعها محليا. لذلك يكمن الخوف الأمريكي في أن تقوم إيران بإكتشاف أسرار هذه المنظومة وإعادة تصنيعها محليا.
في الختام نستطيع القول بأن المنطقة خرجت من التهديد الدائم للكيان الإسرائيلي مع إمتلاك الجمهورية الإسلامية الایرانیة لمنظومة اس300. فالكيان الإسرائيلي لم يعد بإستطاعته ضرب المنشآت النووية الإيرانية.