الوقت- في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات الدبلوماسية بين أمريكا والصين إلى أدنى مستوى لها منذ أربعة عقود منذ تطبيع العلاقات بين البلدين ، وصل وزير الصحة الأمريكي مؤخرًا إلى الصين لزيارة تايوان ، الأمر الذي أثار غضب بكين كما أدى هذا الامر إلى توتر آخر في العلاقات الثنائية.
وقد تم الإعلان عن زيارة أليكس اذر التي استغرقت ثلاثة أيام كفرصة لتعزيز التعاون في مكافحة COVID-19. وقال اذر في بيان له "ان تايوان أنموذج للشفافية والتعاون في مجال الصحة العالمية خلال وباء كوفيد -19 وقبله بفترة طويلة". "وإنني أتطلع إلى دعم الرئيس ترامب لدور تايوان الريادي في الصحة العالمية وأعيد تأكيد إيماننا المشترك بأن المجتمعات الحرة والديمقراطية هي أفضل نموذج لدعم الصحة وتعزيزها" ، ويأتي الإعلان عن زيارة اذر إلى جزيرة تايوان في وقت أصيب فيه أكثر من 4.7 ملايين شخص في أمريكا وتوفي ما لا يقل عن 157100 شخص ، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الامريكية.
تقع هذه الجزيرة على بعد 100 ميل من الصين ويبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة ، وهي تحتوي على أكثر الشركات المصنعة الرائدة لرقائق الكمبيوتر ومنتج رئيس للأقنعة الطبية ومعدات المستشفيات الأخرى ، في تايوان ، تم الإبلاغ عن 476 حالة إصابة فقط بفيروس كورونا وسبع وفيات حتى الآن ، ويحاول المسؤولون التايوانيون الآن تحويل هذا النجاح إلى نصر جيوسياسي ، حيث شحنت حكومة هذه الدولة ملايين الأقنعة التي تحمل علامة "صنع في تايوان" إلى أمريكا وإيطاليا والعديد من الدول الغربية الأخرى.
لكن بكين حذرت البيت الأبيض من أن هذا الاجتماع يهدد السلام والاستقرار في المنطقة ، وتأتي أهمية هذه الزيارة من أن وزير الصحة والخدمات الإنسانية سيكون أعلى مسؤول أمريكي يزور تايوان منذ عام 1979 ، وهو العام الذي قطعت فيه أمريكا العلاقات مع تايوان وأقامت علاقات دبلوماسية مع الحكومة الصينية في بكين.
وعلى الرغم من أن أمريكا رفضت إقامة علاقات دبلوماسية مع تايوان على مدى العقود الأربعة الماضية بسبب حساسية بكين ، والتي أدت إلى فقدان تايوان لمقعدها في الأمم المتحدة عام 1971 ، إلا أن أمريكا استمرت في كونها موردا رئيسياً لتأمين السلاح لهذه الجزيرة خلال هذه الفترة ، ولم تؤيد مزاعم الصين القاضية بسيادتها على جزيرة تايوان.
تعود التوترات بين بكين وتايوان إلى نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949 ، عندما هزم الحزب الشيوعي أعداءه القوميين ، الذين فروا إلى هذه الجزيرة وأسسوا حكومة جمهورية الصين التي تهيمن الآن على هذا الإقليم ، ويعد الحاق وضم تايوان أحد الأهداف النهائية للحزب الشيوعي الصيني ، وفي السنوات الأخيرة ، حذر الزعيم الصيني الأعلى شي جين بينغ صراحة من أن أي تحرك نحو الاستقلال الرسمي من قبل هذه الجزيرة سيؤدي إلى استخدام القوة العسكرية.
في الوقت الذي يرى فيه البيت الأبيض أن تنين شرق آسيا النائم يمثل تهديدًا كبيرًا لمكانته كقوة عظمى في الساحة الدولية ، وقد أخذ هذه القضية بجدية في أشكال مختلفة ، بما في ذلك الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية ، وفي غضون ذلك ، يبدو أن أمريكا تريد الانخراط بشكل أكبر مع تايوان أكثر من أي وقت مضى ، بما في ذلك من خلال مبيعات الأسلحة وتعزيز العلاقات السياسية مع هذا البلد ؛ الجهود التي قد تؤدي في المستقبل ، بالإضافة إلى مبيعات الأسلحة وتعزيز العلاقات السياسية ، إلى إنشاء قاعدة عسكرية في هذه الدولة المدينة ، ويمكن ملاحظة ذلك في التغيير في لهجة كبار المسؤولين الأمريكيين ، بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو ونائب مستشار الأمن القومي مات بوتينجر تجاه تايوان ، والذي وصفها بأنها قوة خيرية للعالم ، وقام بتسمية المسؤولة الكبيرة تساي إنغ ون كرئيس للجمهورية.
ومنذ أواخر عام 2017 ، سن الرئيس الأمريكي ستة قوانين تهدف إلى حماية تايوان ، بما في ذلك تسهيل مبيعات الأسلحة ، وتشجيع الاجتماعات الدبلوماسية رفيعة المستوى ، ومساعدة تايوان في الحفاظ على حلفائها الدبلوماسيين المتبقين ومشاركتها بشكل أكبر في المنظمات الدولية.
وفي هذا الصدد قال بومبيو في بيانه الاخير: "لقد أردنا أن تكون (تايوان) جزءًا من محادثات منظمة الصحة العالمية (لكن) الصين منعت ذلك من الحدوث".
ودفع ذلك بكين إلى اعتبار ان سياسة واشنطن تجاه تايوان مخالفة لنهج "الصين الواحدة" واعتبرت أنها تهديد خطير للعلاقات مع الغرب ، وفي سياق متصل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "وانغ وين بين" إن الصين تعارض بشدة المعاملة الرسمية بين أمريكا وتايوان ، ودعا أمريكا إلى الالتزام بمبدأ "الصين الواحدة" ، حتى لا تتسبب بالضرر الشديد للعلاقات الأمريكية الصينية ، وكذلك السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
