الوقت- بعد مضي شهر تقريبا على تغيير الحكومة الامريكية ووصول الرئيس الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض، اصبحت تحركات امريكا في شرق سوريا متناقضة تماما. وعلى الرغم من اعتقاد بعض المصادر أن هذا التناقض في التصرفات الأمريكية في شرق سوريا ناتج عن ارتباك وأزمات واشنطن الداخلية، إلا أنه من ناحية أخرى قد يكون هذا الامر عبارة عن مؤامرة لوضع استراتيجية جديدة في المنطقة.
حيث تظهر المؤشرات أن الإدارة الأمريكية الجديدة مترددة في النظر في الحالة السورية بشكل منفصل ولم تعين بعد فريقا خاصا للنظر في هذه القضية. لذلك، يبدو أن الملف السوري سيُنظر فيه ممن قبل امريكا الى جانب الملف الإيراني والتركي. وعليه، وفي ضوء عدم وجود مؤشرات سياسية واضحة في إدارة جو بايدن تجاه سوريا، فإن التحركات الميدانية الأمريكية في شرق سوريا متناقضة للغاية. حيث ان واشنطن تقوم بالانسحاب من مناطق معينة، ومن ناحية أخرى تقوم بانشاء عدة قواعد جديدة غير شرعية في سوريا.
وبعد أقل من يومين على انسحاب القوات الامريكية من الجزء الشمالي الشرقي من محافظة الحسكة بكامل معداتها، أرسلت واشنطن قوافل عسكرية جديدة إلى ضواحي المالكية شمال شرق سوريا لإقامة قاعدة جديدة في المنطقة.
وفي هذا الصدد أفادت مصادر مطلعة بأنه مع نقل المعدات اللوجيستية والعسكرية الأمريكية إلى المنطقة، تجري تحركات كبيرة في المثلث الحدودي السوري مع تركيا والعراق. وتقييم بعض المصادر أن التحالف الدولي الذي يدعي محاربته للإرهاب بقيادة امريكا يعتزم نقل جزء من قواته من حقلي رميلان والشدادي النفطي إلى القاعدة الأمريكية الجديدة في عين ديوار قرب المالكية.
وبحسب هذا التقرير، يعتزم الأمريكيون استخدام الموقع الجغرافي لعين ديوار المطلة على مناطق واسعة من الحدود السورية مع تركيا والعراق وتحويلها إلى قاعدة جديدة في المنطقة. وتأتي الخطوة الأمريكية في أعقاب جهود روسية لإقامة قاعدة في منطقتي عين ديوار ودير غصن على أطراف المالكية بهدف الوصول إلى الحقول النفطية.
وفي وقت سابق، حرضت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل امريكا أنصارها على الاحتجاج على الوجود الروسي في مناطق سيطرة قسد ومنعت روسيا من التمركز في تلك المناطق، خشية أن يهيئ ذلك الظروف لعودة تدريجية للحكومة السورية للمناطق المذكورة أعلاه. وعليه، يرى بعض الخبراء أن سبب التحركات الأمريكية المتناقضة في سوريا، وخاصة في منطقة عين ديوار، قد يكون بهدف قطع الطريق امام موسكو للوصول الى مناطق النفط الاستراتيجية وحماية الوجود الأمريكي في سوريا لتحقيق الأهداف المتوقع ان تعلن عنها حكومة بايدن لاحقا.
وفي غضون ذلك، أصدرت مصادر موالية للحكومة السورية بيانا قالت فيه إن مسلحي قسد استولوا بالقوة على مطاحن حكومية في مدينتي الحسكة والقامشلي ونهبوا محتويات الدقيق والنخالة ومحركاتها الكهربائية. واضافت هذه المصادر ان ميليشيات قسد نهبت ايضا مخازن الحبوب وآلات ومعدات تتعلق بمطاحن القمح، واضطر العمال للتعاون معهم تحت ضغط وتهديد بالاختطاف والاعتقال.
الى ذلك أفادت مصادر سورية مطلعة، بأن قوات سوريا الديمقراطية، رغم إبرام اتفاق بدعم روسي لرفع حصار الحسكة والقامشلي وإطلاق سراح المعتقلين، استمرت في عمليات الخطف في هاتين المنطقتين واختطفت نحو 121 عسكرياً ومدنيا.
هذا ويعتقد محللون أن ميليشيات قسد تعتزم إبلاغ الإدارة الأمريكية الجديدة أنها ما زالت قادرة على السيطرة على الامور في شمال شرق سوريا. إضافة إلى ذلك، يحاول المتشددون رفع سقف مطالبهم في المحادثات التي يُرجح إجراؤها مع الحكومة السورية تحت رعاية موسكو في المستقبل القريب.