الوقت-كشف قائد "جبهة إيران" في الجيش الإسرائيلي اللواء طال كلمن، مساء أمس الخميس، إن إيران "تشكل تحدٍ في مستوى ما فوق عسكري"، مضيفاً أنها تحدٍ "لرؤيتنا للأمن القومي".
وتابع كلمن، في مقابلة هي الأولى منذ توليه هذا المنصب المستحدث العام الماضي مع صحيفة "إسرائيل هيوم": "الأمر يتعلق بمواجهة دولة لديها قوة كامنة في التحول إلى قوة عظمى إقليمية، وهي أولاً وقبل كل شيء نظام متطرف وضع لنفسه هدف حقيقي وهو تدمير إسرائيل.. هم يريدون حشر دولة إسرائيل واضعافها، وبنهاية الأمر تدميرها".
ولفت المسؤول الاسرائيلي إلى أن مواجهة إيران تتركز على 4 عناصر: الأول هو "النظام المتطرف، فطالما أنه يسيطر على إيران فإن إسرائيل تواجه تحدياً كبيراً جداً". والثاني هو "الملف النووي". والثالث هو "التعاظم العسكري الذي يقترب من قدرة دولة عظمى". والرابع هو "سعي إيران للتمركز والنفوذ الإقليمي الذي يستغل على المدى الطويل مناطق غير مستقرة ويبني القدرات فيها".
وشدد كلمن على أن التحدي الذي يمثله لـ"إسرائيل" هو "غير مسبوق، فالمكونات المعيارية للإنذار والحسم والدفاع ليست ذات صلة بدولة يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة على بعد 1000 كيلومتر منك. إنها منافسة استراتيجية طويلة المدى تتطلب منا أن نفكر بشكل مختلف عن بلد ما موجودة على حدودنا".
وفي سياق رده على سؤال "حول إمكانية هزيمة إيران"، ردّ كلمن: "عندما تكون في منافسة استراتيجية مع بلد ما، فلن تذهب إلى مكان الحسم. ما تحاول تحقيقه هو التفوق في أي وقت، تفوق من شأنه أن يحقق ردعاً كبيراً من شأنه أن يخلق الثقة".
وتابع: "المنافسة الاستراتيجية طويلة الأمد. إنها تتطلب تزامن كل الجهود الوطنية، بعضها لا يجري في الجيش الإسرائيلي ولكن في هيئات أخرى".
وأظهر كلمن اعتقاده بأن على "إسرائيل" التركز فقط في المحادثات النووية الدولية مع إيران على "القضية النووية"، وألا تُدرج قضايا إضافية في المضمون، لأن السلاح النووي "هو التهديد الأول، والذي يجب أن نحقق فيه الحد الأقصى. ومع كل شيء آخر سنعرف كيف نتصرف. ليس الأمر أننا لا نطالب المجتمع الدولي بمعالجتها أيضاً، ولكن الأولوية هي معالجة النووي".
لكن "الخطر النووي" الإيراني لا ينبغي أن يكون وحده موضع القلق الإسرائيلي، بحسب كلمن، الذي أعرب عن "قلق عميق بشأن التعاظم العسكري التقليدي لإيران، حيث لا يتعلق الأمر بالتسلح بالدبابات والمدفعية، بل يتعلق بشكل أساسي بالصواريخ والمقذوفات الصاروخية البعيدة المدى، والصواريخ المجنحة، والطائرات بدون طيار"، كما أن "ما ينتج في إيران لا يبقى في إيران بل يذهب إلى حلفائها".
كما وتطرق إلى مسألة الصواريخ الدقيقة التي باتت تهدد "إسرائيل" بشكل متزايد، موضحاً أنها "تشكل تهديداً استراتيجياً على مراكز الثقل بإسرائيل".
لكن أكثر ما يثير القلق، برأي كلمن، هو أن "إيران انخرطت في هذا المجال بشكل مكثف في السنوات الأخيرة، ووزعت القدرات على رعاياها".
وقال: "نحن نتحدث هنا عن اتجاه تكنولوجي أصبح بسيطاً نسبياً ويمكن للجميع من حولنا الوصول إليه. إسرائيل صغيرة، وقدرة الدقة لدولة صغيرة تمثل تهديداً لدينا يُعرَّف بأنه تهديد استراتيجي خطير، وهو الأول تحت النووي. وهو ما لا يفهمه الكثيرون".
وبسبب هذه الصواريخ الدقيقة التي "تم بناؤها في سوريا، وربما في المستقبل أيضاً على الساحة الفلسطينية، وفي العراق واليمن"، لم يعد الحديث "عن حرب شمالية، بل حرب في الساحة الشمالية الشرقية".
وتابع: لذلك فإن "التفكير في توجيه ضربة وقائية في لبنان ضد مشروع الدقة لحزب الله أمر معقد، لأنه قد يتحول إلى حرب إقليمية".
وأضاف: "هذا ليست قضية حزب الله فقط بل مشكلة إقليمية واسعة يجب ان تكون ضمن حوارنا الاستراتيجي مع الأميركيين وآخرين، لأنه لا يوجد أحد في العالم يتعامل مع ذلك. يتحدثون عن الأسلحة النووية والمواد الكيميائية، لكن لا يتعاملون مع مسألة الدقة، ويجب إدخال هذا للحوار".