الوقت- أرسل الجيش السوري خلال الأيام الأخيرة مجموعة جديدة من قواته مستقدماً تجهيزات عسكرية كبيرة إلى سهل الغاب في شمال غرب محافظة حماة (بالقرب من خطوط التماس مع المجموعات الإرهابية).
حيث يأتي ارسال القوات السورية إلى شمال غرب محافظة حماة، في وقت تجري فيه، وفق بعض المصادر الميدانية، محادثات بين دمشق وموسكو وأنقرة حول مدينة عين عيسى المهمة (شمال محافظة الرقة، الخاضعة لسيطرة ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية).
وتعتبر مناطق شمال غرب محافظة حماة (محور جورين) و شمال شرق محافظة اللاذقية وجنوب غرب محافظة إدلب مجاورة لبعضها البعض. وفي الوقت الراهن، يحتل الجيش التركي والجماعات الإرهابية نحو 5٪ من مساحة شمال غرب محافظة حماة كمناطق الزيارة والمنصورة والقاهرة وغيرها.
ولم ترد أنباء حتى الآن عن بدء عملية الجيش السوري في شمال غرب محافظة حماة لتطهير الأراضي المحتلة، وعلينا أن ننتظر ونرى إلى أين ستتجه التطورات في الأيام المقبلة، والتي يمكن بالطبع أن تكون مرتبطة بنتائج المحادثات الثلاثية.
وتفيد الأنباء من المحور المركزي لمحافظة إدلب، بأن الجيش السوري استهدف مواقع احتلتها الجماعات الإرهابية في بلدات "كنصفرة ، فليفل ، الفطيرة" وألحق بها خسائر بشرية ومالية جسيمة (تدمير معدات عسكرية).
في الوقت الراهن، لا تزال عناصر التنظيمات الإرهابية متعددة الجنسيات تحتل نحو 45٪ من مساحة محافظة إدلب كمناطق الوسط والشمال (إدلب ، جسر الشغور ، البراه ، أرمناز ، إلخ) في شمال غرب سوريا.
ومن ناحية أخرى ، يحتل الإرهابيون نحو 7٪ من الأراضي الشمالية الشرقية لمحافظة اللاذقية (سللور ، زيتونة ، كلاز ، إلخ). كما تحتل الجماعات الإرهابية أجزاء من الغرب والشمال الغربي والشمال والشمال الشرقي لمحافظة حلب (الأتارب وكفرتعال وتقاد وعفرين والباب جرابلس وغيرها).
بالتزامن مع وقوع أحداث جديدة في محور شمال غرب سوريا (شمال غربي محافظة حماة) استهدفت وحدات المدفعية التركية والجماعات الإرهابية عدداً من الأحياء الجنوبية في مدينة عين عيسى شمال محافظة الرقة.
ووفق المعلومات الواردة ، فإن هذه الهجمات دفعت السكان إلى إخلاء هذه المناطق حفاظاً على حياتهم. ويبدو أن القصف المدفعي لعين عيسى ، بمثابة تحذير للميليشيات الكردية لإخلاء هذه المدينة المهمة والاستراتيجية.
ونفذت الحكومة التركية والجماعات الإرهابية الخاضعة لقيادتها هجمات متفرقة على أطراف عين عيسى منذ أواخر كانون الأول العام الماضي، مهددة الميليشيات الكردية إذا لم تخلِ المدينة فسيبدؤون عملية كبيرة للسيطرة على عين عيسى.
وسبق أن اتفق قادة الميليشيات الكردية خلال محادثات مع ممثلين عن موسكو ودمشق على فتح الطريق أمام القوات السورية لدخول مدينة عين عيسى لوقف هجوم القوات التركية والإرهابيين، لكنهم ما زالوا يماطلون في تنفيذ هذا القرار.
تظهر وتيرة التطورات الميدانية أن ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية تقوم حالياً بالمماطلة واضاعة وشراء الوقت، وتعتقد أنه مع مجىء الإدارة الأمريكية الجديدة سيتغير الوضع لصالحها ويمكنها التراجع عن كلمتها وتغيير موقفها.
ونظراً للتطورات الجديدة، علينا انتظار قرار قادة المليشيات الكردية بتنفيذ الاتفاقات الأخيرة التي تم التوصل إليها بشأن دخول قوات الجيش السوري إلى مدينة عين عيسى ، أو فصل مسارهم عن دمشق وتبني خطة أخرى.
وبينما تتردد الميليشيات الكردية في تسليم مدينة عين عيسى للجيش السوري ، هناك بعض التقارير غير المؤكدة عن توصل دمشق وأنقرة إلى اتفاقات أولية في محادثات مباشرة عقدت بوساطة موسكو لتسيير دوريات عسكرية مشتركة حول مدينة عين عيسى.
من جهة أخرى، ذهبت بعض وسائل الإعلام الموالية للجماعات الإرهابية إلى أبعد من ذلك، وأعلنت أن من النتائج الأخرى لهذه المحادثات نية تركيا تسليم مدينة الباب في شمال محافظة حلب للقوات الروسية والجيش السوري. وهي غاضبة للغاية من هذه القضية.
وزعمت الجماعة الإرهابية أن قرار الحكومة التركية، في حال تنفيذه، سيعطي الضوء الأخضر لدمشق للقيام بعمليات تطهير في المناطق الشمالية الغربية من محافظة حماة ومركز محافظة إدلب وحتى جنوب غرب محافظة حلب وشمال شرق اللاذقية.
وترى وسائل إعلام تابعة للإرهابيين ان وصول مجموعة جديدة من قوات الجيش السوري إلى شمال غرب محافظة حماة، فضلاً عن التهديد الجديد للميليشيات الكردية من قبل تركيا واستهداف مدينة عين عيسى ، تمهيداً لتطبيق الاتفاقات المبرمة بين دمشق وأنقرة.