الوقت- عقب تصريحات السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان، التي أطلقها في مقابلة مع الميادين، مساء الأحد، على أعتاب ذكرى استشهاد الجنرال الحاج قاسم سليماني، تابعت وسائل الإعلام الصهيونية كالعادة بدقة تصريحات السيد نصرالله، وركزت تغطية تصريحات السيد حسن نصر الله في وسائل الإعلام الإسرائيلية على ذلك الجانب من تصريحاته حول صواريخ المقاومة الدقيقة للرد على أي عدوان من قبل الكيان الصهيوني.
ونشرت وسائل الإعلام الصهيونية بما يتناسب مع مواقفهم مقتطفات من مقابلة الأمين العام لحزب الله، استندت إلى موضوعين رئيسيين: تصريحات السيد حسن نصر الله حول أن المقاومة الإسلامية ضاعفت عدد صواريخها الدقيقة منذ العام الماضي، وقادرة على استهداف أي منشآت عسكرية أو مدنية في الأراضي المحتلة، والثاني تصريحات الأمين العام لحزب الله حول أن الحزب لديه جميع الأسلحة لاستهداف أي منطقة في الأراضي المحتلة.
وفي هذا الصدد، لا حاجة لذكر أن الإعلام الصهيوني بأي شكل من الأشكال يخضع لرقابة عسكرية شديدة في تل أبيب، وبالتالي فإن نشر أي أخبار عن تهديدات ضد الكيان الصهيوني يتطلب رخصة رقابة عسكرية؛ لأنه إذا تم انعكاس هذا الخبر خلافاً لمواقف تل أبيب، فإنه سيعرض الصحفي ووسيلة الإعلام للخطر.
ورغم هذه الرقابة، فإن رد فعل القراء الصهاينة على التقارير المتعلقة بتصريحات السيد حسن نصر الله أظهر خوفهم وقلقهم، وطالبوا جيش الكيان الصهيوني أو الموساد بالتخلص من هذه المخاوف بشكل نهائي من خلال اغتيال الأمين العام لحزب الله. وفي هذا الصدد، قال أحد المستوطنين الصهاينة إن إسرائيل للأسف لا تملك الشجاعة والأدوات اللازمة لاغتيال أمين عام حزب الله في لبنان.
اللافت أن الموقع الرسمي لصحيفة هآرتس الصهيونية، التي يعتبرها البعض صحيفة متوازنة مقارنة بتطرف وسائل الإعلام الصهيونية الأخرى، حاول تجاهل تصريحات الأمين العام لحزب الله في أخباره وتقاريره ولم ينشر أي جزء من تصريحاته. وينطبق الشيء نفسه على صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية.
كما حاولت صحيفة إسرائيل هيوم التابعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلال حرف أنظار الرأي العام عن ذلك الجزء من مقابلة السيد حسن نصر الله، نشر سؤال مدير ومؤسس الميادين حول رغبة أمين عام حزب الله أو عدم رغبته في اللقاح ضد كورونا حيث قال السيد حسن نصر الله إنه لن يحصل على لقاح أمريكي الصنع.
لكن اودي أفينتال الباحث في المعهد الاستراتيجي في مركز هرتسيليا، قال تعليقاً على تصريحات السيد حسن نصر الله إن إسرائيل لا تزال تعاني من توترات على الحدود وتتصرف بحذر.
وأكد الباحث الصهيوني أن حزب الله رفع مستوى تنظيمه إلى أعلى المستويات وأن مشروع الصواريخ الدقيقة كماً ونوعاً لم ولن يتوقف.
كما غطت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات الأمين العام لحزب الله حول التقدم الكبير للمقاومة في مجال الدفاع الجوي، والذي سيصيب إسرائيل بالصدمة في الحرب المقبلة المحتملة، وكتب روعي كايس المحلل الصهيوني في الشؤون العربية، على صفحته على تويتر، "كما قال نصر الله، هم قادرون على إصابة أي هدف في إسرائيل بدقة، وإذا هاجمت إسرائيل منشأة على سبيل المثال في منطقة البقاع، سيرد حزب الله رداً مناسباً بصواريخ دقيقة".
كما أشار إلى انتقام حزب الله عقب استشهاد "علي كامل محسن" أحد عناصر الحزب في الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا، وأكد أن رد حزب الله في هذا الصدد سيتم حتماً.
كما أن التعليقات التي نشرها الصهاينة على المواقع الإسرائيلية تعليقاً على تصريحات السيد حسن نصر الله تظهر بوضوح مستوى خوفهم وقلقهم من المقاومة والأمين العام لحزب الله وسلاح المقاومة.