الوقت-أعلن المرصد السوري المعارض عن رصده وصول دفعة جديدة من جثث "مرتزقة الفصائل" الموالية لأنقرة إلى الأراضي السورية، ممن قتلوا في معارك إقليم ناغورنو كاراباخ إلى جانب القوات الأذربيجانية، في حربها مع القوات الأرمينية.
وضمّت الدفعة التي وصلت إلى مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل شمال سوريا 12 جثة من المقاتلين السوريين.
كذلك، وثّق المرصد السوري مقتل ما لا يقل عن 10 مقاتلين من "المرتزقة" خلال الساعات الماضية في المعارك إلى جانب القوات الأذربيجانية ضد القوات الأرمينية ضمن إقليم كاراباخ.
وبذلك، ترتفع حصيلة قتلى الفصائل منذ زجّهم في الصفوف الأولى للمعارك من قبل الحكومة التركية، أي منذ نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي، إلى ما لا يقل عن 250 قتيلاً، بينهم 195 جلبت جثثهم إلى سوريا، فيما لا تزال جثث البقية في أذربيجان، كما تمكنت القوات الأرمينية من أسر 3 مقاتلين سوريين على الأقل.
وفي السياق نفسه، قال سيرغي ناريشكين رئيس جهاز الاستخبارات الروسي إن الجهاز لديه معلومات عن "مشاركة إرهابيين من سوريا في معارك كاراباخ، وأن المخابرات التركية تشارك في أحداث الإقليم".
وأضاف ناريشكين في مقابلة مع "سبوتنيك": "الجهاز حصل على معلومات دقيقة حول مشاركة مسلحين من سوريا في معارك كاراباخ، بما في ذلك من أجهزة المخابرات الشريكة في دول الشرق الأوسط".
وكان مستشار رئيس إقليم كاراباخ دايفيد بابايان قد اتهم تركيا في وقت سابق في حديث إلى الميادين بأنها "افتعلت النزاع في الإقليم وجلبت إرهابيين". وقال إنَّ لدى سلطات الإقليم "أدلّة كثيرة وتسجيلات تثبت تدخل تركيا في المعارك، وقد اطلع عليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون".
وكشف السفير الأرميني لدى روسيا، فاردان تاغانيان، أنه "تمّ مؤخراً نقل حوالى 4 آلاف مقاتل من قبل تركيا من سوريا إلى أذربيجان"، في حين نفى مساعد رئيس أذربيجان حكمت جادجييف إرسال تركيا مقاتلين من سوريا إلى بلاده.
أرمينيا كانت قد طالبت بالتحقيق في وجود "مرتزقة أجانب" في كاراباخ. وشدد نيكول باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، على ضلوع "مرتزقة أجانب" في القتال لصالح أذربيجان، واعتبره أنه "يمثل تهديداً، ليس لناغورنو كاراباخ فحسب، لكن أيضاً للأمن الدولي".
وفي 3 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، كشفت موسكو عن عدد من المقاتلين من الشرق الأوسط في ناغورنو كاراباخ.
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق بلاده من تدويل النزاع في ناغورنو كاراباخ، وإشراك مسلحين من الشرق الأوسط فيه، وشدّد على أن موسكو ستواصل العمل مع تركيا لوقف تمرير السيناريو العسكري فيها.
يذكر أن عدد المرتزقة السوريين الذين جرى نقلهم إلى أذربيجان للمشاركة في معارك إقليم ناغورنو كاراباخ، بلغ حتى اللحظة ما لا يقل عن 2580 مسلحاً، عاد منهم 342، بعد أن تنازلوا عن كل شيء، بما في ذلك مستحقاتهم المادية.
والجدير ذكره أن تركيا تجد صعوبة بالغة بتجنيد المقاتلين والزجّ بهم في معارك الإقليم، وذلك لرفض شريحة كبيرة من المقاتلين الذهاب للقتال إلى جانب القوات الأذربيجانية، بسبب العامل "الطائفي"، إضافة إلى الخسائر البشرية الكبيرة في صفوفهم، وبعض الذين ذهبوا إلى هناك لم يكونوا على دراية بأن القوات الأذربيجانية من الطائفة "الشيعية"، وعادوا إلى سوريا بعد معرفتهم.