الوقت- جعلت العاصفة الشتوية وموجة البرد غير المسبوقة من الصعب على ملايين الأمريكيين في جنوب امريكا مواصلة حياتهم الطبيعية. ففي مختلف مدن ولاية تكساس، بسبب الثلوج الكثيفة والعواصف الثلجية، لا تتوافر مياه آمنة وكافية للشرب للناس وهناك طوابير من الاشخاص الذين يحاولون تأمين مياه الشرب. حيث يشبه الوضع في تكساس كما المدينة متداعية، حيث ان معظم المحال التجارية خالية من مياه الشرب والطعام، وإذا وجد متجر يحتوي على هذه المواد، فإنه يواجه حشودا وطوابير انتظار لعدة كيلومترات لشرائها.
أدى انفجار أنابيب المياه وانقطاع التيار الكهربائي عن ملايين المنازل وعجز حكومة الولاية عن معالجة مياه الشرب إلى إجبار نصف سكان تكساس على غلي المياه الملوثة لكي تصبح صالحة للشرب. وأدى الوضع حتى الآن إلى وفاة مواطنين بسبب البرد وإعلان حالة الطوارئ، لكن في غضون ذلك، تسبب سفر السيناتور كروز، عضو الهيئة التشريعية العليا لولاية تكساس وتصريحات بعض المسؤولين، في موجة من الاستياء بين المواطنين الأمريكيين.
وفاة 70 شخصا بسبب البرد وإعلان حالة الطوارئ
ذكرت وكالة أسوشيتد برس أنه حتى يوم الجمعة، توفي حوالي 70 شخصا في جميع أنحاء امريكا جراء الطقس البارد والقاسي غير المسبوق في تكساس وأجزاء أخرى من البلاد. حيث مات مواطنون أمريكيون في حوادث سيارات وتسمم بأول أكسيد الكربون وحرائق منزلية. ومع ذلك، يعتقد المسؤولون في تكساس أن المزيد من الأشخاص لقوا حتفهم بسبب البرد القارس والعاصفة الثلجية التي ضربت الولاية، لكن لم يتم العثور على جثثهم بعد.
هذا ودفع عدم قدرة الحكومة المحلية على السيطرة على الأزمة الناجمة عن تدهور الوضع الجوي، الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إعلان حالة الطوارئ في تكساس ولويزيانا وأوكلاهوما لاستخدام الأموال الفيدرالية لمساعدة هذه الولايات. وفي هذه الأثناء، في أعقاب البرد غير المسبوق في ولاية تكساس الأمريكية، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن إعلانا بحدوث كارثة كبيرة لـ 77 جزءا من تكساس.
كارثة العاصفة الشتوية العملاقة وانقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن 5 ملايين شخص
لقد حول الوضع الكارثي لولاية تكساس هذه الأيام جزءا كبيرا من المنطقة إلى حالة حرب ومجاعة، ما تسبب بالطبع في مشاكل جديدة للمواطنين على مختلف المستويات. يمكن اعتبار هذه الموجة الباردة واحدة من أكثر موجات البرد غير المسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة. حيث قال نيل تشاترجي، عضو لجنة تنظيم الطاقة في الدولة الفيدرالية الأمريكية: "لقد كنت أراقب سوق الطاقة ومشاكل الشبكة لفترة طويلة، ولا يمكنني تذكر حدث طقس مشابه لهذا كان بامكانه التاثير على المجتمع إلى هذا الحد.
وقع هذا الوضع السيء في ظروف حيث كان من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في الأيام المقبلة، لكن البرد القارس سيستمر على الأقل حتى نهاية هذا الأسبوع في امريكا. وحدوث مثل هذه الظروف الجوية نادر جدا خاصة في مناطق تكساس. حيث انه في هيوستن أكبر مدن الولاية، تكون الجليد على الطرقات واصطف الناس لملء أسطوانات الغاز في منازلهم. كما ان إشارات المرور مطفأة ويشتري الناس حطبا للتدفئة. ويقال إن حوالي 15 مليون مواطن من تكساس وبعض أجزاء ميسيسيبي يغلي ماء الصنابير قبل استخدامها لأن محطات معالجة المياه غير قادرة على توفير مياه شرب آمنة بسبب البرد الشديد وانقطاع التيار الكهربائي.
هذا ويعاني معظم سكان هيوستن وسان أنطونيو من نقص في مياه الشرب وانقطاع التيار الكهربائي. وتقول مستشفيات هيوستن أكبر مدن هذه الولاية، إنها لا تملك مياهاً. وفي الوقت نفسه، تحاول المراكز الطبية التطعيم قبل أن تفسد اللقاحات. وتوقفت الرحلات الجوية، ويشكو العديد من سكان تكساس من نقص الطعام على رفوف المتاجر بعد عاصفة الشتاء وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع. وتشير التقارير إلى أن المتاجر التي كانت تحتوي على بقالة أساسية واجهت أيضا طوابير طويلة من العملاء.
كما أن الوضع في سان أنطونيو مروع للغاية لدرجة أن مراكز الإطفاء تفتقر إلى المياه لإخماد الحرائق. وعلى الرغم من مضي عدة ايام على الأزمة، ما زال هناك أكثر من 2.7 مليون أسرة تواجه انقطاع التيار الكهربائي. في الواقع، لا تزال تكساس تواجه انقطاعا في التيار الكهربائي بنسبة 40 بالمئة. وعلى الرغم من حصول الملايين من المشتركين في تكساس بحلول يوم الجمعة على الكهرباء، لا يزال أكثر من 40 ألف شخص في تكساس يواجهون انقطاع التيار الكهربائي. في الواقع، تُركت المنازل والشركات من نورث داكوتا (على الحدود الكندية) إلى تكساس (على الحدود المكسيكية) دون كهرباء وسط برد غير مسبوق حطم الرقم القياسي اليومي لدرجة الحرارة في مئات المواقع.
أزمة في صناعة الطاقة الأمريكية
إضافة إلى التأثيرات البشرية والاجتماعية، ألحق البرد الخراب بصناعة الطاقة. وانخفض إنتاج النفط الأمريكي إلى 1.5 مليون و 1.7 مليون برميل يوميا، ما دفع الخام الأمريكي إلى ما فوق 60 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أكثر من عام. وتحاول مصفاة المنطقة، التي تنتج نحو نصف وقود البلاد، العمل دون كهرباء ، فيما تم إغلاق بعض أكبر مصافي النفط بالكامل، ما هدد بتقليص إمدادات البنزين والديزل في جميع أنحاء البلاد. كما أوقفت إنتاج أكثر من مليون برميل نفط يوميا و 10 مليارات قدم مكعبة من الغاز، بينما أعلنت خطوط الأنابيب حالة الطوارئ وأغلقت مصافي البنزين والديزل الضخمة. وبشكل عام، يمكن اعتبار هذه الأزمة الأولى الجديدة لإدارة بايدن منذ توليه منصبه في 20 يناير 2021.
انتقاد المواطنين بشدة للمسؤولين الحكوميين والمشرعين
بينما يعاني سكان تكساس من ظروف جوية قاسية وعواقب كبيرة، جعلت كلمات بعض المسؤولين من الصعب على الناس تحملها. حيث كتب تيم بويد رئيس بلدية تكساس حديثا، في منشور على فيسبوك: "لن ينجو من هذا الوضع الصعب إلا الأفراد والعائلات الأقوياء، والضعفاء سيموتون. لا أحد مدين لكم. وليس من واجب حكومة الولاية دعم الناس في هذه الأوقات الصعبة. اغرقوا أو اسبحوا الخيار لكم" أثارت تصريحات رئيس بلدية تكساس غضب الجماهير ما أجبر السيد بويد في النهاية على الاستقالة.
كما تعرض السناتور الجمهوري تيد كروز، الذي كان يقضي إجازة على ساحل المكسيك مع عائلته في خضم الأزمة، لانتقادات واسعة النطاق. وفي الوقت نفسه، على شبكة التواصل الاجتماعي Twitter، نشر سكان تكساس صورا لعائلة كروز قبالة سواحل المكسيك وكتبوا: تجمد سكان تكساس، وكروز هرب!