يبدو الآن أن النظام الصهيوني يعتزم الاستفادة القصوى من فرصة تطبيع العلاقات بين النظام والدول العربية، لطلب الحصول على مقاتلات 22 ، بحجة فقدان تفوّقه الجوي في المنطقة.
الوقت- يعدّ الإعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان الصهيوني في الـ 3 من سبتمبر 2020 أحد أهم الأحداث التي ستؤثر بلا شك في مستقبل العلاقات السياسية في الشرق الأوسط، وتضاعفت أهمية هذا الحدث، وخاصة بعد التوقيع الرسمي على تطبيع العلاقات بين البحرين والإمارات مع الكيان الصهيوني في البيت الأبيض ، في الـ 14 من سبتمبر 2020، فمن ناحية، بدأت العلاقات الرسمية بين الامارات وتل أبيب ومن ناحية أخرى، تأثرت العلاقات الأمنية داخل المنطقة بهذا التطبيع بشدة.
وفي هذا الخصوص، فإن إحدى القضايا المثيرة للاهتمام، هو فيما يتعلق بنوع ترتيب الدول العربية في حقبة ما بعد التطبيع للعلاقات العربية - العبرية في مجال التعاون العسكري والسياسي، منذ بداية إعلان تطبيع العلاقات، أُعلن أن الإمارات تريد الحصول على مقاتلات F35 من أمريكا، لكن مسؤولي الكيان الصهيوني، رغم كل ما يجمعهم من مصالح مع أبو ظبي، يعارضون مثل هذا العمل وتقديم التنازلات.
ومع ذلك، وفقاً لتقارير جديدة، وافق المسؤولون الإسرائيليون على تسليم طائرات مقاتلة من طراز F35 إلى الإمارات، لكن يبدو أن هذا الموضوع ترافق مع طلب أو شرط مسبق لواشنطن والبيت الأبيض، حيث اتفقت تل أبيب مع أبو ظبي على بيع مقاتلات F35 ، لكن في المقابل طلبت من واشنطن الحصول على مقاتلات F22 باعتبارها المقاتلة الأكثر تقدماً في العالم، مع وضع هذا الأمر في عين الاعتبار، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا يسعى الكيان الصهيوني بشدة للحصول على مقاتلة F22 في هذا التوقيت.
مساعٍ إسرائيلية للحفاظ على التفوّق العسكري
ليست هذه هي المرة الأولى التي يبدي فيها الكيان الصهيوني اهتماماً بشراء طائرة مقاتلة من طراز F22، فمنذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، طلب الكيان مراراً من واشنطن المشاركة في بناء وتطوير الجيل الخامس من هذه المقاتلات، وهو ما عارضته الحكومة الأمريكية آنذاك.
بالطبع، إضافة إلى الكيان الصهيوني، كانت واشنطن قد رفضت أيضاً تسليم هذه المقاتلات لجميع حلفائها، لكن في النهاية في عام 2011 بعد تعليق ميزانية مشروع F22 ، بسبب تسرب معلومات هذه المقاتلات المتقدمة إلى الأطراف المتحاربة ، أغلقت أمريكا خط إنتاج هذه المقاتلة ومنعت بيعها إلى الجيوش الأجنبية خارج أمريكا بموجب القانون الاتحادي
لكن يبدو الآن أن النظام الصهيوني يعتزم الاستفادة القصوى من فرصة تطبيع العلاقات بين النظام والدول العربية، لطلب الحصول على مقاتلات F22، بحجة فقدان تفوّقه الجوي في المنطقة.
على الرغم من أن مثل هذا الأمر غير مُتاح حالياً بموجب القانون الفيدرالي، نظراً لجماعات الضغط الصهيونية القوية في أمريكا، يبدو أنه في الأشهر التي تلي انتخابات الـ 3 من نوفمبر، ستضاعف تل أبيب جهودها لإقناع البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي حول هذا الأمر.
ووفق منطق الكيان، فإن تسليم مقاتلات من الجيل الخامس إلى دول إسلامية مثل الإمارات والسعودية في المستقبل يمكن أن يكون عاملاً من عوامل التهديد طويل الأمد لهذا الكيان، في الواقع، يُظهر الخوف من استلام الدول العربية التي تسير على طريق التطبيع والتحالف مع تل أبيب أن الأخيرة ليست متفائلة بشأن استمرار مثل هذه التحالفات في المستقبل وما زالت تشعرون بالتهديد في هذا المجال.
خشية النظام الصهيوني من انتهاء حقبة حظر السلاح على إيران
في السنوات الأخيرة، كان النظام الصهيوني قلقاً للغاية من فقدان تفوقه العسكري، وخاصة في المجال الجوي، وفي الواقع، يعتقد مسؤولو النظام أن تفوّقهم الجوي قد تعرّض للتهديد بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.
تأتي هذه الظروف في الوقت الذي أحرزت دول المنطقة، وخاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تقدماً كبيراً في مجال تصنيع وتطوير صواريخ أرض - جو متطورة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، لا تزال القوات الجوية لدول المنطقة قيد التطور والحداثة بسرعة كبيرة.
لكن القلق الرئيس للنظام الصهيوني يتمثل في أنه مع انتهاء حظر الأسلحة المفروض على إيران، وفقاً للقرار 2231، من المحتمل أن تزيد جمهورية إيران الإسلامية في 17 أكتوبر من هذا العام من معدات ومستلزمات المجال الجوي وتحديث مقاتلاتها.
في غضون ذلك، تشعر تل أبيب بالقلق من أن إيران قد تشتري طائرات مقاتلة من طراز F35 من روسيا أو حتى الصين. وهذا يعني أن التفوق الجوي للنظام الصهيوني، الذي اعتمد على قوة المقاتلات في المنطقة، سينتهي عملياً، وسيظهر هذا الكيان نفسه أكثر ضعفاً من أي وقت مضى.
في الوقت الحالي، يشعر المسؤولون في تل أبيب بالقلق من أن الإدارة الجديدة في أمريكا لن تدخل في مواجهة مع حظر الأسلحة الذي تفرضه إيران، مع العلم أن ترامب من المرجح أن يخسر الانتخابات في الـ 3 من نوفمبر، وأن بايدن سينتخب رئيساً للبيت الأبيض.
وهذا يعني بوضوح أنه يمكن لطهران شراء طائرات مقاتلة روسية متطورة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، شراء منظومة الدفاع الصاروخية S400 من روسيا لحماية حدودها، بشكل عام، مجموع هذه القضايا، تناقض تماماً مصالح وخطط الكيان الصهيوني، ومن الآن فصاعداً يسعون للحصول على مقاتلات F22 للحفاظ على تفوقهم الجوي في المنطقة.