الوقت- خلال الايام القليلة الماضية تمكنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية "أنصار الله" من التقدم كثيراً في عدد من مديريات محافظة مأرب، ونظراً لهذا فقد بذلت الدول المعتدية الكثير من الجهود بمساعدة أنصارها الغربيين لوقف العمليات العسكرية في مدينة مأرب. وتقول مصادر ميدانية، إن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية اقتربوا خلال اليومين الماضيين من أبواب مدينة مأرب من المحور الغربي وسيطروا على مديرية صرواح بالكامل، وهي أقرب جبهة لمدينة مأرب ولفتت تلك المصادر الميدانية أنه بعد تنفيذ عملية عسكرية ناجحة، انتقل أبطال الجيش واللجان الشعبية إلى أول نقطة عسكرية تابعة لعناصر المرتزقة التابعين للحكومة اليمنية المستقيلة في غرب مدينة مأرب، ونظراً لامتلاء مشافي مأرب بقتلى وجرحى للمرتزقة، نُقلت اعداد كبيرة منهم الى مشافي محافظة شبوة ومع تراكم انتصارات صنعاء على الجبهات سارعت الدول الداعمة لتحالف العدوان الى التدخل ولقد صّدق البرلمان الأوروبي قبل عدة أيام على قرار يدعو لانسحاب جميع القوات الأجنبية من اليمن وإنهاء ووقف العدوان عليه والتأكيد على أن لا حلَ للأزمة في اليمن إلا عبر مفاوضات بقيادة يمنية تشمل جميع مكونات الشعب.
وبالتزامن مع هذا القرار الأوروبي عُقد يوم السبت الماضي في العاصمة اليمنية صنعاء، اجتماع أمني برئاسة مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية اللواء الركن "علي الكحلاني"، ضم رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع اللواء "عبدالله يحيى الحاكم" ومدير ديوان وزارة الدفاع اللواء الركن "محمد العوامي" وعدداً من رؤساء الهيئات ومديري الدوائر والكليات والقيادات العسكرية وذلك لمناقشة آلية حسم المعركة في مأرب باستخدام كل الوسائل المشروعة لضرب ما تبقى من قدرات الأعداء. كما ناقش الاجتماع سبل تعزيز الأداء القتالي للمرابطين في مختلف الجبهات، بما يعزز من صمودهم في مواجهة قوى العدوان والمرتزقة، وآليات استقبال العائدين إلى صف الوطن عبر المركز الوطني لاستقبال العائدين والذين عاد منهم حتى الآن أكثر من عشرين ألفاً.
وخلال اللقاء أوضح رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع اللواء "عبدالله يحيى الحاكم" ، أن المعركة اليوم هي معركة تحرير الأرض والإنسان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كما أنها معركة أخلاقية وتسامح وعفو وآداب . وأشار اللواء "الحاكم" إلى أن العدو والغزاة عبثوا بمأرب كما عبثوا بالساحة اليمنية كيفما أرادوا وبوسائل متعددة .. موضحاً أن المعركة ليست معركة عسكرية بحتة بل معركة في كل الجوانب، تتطلب استخدام الوسائل المتاحة لإضعاف العدو والتأثير عليه. وأضاف رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع أن عودة أكثر من عشرين ألفاً من المغرر بهم رسالة في أن البقية سيعودون بكل تأكيد .. مشدداً على أهمية التواصل مع المغرر بهم ممن لا يزالون في صف العدو وتقديم النصح لهم. ولفت إلى أن الذين يقاتلوننا اليوم ليسوا أبناء مأرب بل سعوديين وإماراتيين وأمريكيين ومرتزقة من بعض المحافظات، مضيفا بالقول: "نعتبر المخدوعين الذين يقاتلون في صفوف الأعداء ضحايا تم استقطابهم بالإغراءات المالية والتزييف الذي بات اليوم مفضوحًا أمام الكثير".
وفي السياق نفسه، قال اللواء "الحاكم": "لدينا معلومات مؤكدة عن سوء الوضع الذي يعيشه المخدوعون ونحن من منطلق الحرص عليهم نسعى لانتشالهم وفتح قنوات تواصل لإعادتهم إلى أهاليهم.. مؤكدا أنه "بوصول كوادرنا إلى عمق العدو أضحت الأمور مهيأة بصورة أكبر مما مضى للمقاتلين من أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية". وأكد أنه "تم يوم الخميس الماضي التواصل معنا من قبل أكثر من 250 عنصرا من المخدوعين لتنسيق عودتهم إلى أهاليهم". موضحا "أننا تمكنا من تحييد وتجنيد الكثير من أفراد وضباط العدو في مارب عبر قنوات التواصل معهم ونعمل على قلب الطاولة على رأس المحتل من تحته". وتابع قائلا: "بانكشاف حقيقة أهداف المعتدين تمكنا من تجنيد المئات من المخدوعين ليؤدوا الدور المطلوب داخل صفوف قوى العدوان و بصحوة عدد ممن كانوا مخدوعين تمكنا من تحديد بنك أهداف لوجود تجمعات الغزاة والمرتزقة ويتم موافاتنا بتحركات قياداتهم".
وأوضح اللواء "عبدالله الحاكم" أن العدو دنيء جداً وكلما طالت المدة لجأ لامتهان المواطنين في مناطق سيطرته ونحن لن نعطي له فرصة للتمادي ولن نسمح بخدش كرامة شعبنا على الإطلاق.. مؤكدا أن جريمة اختطاف النساء ضاعفت من التفاف القبائل مع الجيش واللجان في المواجهة وهذا يحتم وضع آلية للتنسيق بين العسكريين والأمنيين ورجال القبائل . وفي الاجتماع أوضح اللواء "الكحلاني"، أن ما تحقق من انتصارات كبيرة في كل الجبهات وعلى أبواب مأرب يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود والتفاعل من قبل الجميع لتحرير ما تبقى من المناطق من سيطرة العدو. وأقر الاجتماع تشكيل لجنة تواصل واتصال مع المغرر بهم برئاسة مدير ديوان وزارة الدفاع اللواء "العوامي". مشيداً بما يسطره أبطال الجيش واللجان الشعبية من انتصارات في كل الجبهات ولا سيما جبهة مأرب.
ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع في حكومة صنعاء اللواء "محمد ناصر العاطفي"، مساء الثلاثاء الماضي، أن القوات اليمنية هي "من ستحافظ على الملاحة البحرية وحماية المصالح الدولية في المنطقة من خلال موقعنا الجغرافي الاستراتيجي الحيوي المهم، وما يمثله من أهمية أمنية بالغة لممرات الملاحة الدولية". وتابع: "الأمن والأمان في اليمن يشكل القضية المحورية الأساسية للجميع، ولكن ليس من خلال قتل اليمنيين وفرض حصار شامل عليهم، بل يكمن في وحدة وسلامة أراضي اليمن وسيادته وبناء دولة موحدة قوية". وأشار "العاطفي" إلى أن "على كل المرتهنين للقرارات الصهيو أمريكية، إدراك أن اليمن غالٍ وعزيز وصامد ومقاوم للعدوان ومخططاته التآمرية وسيواصل مقاومته ونضاله ضد كل مشاريع الخنوع والاستسلام". وأكد "العاطفي" أن الصناعات العسكرية اليمنية "تعمل ليل نهار لتطوير أسلحة نوعية وأكثر دقة وأكبر مدى وقادرة على الوصول إلى أهدافها، ولن تستطيع منظومات العدو الدفاعية إعاقتها"، مؤكداً أن "تحالف العدوان على اليمن أصيب بالانهيار واستحكم الفشل الذريع بكل حساباته". وقال إن "منظومات العدو الدفاعية لن تستطيع إعاقة أسلحتنا النوعية"، مشيراً إلى أن "الصناعات العسكرية اليمنية فرضت توازن القوى في ميدان المعركة مع العدوان السعودي". ودعا وزير الدفاع اليمني إلى "انطلاق معركة تحرير مدينة مأرب، وإجبار قوى العدوان على مغادرة الأراضي اليمنية المحتلة، دون قيد أو شرط وإحلال السلام في المنطقة"، قائلاً: "آن الآوان لانطلاق معركة تحرير مأرب".
وفي الختام يمكن القول إن قرار تحرير مدنية مأرب من قوات الاحتلال السعودية قد تم اتخاذه في العاصمة اليمنية صنعاء وخلال الايام القادمة سوف نشاهد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" يرفعون علم الحرية والعزة في مدينة مأرب اليمنية. إن الانتصارات الاخيرة التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الأيام الماضية في العديد من جبهات القتال في محافظة مأرب، دفعت بمن ما زال في نفسه كرامة وغيرة على وطنه وعرضه أن يغادر صفوف العدوان ويلتحق بالصف الوطني ويدافع عن بلده وشعبه.