الوقت-قدّم زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، أمس الجمعة، اعتذاراً نادراً بشأن عملية قتل مواطن كوري جنوبي في البحر، واصفاً الحادثة بـ"المعيبة وغير المتوقعة"، وفق ما أفاد مكتب الرئاسة في سيؤول.
ومن النادر جداً أن تقدّم كوريا الشمالية، بل كيم شخصياً، اعتذارات. وتأتي الرسالة في ظل الجمود الذي طرأ على العلاقات بين الكوريتين، ووسط توقف المحادثات النووية بين بيونغ يانغ وواشنطن.
وقتل المسؤول في قطاع الثروة السمكية بإطلاق النار عليه الثلاثاء من قبل جنود كوريين شماليين، بينما أفادت سيوؤل أنه تم إضرام النيران في جثّته عندما كان في البحر، كإجراء احترازي على ما يبدو خشية انتقال عدوى كوفيد-19.
واعتذر كيم على "خيبة الأمل" التي تسببت بها الحادثة للشعب الكوري الجنوبي والرئيس مون جاي-إن، بدلاً من مساعدتهم على مواجهة "فيروس كورونا الخبيث"، بحسب ما ذكر مستشار الأمن القومي في سيوؤل سوه هون.
وقرأ سوه رسالة من القسم المسؤول عن العلاقات مع بلاده في الحزب الكوري الشمالي الحاكم، أقرت بيونغ يانغ فيها بإطلاق نحو عشر طلقات نارية على الرجل، الذي "دخل مياهنا بشكل غير شرعي"، ورفض التعريف عن نفسه بشكل مناسب.
وأفادت أن حرس الحدود أطلقوا النار عليه تماشياً مع الأوامر المطبّقة في هذا الصدد.
ولم يرد تأكيد فوري لمحتوى رسالة الاعتذار من كوريا الشمالية، إذ لم تذكر وسائل الإعلام الرسمية في بيونغ يانغ الحادثة الجمعة.
ويقول ليف إريك إيزلي الأستاذ في جامعة إيوا في سيوؤل إن "اعتذار كيم جونغ أون المفترض يقلل من خطر التصعيد بين الكوريتين، ويبقي آمال حكومة مون في التواصل حية".
وقال إنها "خطوة دبلوماسية... تتجنب القتال المحتمل على المدى القصير وتحافظ على خيار حصد الفوائد على المدى الطويل من سيوؤل".
واختفى الرجل الذي كان يرتدي سترة نجاة من سفينة تقوم بدوريات قرب جزيرة يونبيونغ على الحدود الغربية الإثنين، وعثرت عليه القوات الكورية الشمالية في مياه الشطر الشمالي الإقليمية بعد نحو 24 ساعة على ذلك.
وذكرت تقارير إعلامية كورية جنوبية أنه في الأربعينات من عمره ولديه ولدان، لكنه طلّق زوجته مؤخراً وكان يعاني من مشكلات مالية.
وأفاد مسؤولون عسكريون في سيوؤل أن الرجل خضع للتحقيق لعدة ساعات وهو في البحر، وأعرب عن رغبته في الانشقاق، لكنه قُتل "بأمر من السلطات العليا".
واختفت جثته بعد إطلاق النار بينما أحرق الجنود أداة العوم التي كان يستخدمها والتي غطتها الدماء، بناء على قواعد الطوارئ الصحية الوطنية.
حادثة القتل أثارت الغضب في كوريا الجنوبية، حيث قال الرئيس مون، إنّ الحادثة "صادمة" ولا يمكن التسامح معها لأي سبب.
وفي افتتاحية الجمعة أكّدت صحيفة "جونغ أنغ ديلي" الكورية أنّها "غاضبة من العمل الشنيع الذي قامت به كوريا الشمالية".
وأضافت أنّ "قتل أعزل وحرق جسده لا يمكن تبريره بأي حال".
هذا وتؤكّد كوريا الشمالية أنّها لم تسجّل حتى اليوم أي إصابة بكوفيد-19 الذي اجتاح العالم.
وكانت بيونغ يانغ أغلقت حدودها بالكامل في أواخر كانون الثاني/يناير حين كان الوباء يتفشّى في الصين، وفرضت قيوداً صارمة على سكانها. وفي تموز/يوليو أعلنت وسائل الإعلام الرسمية عن رفع حال الطوارئ إلى أعلى مستوى.