الوقت- ذكر وزير الخارجية السعودي أن بلاده تسعى لوقف إطلاق نار شامل في اليمن وأنه يمكنها التنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة حول هذا الأمر. وفي مقابلة مع وسائل إعلام سعودية، ادعى وزير الخارجية السعودي "فيصل بن فرحان آل سعود" أن الرياض تسعى لإنهاء حربها ضد اليمن. وزعم وزير الخارجية السعودي، في مقابلة حصرية مع قناة "العربية" السعودية، مساء الجمعة الماضي، أن تحالف العدوان بقيادة بلاده لا يشكل عقبة أمام وقف إطلاق النار في البلاد، لكن قادة أنصار الله هم العقبة الرئيسة أمام وقف إطلاق النار في الدولة التي مزقتها الحرب. وقال، "نعتقد أنه إذا قامت إدارة بايدن بتقييم الحالة (الحرب في اليمن)، فإنها سترى أن أهداف السعودية والتحالف ]العربي ضد اليمنيين] يتفق تماما مع نوايا حكومة بايدن في هذه القضية."
وتابع "بن فرحان" قائلاً: "لأننا جميعًا نسعى إلى وقف نهائي للحرب ووقف شامل لإطلاق النار ومن ثم بدء العملية السياسية". وأضاف، "العقبة الرئيسة ليست التحالف بل الحوثيين ويمكننا التنسيق بشكل إيجابي وجيد للغاية مع حكومة بايدن في هذا الصدد". وأشاد بالرئيس الأمريكي الأسبق "دونالد ترامب" الذي دام حكمه أربع سنوات والذي قام في فترة نهاية ولايته بوضع حركة "أنصار الله" اليمنية على قائمة الجماعات الإرهابية، قائلا، إن "حركة أنصار الله تستحق ذلك". وأعرب "بن فرحان" عن أمله في أن يؤدي مثل هذا القرار والعمل إلى إجبار جماعة "أنصار الله" على المشاركة في العملية السياسية اليمنية. وجدد وزير الخارجية السعودي، شروط الرياض المسبقة لوقف إطلاق النار في اليمن، قائلا، إن "اليمنيين يجب أن يوافقوا على الشروط المعقولة بوساطة الأمم المتحدة.
الجدير بالذكر أنه رداً على هذا الإعلان الأمريكي، قالت جماعة "أنصار الله" اليمنية، إن لها حق الرد على أي تصنيف أمريكي للجماعة، وأنها تدين أي تصنيف من جانب واشنطن. وقال عضو المجلس السياسي الأعلى، "محمد علي الحوثي"، عبر حسابه في "تويتر"، إن "أمريكا هي مصدر الإرهاب، وسياسة إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إرهابية، وتصرفاتها إرهابية، وما تقدم عليه من سياسات تعبر عن أزمة في التفكير". وتابع إن التصنيف الأمريكي "لا يهم الشعب اليمني لكون أمريكا شريكا فعليا في قتله وتجويعه". وأكد "الحوثي"، أن الشعب اليمني لا يكترث للتصنيفات الأمريكية لكونها شريكاً فعلياً في قتله وتجويعه. وفي تغريدة أخرى، قال "الحوثي"، إن "الإرهاب الذي صدرته أمريكا إلى كل مكان في العالم وصل إلى الكونغرس بفضل سياسات بومبيو ورئيسه ترامب".
ويرى العديد من الخبراء السياسيين، أن التصنيف الأمريكي لجماعة "أنصار الله" كمنظمة إرهابية، لن يكون له تأثير على مجريات الأحداث، وهو تغطية على فشل إدارة ترامب قبل رحيلها. وأشار اولئك الخبراء، إلى أن "هذا الإجراء يعتبر محاولة أخيرة من إدارة ترامب الفاشلة التي مارست الإرهاب والحصار في حق الشعب اليمني دون مسوغ قانوني، كما أن دعمها للعدوان وبيعه الأسلحة المحرمة دوليا هو عين الإرهاب". وأوضح الخبراء، أن "صنعاء ترفع شعار "الموت لأمريكا" علنا ومنذ سنوات، وبالتالي لن يخيف حركة "أنصار الله" تصنيف أمريكا لها كمنظمة إرهابية ولا شطحات إسرائيل، وهذا القرار لن يكون له تأثير إلا على زيادة تعاطف خصوم أمريكا مع هذه الحركة اليمنية التي وقفت مدافعة خلال السنوات الماضية عن أبناء الشعب اليمني ضد تحالف العدوان ومرتزقته، وربما يكون البيت الأبيض أراد أن يُدخل المنطقة في صراع أكبر للتغطية على الإخفاقات التي شهدتها تلك الإدارة الراحلة، فالخسارة التي تكبدتها أمريكا كبيرة نتيجة عجزها السياسي والعسكري والاقتصادي وفرض أجندتها على الشعب اليمني
في غضون الشهرين القادمين، تدخل الحرب التي شنتها السعودية والإمارات ضد اليمن عامها السابع، وهو ما سينتج عنه وصمة عار عسكرية وسياسية للسعودية ودمار وقتل للشعب اليمني. الجدير بالذكر أن وزير الخارجية السعودي تحدث عن وقف شامل لإطلاق النار في اليمن، بينما الرياض، وفق المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، منعت اتفاق وقف إطلاق نار شامل في اليمن بعد اتفاق ستوكهولم (أو الحديدة) عام 2019 بوضعها مطالب مفرطة وفرضها العديد من الشروط المجحفة. إن حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية التي ينتمي إليها "أنصار الله"، جعلت أي وقف لإطلاق النار في البلاد مشروطًا بوقف هجمات تحالف العدوان السعودي اليومية على اليمن ورفع الحصار المستمر منذ خمس سنوات. وخلال السنوات الأربع لإدارة "ترامب"، شنت السعودية، بدعم سياسي وعسكري أمريكي، هجمات يقال إنها جرائم حرب، وفقًا لمنظمات حقوقية دولية، وتخشى الرياض أن يكون التغيير الذي حصل مؤخراً في البيت الأبيض لن يكون مثل السنوات الأربع الماضية، وتعتقد الرياض أنه في زمن "بايدن"، سيقوم العديد من المسؤولين الأمريكيين بتتبع هذه الجرائم السعودية في اليمن ومحاسبة الرياض و"ابن سلمان" على كل تلك الجرائم.
الجدير بالذكر أن تحالف العدوان السعودي تعامل خلال السنوات الماضية بطريقة مهينة مع مرتزقته الذين اشتراهم بثمن بخس حيث يتعرضون لضرب وسجن وعقاب جماعي مذل، في حال عدم تنفيذ الاوامر، او الشك في ولائهم، اضافة الى انكشاف اهداف تحالف العدوان على اليمن، والتدمير الممنهج للبلاد وقتل اليمنيين واحتلال الأرض اليمنية، الأمر الذي دفع بمن ما زال في نفسه كرامة وغيرة على وطنه وعرضه أن يغادر صفوف العدوان ويلتحق بالصف الوطني ويدافع عن بلده وشعبه. وكان الرئيس الشهيد "صالح الصماد" رئيس المجلس السياسي الاعلى في صنعاء قد أصدر قرار العفو العام في 20 أيلول 2016، عن كل مدني أو عسكري شارك بالقول والفعل في جرائم العدوان من اليمنيين المخدوعين والمغرر بهم، وبعد استشهاد الرئيس الشهيد "الصماد" مدد المجلس العام الجاري هذا القرار، ولقد شكك البعض في جدوى هذا القرار، بسبب الأموال التي انفقتها الرياض وأبو ظبي لشراء ذمم بعض ضعاف النفوس، واستخدامهم كمرتزقة لمقاتلة ابناء شعبهم، ولكن مع تصاعد دفعات عودة المخدوعين والمغرر بهم إلى الصف الوطني، كشف عن حكمة وبُعد نظر الشهيد "الصماد" والقيادة اليمنية.
وفي الختام يمكن القول، إنه لا مجال أمام اليمنيين اليوم إلا الوقوف صفاً واحداً في وجه قوى العدوان وتحرير الوطن من الغزاة الطامعين في احتلال اليمن ونهب خيراته وثرواته. وأن التعامل الاستعلائي والوحشي لقوى العدوان مع المغرر بهم والمخدوعين، وانكشاف اهدافه الخبيثة وعلى راسها تقسيم اليمن ونهب ثرواته واحتلال جزره وموانئه، والصمود الاسطوري للقوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية والشعب اليمني، امام تحالف العدوان الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي، وامام الحصار والتجويع والقتل خلال السنوات الست الماضية، هي العوامل الابرز والاهم التي اعادت الشعور بالكرامة الوطنية الى نفوس البعض، من الذين باعوا هذا الشعور في لحظة ضعف وبثمن بخس، للسعودي والاماراتي.