الوقت- ضجت المواقع الإخباريّة العربيّة والعالميّة بالخبر الذي نقلته إذاعة جيش العدو الاثنين الماضي، والذي فضح زيارة رئيس الوزراء الصهيونيّ بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجيّة الأمريكيّ مايك بومبيو، إلى السعودية الأحد المنصرم، واجتماعهما مع وليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريّة إلى أنّ اللقاء الثلاثيّ جرى بعد أن استقل نتنياهو طائرة إلى مدينة "ناعوم" الساحليّة وأمضى هناك 3 ساعات، فيما رفض مكتب رئيس وزراء العدو التعليق على هذا الخبر.
زيارة إسرائيليّة جديدة
لم يمض شهران على اللقاء السريّ الذي جمع بين ولي العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، ووفد إسرائيليّ على متن يخته في البحر الأحمر، بمرافقة رئيس الاستخبارات السعوديّة، بدواعي مشاريع التطبيع الجارفة في المنطقة العربيّة، كشفت وسائل إعلام عربيّة وعبريّة أنّ رئيس الوزراء الصهيونيّ بنيامين نتنياهو التقى ابن سلمان برفقة رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، ووزير الخارجية الأمريكيّ مايك بومبيو، خلال زيارة سريّة الأحد الفائت إلى السعودية.
وفي الوقت الذي قطعت الرياض لسانها في الحديث عن هذا الموضوع لغياب أيّ مبرر سياسيّ أو أخلاقيّ أو دينيّ لزيارة الصهاينة إلى بلاد الحرمين الشريفين، أوضحت هيئة البث الرسمية التابعة للعدو، أنّ الرقابة العسكريّة سمحت ببث خبر زيارة نتنياهو وكوهين للسعودية، ما يشير إلى رغبة حكومة العدو بإلقاء الضوء على انجازها مع النظام السعوديّ، الذي سيخفض من جديد أسهم المملكة الهابطة في الشارع العربيّ والإسلاميّ.
ومع وجود تحليلات تؤكّد أنّ الاجتماع الأخير في السعوديّة لم يكن الأول بين نتنياهو ومحمد بن سلمان، سواء في بلاد الحرمين أو خارجها، أبدى السفير السعوديّ في الأمم المتحدة، عبد الله المُعَلمي، في وقت سابق، استعداد الرياض لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، إذا اعترف الكيان الصهيونيّ بتأسيس الدولة الفلسطينيّة وإنهاء الاحتلال، متناسيّاً الادعاءات التي أطلقتها الإمارات والبحرين بعد التطبيع والتي لم تفرز عن إيقاف ضم الأراضي الفلسطينيّة، ما يعني أنّ لغة الوعود لا تنفع بالسياسة.
ويُتوقع أن يكون الاجتماع مرتبطاً بأهم المواضيع المطروحة في المنطقة وهي الانجرار نحو التطبيع الذي تؤيّده وتدعمه المملكة والتي أصبحت على وشك الانخراط فيه، والملف النوويّ الإيرانيّ والمساعي السعوديّة لزيادة الضغط على طهران مع الإدارة الأمريكيّة الجديدة إن استطاعت، إضافة إلى العلاقات بين قطر والسعوديّة والتي شهدت عداءاً كبيراً منذ عدة سنوات وكشفها الإعلام التابع لكل من النظامين الإخوانيّ والوهابيّ المتمثل بقناتيّ "الجزيرة والعربيّة".
سياسة مكشوفة
منذ توقيع اتفاقات العار بين الإمارات والبحرين، تحدثت الكثير من التقارير الإعلاميّة العربيّة والدوليّة عن العلاقات السعوديّة - الصهيونيّة، وإمكانية دخول الرياض إلى حظيرة التطبيع الأمريكيّة مع العدو الغاصب، وخاصة بعد أن انقلبت سياسة وسائل الإعلام السعوديّة التي كانت تصف كيان الاحتلال في السابق، بالـ "العدو الصهيونيّ" أو "الاحتلال الإسرائيليّ" أو "كيان الاحتلال"، وأصبحت في الفترة الأخيرة تشيد بشكل جليّ، باتفاقات الخيانة التي أبرمتها بعض الدول الخليجيّة مع عدو الأمّة العربيّة.
وكان رئيس استخبارات النظام السعوديّ السابق، بندر بن سلطان قد فضح نوايا السعوديّة تجاه القضيّة الفلسطينيّة، وعبّر المسؤول الذي أمضى ثلث حياته سفيراً لبلاده في واشنطن، عن غضب الرياض من تصريحات المسؤولين الفلسطينيين، وكأنّه كان ينتظر ترحيباً فلسطينيّاً بدخول المنامة وأبوظبي إلى حظيرة التطبيع مع العدو الصهيونيّ المُحتل للأراضي العربيّة، واصفاً انتقادات القيادات الفلسطينيّة للاتفاق بأنّه تجرؤ بالكلام الهجين على دول أسماها بالـ"شقيقة"، ومن شدّة روابط الأُخوة انحازت إلى صف الاحتلال ضد أصحاب الأرض والمقدسات.
وعقب وصف القادة الفلسطينيين لتطبيع الإمارات والبحرين في البداية، بأنّه "خيانة" و "طعنة في الظهر"، اختارت الرياض الكشف عن نهجها القذر وأعلنت تأيّيدها بشكل رسميّ لاتفاق الخنوع الإماراتيّ – البحرينيّ مع العدو الغاشم، بل انخراطت بشكل صارخ في معاداة القضيّة الفلسطينيّة والتطبيع مع الصهاينة، وأصبحت بلاد الحرمين مرتعاً لمن يحتل الأراضي العربيّة وينشر الدمار فيها ويقصف عواصمها.
وبالتزامن مع الزيارة الصهيونيّة للسعودية، أعلن الحوثيون في اليمن استهداف محطة توزيع لعملاق النفط السعوديّ "أرامكو" قرب مدينة جدة غربيّ البلاد، بقصف صاروخي، وفق قناة المسيرة التابعة للجماعة.
ومن الجدير بالذكر أنّ السعوديّة التي فتحت أبوابها للعدو الغاشم قطعت علاقاتها مع الجمهوريّة العربيّة السوريّة منذ بداية الحرب عليها، وأغلقت سفارتها في دمشق وطردت السفير السوري في العام 2012، وانخرطت الرياض بالحرب على السوريين لمحاولة إسقاط الدولة هناك، تحت مسميات تَجهل معناها في بلادٍ لا يُعرف فيها إلا الطاعة للأمراء المالكين، قد فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها بعد أن ساهمت بتدمير سوريا المقاومة.