الوقت- مع الإعلان عن نتيجة الانتخابات الأمريكية وفوز جو بايدن رئيساً جديداً لأمريكا، بدأت الأسواق التركية من الآن مناقشة الوضع الحالي للعلاقات الأمريكية التركية.
بالنظر إلى أن بايدن كان دائمًا عضوًا مناهضًا لتركيا خلال العقود الأربعة التي قضاها في مجلس الشيوخ، فإن وسائل الإعلام والدوائر السياسية في هذا البلد تشعر بالقلق من أن بايدن سيخلق مشاكل لتركيا في الفترة الجديدة أيضًا.
ويرى بعض القادة العسكريين الأتراك السابقين أن وجود الأدميرال ستافيدريس في طاقم بايدن، مسألة مهمة ومقلقة لأنقرة.
بايدن وستافيدريس
بحسب تحليل خبراء عسكريين أتراك، فإن وجود عسکري مشهور يدعى الأدميرال "ستافيدريس" في طاقم بايدن، مسألة مهمة ينبغي النظر فيها وتقييمها.
"جيمس جي. ستافريديس" هو جنرال ذو أربعة نجوم، وقائد سابق لحلف شمال الأطلسي في أوروبا، وقائد الجيش الأمريكي في جنوب البلاد، والقائد الأعلى السادس عشر لحلف شمال الأطلسي ورئيس كلية "فليتشر" للقانون والدبلوماسية بجامعة "تافتس"، والذي سبق أن تم النظر في اختياره لمنصب نائب الرئيس من قبل حملة هيلاري كلينتون.
وخلال السنوات الأربع التي قضاها في الناتو، أشرف ستافريديس على حملات التحالف في البلقان ونشاط القراصنة قبالة سواحل إفريقيا، كما شغل منصب قائد العمليات في دول مثل سوريا وليبيا وأفغانستان.
ولطالما اتخذ ستافريديس موقفًا ضد تركيا، سواءً في الناتو أو في خطاباته في مختلف الدوائر البحثية. کما كان له في السابق علاقة وثيقة مع وزير الدفاع الأسبق "دونالد رامسفيلد".
وکان الجنرال ستافيدريس يوناني الأصل قد انتقد في السابق في مقابلة مع صحيفة مقرها أثينا، تصرفات تركيا في شرق البحر المتوسط، وقال إنه ينبغي استخدام القوة العسكرية لاحتواء تركيا.
آراء اثنين من البحارة الأتراك
يعتقد الأدميرال "جيم جوردينيز" أن وجود الأدميرال ستافيدريس، القائد السابق لحلف الناتو في فريق جو بايدن، يمثل قضيةً حيويةً بالنسبة لتركيا. لأن هذا البحار الشرير كان دائماً يتخذ موقفاً قاسياً ضد تركيا.
ويری الأدميرال جوردونيز أن أمريكا في شرق البحر الأبيض المتوسط، مثل فرنسا، ستكون في وضع يمكِّنها من معارضة السياسات التركية.
لكن هذا الأدميرال التركي يعتقد أنه مع نهاية الهيمنة الأمريكية، ستتاح لأنقرة فرص جديدة لإقامة التحالفات.
بدوره يعتقد الأدميرال "مصطفى أوزبَي" أيضًا أن جو بايدن قد لعب دائمًا دورًا مهمًا في حكومة الظل في النظام السياسي الأمريكي، وبالنسبة لتركيا، يجب اعتباره مثل اليونان. وبالتالي، في ظل حكم بايدن، من المتوقع أن تشهد العلاقات بين أنقرة وواشنطن بعض التقلبات.
تركيا وشرق البحر المتوسط
يعدّ المفهوم العسكري والقومي لـ "الوطن الأزرق" مصطلحًا مثيرًا صاغه العديد من البحارة والجنرالات الأتراك، للإشارة إلى ضرورة الاهتمام بحقوق تركيا ومصالحها في البحر، وخاصةً في شرق البحر المتوسط.
والآن يمكننا أن نرى حقيقة أن الوطن الأزرق أصبح أهم عقيدة دفاعية لتركيا، ولهذه الدولة رؤية خاصة تجاه شرق البحر المتوسط لزيادة نفوذها وقوتها.
إن جهود تركيا للوصول إلى موارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، واهتمام أنقرة الخاص بقضية تسمى قبرص التركية، هي في حد ذاتها إمكانية كبيرة لتصعيد التوترات بين تركيا وأوروبا وبين تركيا والولايات المتحدة. ونتيجةً لذلك، يمكن التنبؤ من الآن بأن فريق بايدن سوف يتسبب في مشاكل لتركيا في شرق البحر المتوسط.
بايدن ونزهة أردوغان – بهجلي
في حديثه لوسائل الإعلام أمس، لم يخف الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" سعادته بوصول "أرسين تتار" إلى السلطة في جمهورية شمال قبرص التركية.
وأعلن أردوغان أنه يريد الذهاب إلى قبرص مع شريكه في الائتلاف زعيم حزب الحركة الوطنية "دولت بهجلي"، والذهاب في نزهة في مدينة "مرعش" المهجورة.
ومما لا شك فيه أن مثل هذه الخطوة ستكون استفزازيةً للغاية لليونان وقبرص، وبالنظر إلى نظرة جو بايدن الخاصة للتحركات التركية، فتبدو فكرة أردوغان صعبة التحقيق.
وعلى الرغم من أن أردوغان قد تحدَّث عن النزهة في مرعش بلهجة يمكن أن يعتبرها فيما بعد نكتةً، ولکن من لا يعرف أن هذه التصريحات استمزاجية بطبيعتها؟ وهذا يعني أن أردوغان قد ألقى بحجر صغير على منزل الجيران، لقياس مدى الحساسية.
وفي الختام، يجب القول إنه على الرغم من أنه من السابق لأوانه توقع العلاقات بين أنقرة وواشنطن خلال عهد بايدن، إلا أن مخاوف العسكريين لها أهميتها ولا ينبغي تجاهلها.