الوقت- شكلت الأزمة السورية منذ انطلاقتها جدلية كبيرة في الساحة الدولية، واختلفت الآراء والتحليلات وبدأ تبادل الاتهامات من هنا وهناك، ولكن مع مرور عدة سنوات على الأزمة السورية اتضح للجميع، ما كان يجري في سوريا منذ البداية وحتى اليوم، وخاصة ان الجماعات الارهابية ومموليها لم يستطيعوا التخفي طوال هذه السنين، لذلك تم الكشف عن هويتهم وداعميهم يوما بعد يوم، فالدول الغربية وأمريكا لم تكن تعتقد أن الأزمة ستطول كل هذه المدة، اذ كانوا يعتقدون أن الدولة السورية ستسقط خلال اسابيع قليلة كما حصل في العراق وليبيا وغيرها من الدول، لكن صمود الجيش السوري أذهل الجميع، يضاف إلى هذا وجود أصدقاء أوفياء لسوريا وحلفاء أقوياء، ومنهم الجمهورية الاسلامية الايرانية.
عن الدعم الايراني لسوريا تحدث يوم أمس المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي حسين امير عبداللهيان، خلال استقبال المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، والذي أكد أن ايران تدافع بقوة عن سوريا.
التحالف السوري الايراني أثبت فعاليته ونزاهته طوال فترة الأزمة، فالجمهورية الاسلامية مدت يد العون لسوريا وشعبها في حين أن أغلبية الدول العربية أدارت ظهرها لسوريا وحتى منهم من تآمر على سوريا وقدم الدعم المالي واللوجستي للجماعات المسلحة التي أحدثت شرخا كبيرا في السلم الأهلي في سوريا، ويكفي ان نتذكر ان الجامعة العربية طردت سوريا منها لنتيقن من الدور العربي خلال فترة الأزمة مع بعض الاستثناءات طبعا مثل الجزائر على سبيل المثال، ومع ذلك استطاعت سوريا بمساعدة حلفائها استعادة السيطرة على المناطق التي خرجت عن سيطرتها، وهي اليوم تستعيد عافيتها، بالرغم من جميع الضغوط التي تمارس عليها.
الجمهورية الاسلامية ترى في الوقت الحالي ان جهود الامم المتحدة في سوريا جيدة وايجابية، اذ قال عبد اللهيان، أن طهران ترحب بجهود الأمم المتحدة والإجراءات التي تساعد في الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وسيادتها وعودة الأمن المستديم إلى ربوعها، مشيرا الى ان الحلقة المفقودة في ظروف سوريا اليوم هي غياب الثقة، فعلى سبيل المثال فرد كان الى وقت ليس ببعيد زعيما لتيار ارهابي ويحمل السلاح وينفذ الاعمال الارهابية والان بارتدائه بذلة وربطة عنق يصرّ على ان تتم دعوته كطرف في المفاوضات.
وأضاف، للأسف ان بعض الزمر الارهابية الخطيرة تسعى لتغيير اسمها للخروج من لائحة الارهاب السوداء لدى منظمة الامم المتحدة لذا فان اتخاذ نهج حيادي من قبل المنظمة وعدم انتهاج معايير مزدوجة يحظى باهتمام جاد من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية.
هذه حقيقة فالكثير من المنظمات الارهابية تحاول تغيير أسمائها، فعلى سبيل المثال "جبهة النصر" أصبح اسمها "هيئة تحرير الشام"، تغير الاسم ولكن الارهاب بقي نفسه، واتضح تماما خلال الازمة من هي الدول الراعية للارهاب، فعلي سبيل المثال ماذا تفعل أمريكا وقواتها في سوريا، ماذا قدمت للسوريين غير الخراب والدمار وسرقة اراضيها وخيراتها، لماذا تسرق النفط السوري لطالما انها تدعي حماية الشعب السوري، ولماذا تركيا تقطع المياه عن الشعب، هل تعاقب الحكومة بهذه الطريقة ام الشعب، ولماذا تحمي انقرة جماعات ارهابية مسلحة في ادلب، ولماذا تعيق اي بادرة حل في منطقة ادلب، وتقول انها لاتستطيع ان تسيطر على المسلحين او تمنعهم من استهداف الروس او السوريين، اذا لماذا هي موجودة هناك، والأهم من هذا كله، جميع هذه القوات تعتبر قوات غازية استعمارية دخلت عنوة دون اذن من الحكومة السورية.
ووصف فرض الحظر على سوريا خاصة في مجالات الادوية والمعدات الطبية والمواد الغذائية بانه ظالم، مؤكدا ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة لازالة الحظر اللاانساني.
وأضاف، ان ايران كما في الماضي ستستمر في الدفاع بقوة عن سوريا وامنها كدولة مهمة في المنطقة، كما ان طهران تدعم الجهود البناءة لمنظمة الامم المتحدة في مساعدة سوريا وتؤكد على ان يكون اطلاق الاحكام بحيادية تجاه سوريا.
بدوره أشار بيدرسون خلال هذا اللقاء الى الاجراءات المتخذة خلال الاعوام العشرة الماضية لارساء الامن والسلام في سوريا، قائلا، ان العملية السياسية تمضي في مسار جيد نسبيا الا ان غياب الثقة بين الاطراف المختلفة في سوريا مازال يشكل عقبة امام تقدم العملية السياسية.
ونوه الى الظروف الحساسة في سوريا ووجود بعض الخلافات في وجهات النظر فيها واضاف: اننا بحاجة الى الدعم من جميع الاحزاب والاطراف والدول الجارة والمنظمات الدولية للخروج من هذا الجمود والطريق المغلق، منوها الى الاوضاع الانسانية في سوريا وقال: للاسف ان الظروف الاقتصادية للشعب السوري تسوء يوما بعد يوم.
واشاد بيدرسون باجراءات الجمهورية الاسلامية الايرانية البناءة في مكافحة الارهاب في سوريا واشار الى مساعداتها ودعمها الانساني لعودة المهاجرين والنازحين السوريين الى ديارهم، قائلا، ينبغي علينا ان ناخذ اوضاع حقوق الانسان والنازحين في القضية السورية بجدية بالغة، مضيفاً، نحن على اطلاع بظروف المنطقة وسنستمر في بذل جهودنا لمساعدة سوريا بلا انقطاع.