الوقت- بعد الإعلان عن إصابة دونالد ترامب رسميًا بفيروس كورونا ونقله إلى المستشفى، تغير مشهد الانتخابات الأمريكية بشكل كبير، حيث توقع الكثيرون أن إصابة ترامب بكورونا ستترك آثاراً کبيرةً علی الحملة الانتخابية، وربما نتائج الانتخابات لاحقاً.
وعلى الرغم من أن ترامب غادر المستشفى مؤقتًا في سيارة مغلقة، في محاولة لإظهار نفسه في صحة جيدة، إلا أن هناك الكثير من الالتباسات حول حالته الصحية ومستقبل السباق الرئاسي الأمريكي. هذا في حين أنه لم يتبق سوى أقل من 20 يومًا على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ترامب لن يتخلى عن السلطة
تمَّ تقييم مرض ترامب الحالي وحالته الجسدية على أنها مستقرة، لكن مرض کورونا لا يمكن التنبؤ به، ومن المرجح أن يتفاقم في أي مرحلة من مراحل المرض.
ومن ناحية أخرى، بموجب القانون الأمريكي، إذا كان الرئيس غير قادر على أداء واجباته العادية بسبب المرض، فمن الضروري تسليم السلطة إلى نائبه، ولكن في الوقت الحالي ما يبدو هو إحجام ترامب عن تسليم السلطة إلى نائبه مايك بنس.
حتى إن ترامب عرض صوراً له وهو يعمل في المستشفى، الأمر الذي يشير إلى أن الرئيس الأمريكي المثير للجدل ليس راغباً في تفويض السلطة إلى نائبه، ولو مؤقتًا.
ترامب لا يرغب في الدعاية عبر الفضاء الافتراضي
من ناحية أخرى، بالتزامن مع مرض ترامب واستحالة القيام بحملات دعائية ورحلاته وجهاً لوجه إلى الولايات والمدن الأمريكية، شدد بعض الجمهوريين من حزب ترامب على ضرورة متابعة حملة ترامب الانتخابية عبر الفضاء الافتراضي، لكن ترامب أظهر أنه غير مهتم بالدعايات الافتراضية، ويفضل الاستمرار في الدعاية شخصياً وبالطريقة التقليدية.
وحتى أثناء وجوده في المستشفى، نشر ترامب رسائل على حسابه على تويتر، أعلن فيها عودته إلى الحملة في الأيام المقبلة، ومن الواضح أن ترامب من المرجح أن يستأنف حملته بنفسه قريبًا.
ترامب يخالف القانون
في غضون ذلك، حظيت مخالفة ترامب للقانون باهتمام كبير بالتزامن مع إصابته بکورونا، بما في ذلك خروجه من الحجر الصحي بالمستشفى في سيارة مغلقة، للقاء أنصاره.
هذا في حين أن الخبراء الأمريكيين يرون أن خطوة ترامب هذه هي انتهاك صارخ للقوانين المرتبطة بکورونا في أمريكا، حيث يجب علی مرضى کورونا البقاء في الحجر الصحي حتى التعافي تمامًا، لكن ترامب خرج من الحجر الصحي خارقاً القانون، والأسوأ من ذلك أنه أجلس حراسه الشخصيين بجانبه في سيارة مغلقة.
وقد دفع هذا الكثيرين إلى توقع أن يبدأ ترامب قريبًا حملته وجهاً لوجه، متجاهلاً تمامًا الأوامر والتعليمات الصحية والطبية، ويبدأ حملته الانتخابية شخصياً بينما لا يزال من المحتمل أن ينقل فيروس كورونا إلى الآخرين، وهو ما يعتبر أيضًا انتهاكاً صارخاً للقانون المحلي للولايات المتحدة.
تغيير استطلاعات الرأي
كما أثرت إصابة ترامب بمرض كورونا على نتائج استطلاعات الرأي، ما أدى إلى توسيع مسافة ترامب عن منافسه، ودفع منافس ترامب الديمقراطي "جو بايدن" يتفوَّق بفارق 10٪ عن الرئيس الحالي.
وفي هذه الحالة، من غير المعقول توقع أنه في حال استمرار الوضع الحالي وبقاء ترامب في الحجر الصحي، فإن نتائج الاستطلاعات الحالية ستؤثر أيضًا في نتائج الانتخابات، وهذه المرة يجلب كورونا بنتائج مختلفة وغير سارة لترامب في انتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
مفاجأة أكتوبر وتکتُّم البيت الأبيض
في الوقت نفسه، وصف البعض إصابة ترامب بكورونا بأنها نفس وعد حملته الانتخابية بعنوان "مفاجأة أكتوبر"، ولكن لا توجد أسباب مقنعة لذلك، ولا يبدو أن إصابة ترامب بكورونا هي نفس المفاجأة الموعودة قبل إجراء الانتخابات.
في هذه الأثناء، انتقد الكثيرون البيت الأبيض لتستُّره على إصابة ترامب بکورونا، ويعتقدون أنه على الرغم من أن البيت الأبيض قد أكد أخيرًا إصابة الرئيس الأمريكي بکورونا، إلا أن مكتب الرئيس الأمريكي لم يعلن بعد الموعد المحدد لمرض ترامب، ولم يفصح عن أي تفاصيل في هذا الصدد، وبسبب تکتُّم البيت الأبيض هذا، فإن أبعاد إصابة ترامب بکورونا وتوقيت الإصابة ومكانها المحتمل في هالة من الغموض.