الوقت - منذ ظهر الأمس، ومع انتهاء مهلة الـ 48 ساعة لمقاومة الشعب الفلسطيني للمحتلين الصهاينة لإنهاء الحصار ومغادرة المسجد الأقصى المبارك، استهدفت الوحدة الصاروخية للمقاومة في قطاع غزة مناطق مختلفة من الأراضي المحتلة.
اللافت أن الهجمات الصاروخية بدأت في أحياء القدس الغربية والصهيونية لتوجيه رسالة واضحة إلى محتلي القدس، حيث أطلقت 7 صواريخ "بدر 3" باتجاه هذه المنطقة التي تبعد 60 كلم عن قطاع غزة، وبحسب مصادر إسرائيلية فإن نظام القبة الحديدية الدفاعي نجح في اعتراض صاروخ واحد فقط.
كما تم استهداف سيارتين للمحتلين الصهاينة من قبل وحدات المقاومة المضادة للدروع وصواريخ كورنيت في المناطق الحدودية لقطاع غزة.
وبشكل تدريجي، بلغت الهجمات الصاروخية الثقيلة من قبل المقاومة ذروتها في قطاع غزة، وشهدت مستوطنات سدیروت وعسقلان وأشدود الثلاث أكبر عدد من الهجمات الصاروخية للمقاومة.
وكالعادة، شن الکيان الصهيوني غارات جوية عمياء على مناطق سكنية في غزة ، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.
حددت فصائل المقاومة، صباح اليوم، مهلةً أخرى لمدة ساعتين في هجماتها، باعتبارها الفرصة الأخيرة للکيان الصهيوني لمغادرة المسجد الأقصى؛ لكن مع تجاهل المحتلين لهذه المهلة، ترافقت الهجمات الصاروخية على الأراضي المحتلة صباح اليوم مع تغيير كبير.
الإطلاق المكثف والمركّز أفضل طريقة للالتفاف علی القبة الحديدية
حاول الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة منع مرور الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة وإصابة المستوطنات الصهيونية، من خلال تطوير وزيادة عدد قذائف المدفعية التي يطلقها نظام القبة الحديدية الدفاعي.
ولكن للمرة الألف في السنوات الأخيرة، ثبت أن النظام يستسلم للمقاتلين الفلسطينيين عبر إطلاق نار مكثف ومركّز علی نقطة واحدة، ويصبح النظام ما يسمی تقنيًا Out Number.
تعني Out Numberأن عدد الصواريخ الهجومية المنافسة يفوق عدد الصواريخ الاعتراضية الدفاعية، ونتيجةً لذلك تصيب الصواريخ المنافسة أهدافها بسهولة بعد انتهاء مخزون الصواريخ الدفاعية. وقد اتضحت هذه القضية اليوم في العملية الفريدة وغير المسبوقة للمقاومة في الهجوم على مستوطنة عسقلان.
وبحسب المصادر الرسمية لحركة الجهاد الإسلامي، فقد أطلقت هذه الحرکة 137 صاروخًا قصير المدى من مختلف الأنواع باتجاه مستوطنة عسقلان شمال قطاع غزة خلال 5 دقائق فقط.
بالطبع بلغ العدد الإجمالي للصواريخ التي أطلقت على عسقلان منذ الليلة الماضية أكثر من 200 صاروخ، ما أدى إلى تحول هذه المستوطنة الصهيونية إلى مدينة أشباح.
كان عدد الضربات الناجحة لهذه الصواريخ، التي أخرجت نظام القبة الحديدية من الخدمة في الدقائق الأولى للهجوم، كبيرًا جدًا لدرجة أن وسائل الإعلام الصهيونية عجزت عن تعتيمها؛ فانتشرت عشرات الصور ومقاطع الفيديو لأضرار جسيمة لحقت بمباني وسيارات وأهداف أخرى في مستوطنة عسقلان.
كما أفادت مصادر إخبارية بمقتل ما بين 2 و 5 مستوطنين صهاينة، وجرح عدد آخر في هذه الهجمات.
وفي آخر الصور والأخبار، يبدو أن إطلاق المقاتلين الفلسطينيين لصاروخ موجه بدقة وإصابته مستودع وقود في مستوطنة عسقلان، أدى إلى اندلاع حرائق واسعة النطاق في هذه المنطقة.
التهديد الأجوف للجيش الإسرائيلي بشن هجوم بري على قطاع غزة
حسب كل الصراعات السابقة، حالما يزداد حجم الهجمات الصاروخية للمقاومة على المستوطنات الإسرائيلية وخروجها عن سيطرة جيش الکيان ودفاعاته الجوية، فإن التهديد الدائم والعبثي بإرسال قوات برية ومهاجمة قطاع غزة يصدر من قبل مصادرهم.
في الوقت الحالي، تم نشر صور محدودة لنقل بعض الوحدات المدرعة للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك ناقلات الجند المدرعة "نمر" إلى حدود غزة، وأمرت قيادة جيش الکيان الوحدات الحدودية بالاستعداد لهجوم بري، لكن الخبراء يقولون إن القادة الإسرائيليين يدركون جيدًا أن الهجوم البري على قطاع غزة مستحيل، وسيؤدي إلى خسائر لا يمكن تصورها لجيش الکيان.
في السنوات الأخيرة، كلما بدأ الجيش الإسرائيلي في إرسال قوات برية إلى حدود غزة والتهديد بشن هجوم واسع النطاق، أرسل في الوقت نفسه ممثلين إلى الدول العربية المجاورة مثل الأردن ومصر للتفاوض مع القادة الفلسطينيين لإقناعهم بوقف إطلاق النار وإنهاء الصراع.
يدرك الجيش الصهيوني جيداً أنه إذا أطلق مقاتلو المقاومة حوالي 600 صاروخ خفيف وثقيل على مناطق متفرقة من الأراضي المحتلة في أقل من 24 ساعة، فإذا استمرت الحرب فإن معدل إطلاق الصواريخ سيكون أعلى بكثير، وسيشمل تل أبيب والمناطق العسكرية والاقتصادية الحساسة للکيان.