الوقت-شنت القوات المسلحة العراقية عملية مهمة وحساسة في الصحراء الغربية لمحافظة الأنبار الأسبوع الماضي لتطهير المناطق الملوثة من الإرهابيين بعد زيادة التحركات والهجمات من قبل خلايا سرية تابعة لتنظيم داعش الارهابي. ودمرت القوات العراقية عدة معاقل للإرهابيين على طول هذا المحور ، ومن أبرز أحداث هذه العلميات ، اقتراب المقاتلين من إحدى معاقل داعش في المنطقة حيث لاحظوا تحليق مروحيات أمريكية على مستوى منخفض للغاية.
وبحسب مصادر ميدانية ، فر الإرهابيون من المنطقة عند وصول القوات العراقية ، ما يشير إلى أن الأمريكيين تربطهم صلات وثيقة بعناصر داعش الإرهابية ، وخاصة في الجزء الغربي من محافظة الأنبار. ويقع معقل تنظيم داعش الإرهابي في منطقة وادي الملصي ، ويبدو أن الأمريكيين يرون أن هذه المنطقة مناسبة لتنشيط إرهابيي داعش اذ يسعون إلى دعمهم.
تقع مناطق الصحراء الغربية لمحافظة الأنبار بالقرب من الحدود مع سوريا والأردن والسعودية ، وأصبحت مكانًا جيدًا لتعزيز العناصر السرية لتنظيم داعش الإرهابي نظرًا لبعدها عن أنظار وإشراف القوات العراقية ، وكذلك الدعم الخاص والعام من الأمريكيين.
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها ، فإن لدى الأمريكيين تحركات مشبوهة في هذه المنطقة ، وخاصة في ضواحي الرطبة ، وعبر منطقة التنف المحتلة جنوب محافظة حمص السورية ، حيث يقدمون الدعم المالي والعسكري للإرهابيين بل وينقلونهم على جانبي الحدود.
عززت الهجمات والانفجارات التي وقعت في الأيام الأخيرة في العراق من احتمال أن تكون العناصر السرية لتنظيم داعش قد تم تسليحها مرة أخرى من قبل الأمريكيين في المناطق المهمة والاستراتيجية بمحافظة الأنبار الغربية من أجل شن عمليات أخرى ضد القوات العراقية.
من جهة أخرى ، فإن فتح معبر عرعر الحدودي قد يمهد الطريق أمام نقل الإرهابيين والمعدات العسكرية من السعودية إلى غرب الأنبار ووسط وجنوب العراق ، بما في ذلك العاصمة العراقية بغداد ، وهو ما تكرر في التفجيرات الانتحارية الأخيرة في بغداد.
تظهر التطورات على الأرض أن الأمريكيين ، إضافة إلى دعمهم لتنشيط عناصر تنظيم الخلايا السرية لداعش في محافظة الأنبار الغربية والمناطق الحدودية ، يسعون أيضًا لتشكيل مجموعة موازية مع هيئة الحشد الشعبي في شمال العراق.
ويحاول الأمريكيون حصر وتضئيل وجود قوات الحشد الشعبي العراقي ، المكون من مقاتلين سنة وشيعة ، في المناطق الشمالية من خلال توحيد وتجنيد وتدريب الجماعات المتطرفة على شكل تيار قوي ومعروف.
كما أن النظام السعودي مسؤول أيضًا عن تمويل هذه المجموعة ، التي ادّعت ظاهريًا بأنها تتكون من قوات سنية تعيش في شمال العراق ، لكنها في الأساس من بقايا حركات بعثية وإرهابية ، والتي تنوي في بداية مشروعها السيطرة على محافظة الأنبار وبهذا التكتيك يريدون التلميح إلى أنه لا داعي لوجود مقاتلي الحشد الشعبي وقوات الجيش وعليهم إخلاء هذه المحافظة.
ترى واشنطن أن الحشد الشعبي العراقي يشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق أهدافها وغاياتها في العراق ، وبالتالي تسعى إلى القضاء على الحشد وخلق الانقسامات من خلال تشكيل مجموعة جديدة ، وتسعى على المدى الطويل إلى تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق: كردية ، سنية وشيعية.