الوقت- أجريت الانتخابات الرئاسية الإيرانية يوم الجمعة الماضي، حيث أثارت المشاركة العظيمة للشعب الإيراني على امتداد أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه الانتخابات اهتمام العديد من وسائل الإعلام في المنطقة والعالم.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي ورئيس مركز الدراسات السياسية في الجامعة اللبنانية "طلال عتريسي": "لقد أثبتت الانتخابات الرئاسية في إيران مرة أخرى أن هناك حكومة مستقرة في الجمهورية الإسلامية، حكومة لم تخشَ يوماً اصوات شعبها".
كما أكد الخبير اللبناني البارز أن "إيران تتمتع بقوة وتماسك داخليين لا مثيل لهما، ومن الآن فصاعداً ستزداد إيران قوة وسيكون حضورها أقوى في المنطقة".
وأضاف المحلل السياسي طلال العتريسي إن: "إجراء الانتخابات الرئاسية في إيران أظهر فشل كل المحاولات الخارجية و التحريض على الفتنة لإضعاف إيران".
وفيما يلي تقرؤون الحوار مع المحلل السياسي ومدير مركز الدراسات السياسية في الجامعة اللبنانية "طلال عتريسي" :
كما تعلمون أجريت الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم الجمعة الماضي. كيف تقيمون إجراء هذه الانتخابات وهذا الإقبال الكبير للناخبين الإيرانيين على مراكز الاقتراع بالرغم من الهجمات والتحريض الإعلامي الغربي الواسع ضدها؟
النقطة التي يجب توضيحها بشأن الانتخابات الرئاسية الإيرانية هي أنها أجريت في ظل ضغوط خارجية هائلة. حيث دعا القادة الغربيون، وكذلك وسائل إعلامهم الناس مراراً إلى عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية. أرادوا نشر صورة مضللة عن الواقع الإيراني و تحريض الشعب ضد حكومته من خلال القول إن الشعب الإيراني لا يثق بقيادته في الجمهورية الإسلامية.
لكن ما حدث كان بمثابة ضربة قاسمة لكل الجهود الخارجية الرامية إلى إضعاف نسبة المشاركين في هذه الانتخابات. حيث أثبتت الانتخابات الرئاسية في إيران مرة أخرى أن هناك حكومة مستقرة في الجمهورية الإسلامية. حكومة لم تخف أبدا من أصوات شعبها.
إن إحدى السمات الرئيسة للحكومة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها أكدت دائماً حاجتها إلى مشاركة واسعة في الانتخابات. وكما قلت هذا يدل على أن قادة إيران لا يخافون من أصوات شعبهم.
هل تعتقد أن إجراء الانتخابات الرئاسية في إيران ونتائج هذه الانتخابات سيؤثر مستقبلاً على التطورات الإقليمية؟
لا شك أن إجراء الانتخابات الرئاسية في إيران ونتائجها سيكون له أثر كبير على مستقبل التطورات الإقليمية. لقد رأينا إقبالاً كبيراً على صناديق الاقتراع خلال هذه الانتخابات. و هنا يجب القول إن السيد "إبراهيم رئيسي" فاز بعدد كبير من الأصوات.
وهذا يعني أن إيران تتمتع بقوة و تعاضد داخليين لا نظير لهما، وستتمتع من الآن فصاعداً بسلطة أكبر لتكون موجودة بقوة أكبر في المنطقة. و إجراء الانتخابات الرئاسية في إيران أظهر ان كل الجهود الخارجية وكل التحريض على الفتنة لإضعاف إيران باءت بالفشل. إيران بوحدتها وتماسكها وتكاتفها اجتازت هذا الاختبار الصعب هو إجراء الانتخابات الرئاسية.
حكومة الكيان الصهيوني الجديدة برئاسة "نفتالي بينيت" هي حكومة ائتلافية يصفها العديد من الخبراء والمراقبين السياسيين بأنها ضعيفة وهشة. ما هو تقييمك للمستقبل السياسي لهذه الحكومة؟
إن الحكومة الجديدة في الكيان الصهيوني هي حكومة هشة. من الواضح أن أعضاء هذه الحكومة وخاصة رئيسها، "نفتالي بينيت" ، في حالة ارتباك. ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إنهاء الأزمة الحالية في الأراضي المحتلة.
بالطبع، ينبغي الانتباه الى أن أعضاء حكومة الكيان الصهيوني الحاليين بذلوا قصارى جهدهم لإظهار أنهم أقوى من نتنياهو. يروجون الآن الى أن لديهم قوة أكبر من قوة حكومة نتنياهو. و الحقيقة أن الحكومة الجديدة تخشى دخول أي معركة جديدة مع المقاومة. إضافة إلى أن لديها سلسلة من الأزمات والمشاكل الداخلية وتواجه أزمة أخرى تسمى نتنياهو، لأن رئيس الوزراء السابق للكيان الصهيوني لن يدخر أي جهد للإطاحة بحكومة بينيت.
باختصار ان الحكومة الجديدة للكيان الصهيوني ليست أقوى من الحكومة السابقة بأي شكل من الاشكال. حيث لا يمكن لحكومة بينيت توجيه ضربة لفصائل المقاومة الفلسطينية أو حتى حل الأزمات الداخلية في الأراضي المحتلة.
منذ انتهاء معركة "سيف القدس" استطاعت فصائل المقاومة الإسلامية الفلسطينية فرض قواعد اشتباك جديدة على العدو الصهيوني. هل تعتقد أن القواعد الجديدة لمعادلة الحرب في الأراضي المحتلة ماتزال مثمرة حتى الآن؟
نعم هذا صحيح. لقد فرضت فصائل المقاومة في فلسطين قواعد اشتباك جديدة في الأراضي المحتلة. ما يحدث في القدس المحتلة والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 مرتبط الآن مباشرة بغزة. حيث وجهت فصائل المقاومة رسالة إلى الصهاينة بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي ولن يلتزموا الصمت تجاه مختلف التطورات في جميع أنحاء الأراضي المحتلة.
يدرك الصهاينة الآن جيداً أن أي عدوان جديد على القدس المحتلة أو على المسجد الأقصى سيقابل بالرد من قطاع غزة. لذلك بات واضحاً تماماً أن قواعد الاشتباك و معادلة الحرب بين الفلسطينيين والصهاينة طرأ عليها تغييرات جوهرية.