الوقت-شدد الامام القائد السيد علي الخامنئي، في كلمة له بمناسبة ذكرى انتفاضة أهالي قم ضد نظام الشاه في كانون الثاني/يناير عام 1978 ظهر اليوم الجمعة، على أن “أمريكا ترى مصلحتها في زعزعة أمن المنطقة”، مشيراً الى أن “حضور إيران القوي يعزز الاستقرار في المنطقة”.
وأعلن قائد الثورة أنه “يجب الابقاء على احياء ذكرى انتفاضة الثامن من يناير باعتبارها تثير العزة في نفوسنا”. وأوضح سماحته أن “انتفاضة مدينة قم لم تنحصر جغرافياً بقم، بل امتدت الى المدن الأخرى وتحولت الى انتفاضة شاملة عارمة”، مضيفاً أن “الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ساهما في الكثير من الحركات التي زادت من بصيرة الشعب”.
واضاف الامام قائلاً “بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي هناك إمكانية كبيرة لدى القوى المُغرضة والخائنة لتغيير محتوى الانتفاضة وخاصة لمن لم يكونوا حاضرين فيها عن قُرب”، مضيفاً “إحدى الأعمال المهمة في الوقت الراهن للأجهزة الاستكبارية هو رصد الأحداث العالمية وتبيينها بشكل مغاير عبر الأقلام المأجورة”، لافتاً إلى أن “الإستخبارات الأميركية تروِّج لتحليل مغايرٍ للأحداث وتبثُّه لتضليل الرأي العام”.
وأشار قائد الثورة الى أن انتفاضة قم تعدّت الى مدن أخرى وبشكل تدريجي تبدّلت الى انتفاضة وثورة عامّة. وقال قائد الثورة “هذه الحركة كان قائدها مرجعًا دينيًا ودعوته كانت تستند إلى المفاهيم الدينية”، موضحاً أن “انتفاضة قم مُضادّة للأميركيين والاستبكار ومُناهضة للقوى الخبيثة التي كانت تدافع عن النظام الفاسد المعادي للدين”.
وأضاف الامام إلى الاحداث الاخيرة في أمريكا، قائلاً إن “القيم الاميركية تتعرّض للاستهزاء اليوم، والاقتصاد الأميركي مشلول”. واردف الامام الخامنئي “البعض يعتبر أننا اذا تعاملنا مع اميركا فسيُصبح الأمر على ما يُرام لكن أنظروا الى الدول التي تتصدّق عليها أميركا كيف وضعها”، مؤكداً أن ايران “تتمتّع بالثبات والاستقرار والصمود والتحلّي بالقدرة والتجهيزات الفكرية والسياسية والعسكرية”، مضيفا “نحن تغلبنا على الكثير من العقبات وهذا هو هدفنا”.
وحول الأحداث التي حصلت منذ يومين في أمريكا قال الإمام الخامنئي “مواقفنا تجاه أميركا نابعة من استقلالنا”، لافتاً إلى أن “على القوى الغربية إنهاء هذه التحركات الخبيثة ورفع الحظر عن شعبنا وإيقافه”. وتابع قائلاً إن “اقتصاد البلاد يجب أن ينظّم بشكل يتصدّى للحظر”. وتساءل السيد “أليس من حقّ الجمهورية الاسلامية أن تصنع قوة ردعية ضدّ الاعتداءات؟”، مشيراً إلى أن “أعداؤنا يُعيدون النظر 100 مرة قبل ارتكاب حماقة ضدّنا”. وفي السياق، أكد الامام الخامنئي “نحن ملزمون بالدفاع عن بلدنا ولا يجب أن نفعل شيئا يجعل العدو يتجرأ ضدّنا”. وقال سماحته “عندما يتمكن صاروخ ايراني من إسقاط المسيرة الأميركية المعتدية أو تتمكن صواريخ إيران من قصف قاعدة عين الأسد، يجب على العدو أن يأخذ منظومتنا الدفاعية بنظر الاعتبار”.
وفي جانب آخر من كلمته، قال الامام إن “قرار مجلس الشورى الاسلامي والحكومة بإلغاء الالتزامات النووية كان صحيحًا وعقلانيًا لأن الطرف الآخر لا يلتزم بتعهداته”، موضحاً أنه “إذا عاد الطرف الآخر لالتزاماته سنعود لالتزاماتنا”.
واشار قائد الثورة الإسلامية الى حادثة طائرة الركاب الاوكرانية، قائلاً إن “هذه الحادثة آلمت المسؤولين، ونجدد بدورنا التعزية لذوي الضحايا مع دعائنا بالرحمة”. كما اشار الامام الى أن العالم النووي الشهيد الدكتور محسن فخري زاده وآية الله مصباح يزدي “من الوجوه العلمية البارزة التي فقدناها مؤخرا”.