الوقت- انطلقت قبل عدة أيام المرحلة النهائية من مناورات "النبي الأعظم 14" في منطقة الخليج الفارسي وغرب مضيق هرمز، ولقد كان لهذه المناورات العديد من التداعيات واسعة النطاق لدى المراقبين السياسيين ووسائل الإعلام. ولقد تم تنفيذ هذه المناورات من أجل الحفاظ على الاستعدادات القتالية للقوات العسكرية لجمهورية إيران الإسلامية وتحسينها. والمرحلة النهائية لمناورات الحرس الثوري البرية والجوية والبحرية انطلقت يوم الثلاثاء 28 يوليو في الخليج الفارسي وغرب مضيق هرمز، باسم مناورات "النبي الاعظم" الـ14 الكبرى بمشاركة القوة البحرية والقوة الجوفضائية في الحرس الثوري في المنطقة العامة لمحافظة هرمزكان، غرب مضيق هرمز والخليج الفارسي الى عمق البلاد، في مجالات البر والجو والبحر والفضاء.
وفي هذه المرحلة قامت الوحدات الصاروخية والوحدات العائمة والطائرات المسيرة ومنظومات الرادار التابعة للقوة البحرية والقوة الجوفضائية بتنفيذ عمليات وتمارين المناورات. وتضمنت المرحلة النهائية من مناورات "الرسول الاعظم 14" للحرس الثوري، تنفيذ العمليات الهجومية بالصواريخ والسفن والطائرات المسيرة ضد مواقع العدو المفترض وعمليات إزالة الألغام الهجومية وقطع خطوط النقل لسفن العدو الافتراضي، والقيام بعمليات قتالية صاروخية بطائرة مروحية وإطلاق صواريخ ساحل - بحر، وتم لاول مرة في هذه المناورات، الاستفادة من الصور المرسلة من القمر الصناعي "نور".
لسنوات عديدة، كانت إيران واحدة من الدول القليلة في العالم التي لديها القدرة على بناء وإطلاق الصواريخ من كبسولات واقعة تحت الأرض، والتي تم الكشف عنها لأول مرة في وسائل الإعلام قبل سنوات عديدة. ومن الواضح أن عملية تطوير هذه المعدات الضخمة كانت تستغرق وقتًا طويلاً، لكنها لا تزال جزءًا مهمًا من قدرات إيران الردعية والدفاعية. وخلال الفترة الماضية، تبنت وحدات صواريخ سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني تكتيكين رئيسيين للاختباء من العدو وزيادة البقاء في ساحة المعركة، أحدهما هو تطوير قاذفات الصواريخ المتنقلة وصواريخ الوقود الصلب التي تطلق بسرعة من مواقع مختلفة وبسرعة عالية. والتكتيك الآخر هو القدرة على إطلاق صواريخ من باطن الأرض.
وفي المناورات الأخيرة، شهدنا تغييرًا مهمًا في أساليب إطلاق الصواريخ من باطن الأرض، وفي هذا النموذج الجديد، لم تتطلب عملية إطلاق القاذفات، منصات وأنظمة إطلاق تقليدية، وكذلك لم تتطلب الكثير من العوامل البشرية. في الواقع، بدا أن الصواريخ مدفونة في الأرض مثل البذرة ثم أطلقت على أهداف بعيدة. وهنا يمكن القول أنه قبل التركيز بشكل أكبر على التكتيكات الخاصة والمعقدة للحرس الثوري الإيراني، فإنه من الأفضل إلقاء نظرة على مشروعين رائدين في العالم حتى نتمكن من إنشاء سياق أفضل لتحركات وإنجازات الحرس الثوري الإيراني في أذهان العامة.
وفي هذا الصدد، اكد قائد القوة الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الاسلامية العميد "امير علي حاجي زادة"، بان هذه القوة قامت باطلاق صواريخ باليستية من أعماق الارض للمرة الاولى في العالم. وقال العميد "حاجي زادة" في تصريح له على هامش مناورات "الرسول الاعظم (ص)" الكبرى الـ 14 للحرس الثوري في الخليج الفارسي ومضيق هرمز: "لقد جرى للمرة الاولى في العالم اطلاق صواريخ باليستية من اعماق الارض." واضاف: "إن اطلاق هذه الصواريخ جرى من دون منصات اطلاق ومعدات متعارف عليها، حيث تقوم الصواريخ المعبأة بشق الارض دفعة واحدة والانطلاق نحو الاهداف المحددة وتدميرها."
إن حقيقة الأمر هي أنه وفقا للوثائق ومقاطع الفيديو التي رصدت اللحظات الأولى لإطلاق الصواريخ الباليستية من أعماق الأرض، تم عرض صاروخ باليستي جديد من قبل الحرس الثوري الإسلامي، والذي يبدو أنه ينتمي إلى عائلة "فاتح" من الصواريخ، ينطلق من داخل كبسولة، وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات الإيرانية مثل هذه القاذفة ومما لا شك فيه أن هذا الإنجاز لإيران يمكن اعتباره من أهم مظاهر قوة إيران ضد الأعداء.
من الأندية الروسية داخل الحاويات إلى حلم "اليانكيز" الذي لم يكتمل
يمكن أن يكون تمويه نظام الأسلحة، أي وضعه في نقطة معينة وتفعيله عند الحاجة - خاصة بأنظمة الصواريخ - مكونًا إيجابيًا للغاية وفي روسيا، على سبيل المثال، تم وضع خطة لوضع صواريخ "Club Series" في حاويات مشابهة للنماذج التجارية، والتي يمكن تركيبها على الشاحنات وسفن الشحن واطلاقها من أي مكان. إن سلسلة هذه الصواريخ الروسية هي من بين الأسلحة الروسية الأكثر شهرة والأكثر مبيعاً في السنوات الأخيرة وقد تم استخدامها في نماذج مختلفة، وخاصة في السفن والغواصات، وتم اطلاقها في السنوات الأخيرة في أجزاء مختلفة من العالم.
بالطبع، في هذا المثال، يتم توفير غرفة حاويات للطاقم الذين يمكنهم من خلالها إجراء عمليات التحكم والإطلاق. ولكن هذا التصميم الروسي لم يعثر على عميل وعلى مشتري. بالطبع، تختلف هذه الخطة تمامًا عن النموذج الذي نفذه الحرس الثوري الإيراني، لكنها تُظهر اهتمام الروس كقوة صاروخية مهمة في العالم، لتنفيذ خطط إطلاق صواريخ بشكل سري.
لكن كانت هناك خطة أخرى للجيش الأمريكي تسمى "XM501" وتعتبر جزء من مشروع أكبر لنظام القتال المستقبلي، والذي توقف لأسباب فنية ومالية مختلفة. ولقد استند "XM 501" إلى قاذفة صواريخ على شكل صندوق بارتفاع حوالي 2 متر ويمكن تركيبه على ظهر مجموعة متنوعة من المركبات أو في أماكن مختلفة، وحتى يمكن تنشيطه عن بعد.
بالطبع ، كانت الصواريخ المخصصة لهذا البرنامج يتراوح مداها من 40 إلى 70 كيلومترًا فقط، وكان الهدف منها في الغالب مهاجمة الأعمدة المدرعة أو تجمعات العدو أو ثكنات القيادة بالقرب من ساحة المعركة، ولكن لم يكن نطاق ومدى تلك الصواريخ الأمريكية يعادل ما حققه سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني على الإطلاق.
إطلاق الصواريخ من باطن الأرض؛ ما هو هذا النموذج الذي نواجهه؟
ليس لدينا حاليًا أي معلومات عن طبيعة السلاح الذي تم اختباره وكيف يعمل، ولا يمكننا إلا التكهن. واستنادًا إلى الصور التجريبية لهذا السلاح الجديد، فإنه من المحتمل أن تكون القذيفة من فئة صواريخ سلسلة "زلازل" أو صواريخ من عائلة "فاتح". ومن الواضح أنه إذا تم دفن هذه الصواريخ دون حماية في الأرض، فلن يكون من الممكن تنشيط نظام الدفع بأي شكل من الأشكال، ومن المحتمل أن يكون من الصعب على الصواريخ أن تكون على اتصال مباشر مع العوامل الأرضية.
يمكن أن يكون الحل لهذه المشكلة هو تطوير نوع من الغطاء الواقي لهذه الصواريخ، والتي تم دفن الصاروخ بها بالفعل. وهذا يعني أنه في البداية، من المحتمل أن يتم دفن الصاروخ بزاوية مناسبة، إلى جانب الآليات التي تنشط المحرك والمساحة المطلوبة في نهاية العادم، بالإضافة إلى أنظمة استقبال الأوامر لإطلاق النار من باطن الأرض. وتستخدم الصواريخ أيضًا وقودًا صلبًا ويمكن دفنها في أي مكان في البلاد لفترة طويلة. وبهذا البرنامج الصاروخي الفريد من نوعه، يمكن دفن عدد من هذه الصواريخ ذات النطاقات والخصائص المختلفة، سواء كانت أرض - أرض أو أرض - بحر في أي جزء من البلاد، وإذا لزم الأمر يمكن توصيلها بكابلات من الألياف الضوئية أو الأسلاك الخاصة أو أي اتصال آخر مشترك أو غير معروف.
بالطبع، خلال تلك المناورات، شاهدنا أيضًا قاذفة أسطوانية جديدة أطلقت صاروخًا مشابهًا لصاروخ أحد أفراد عائلة "فاتح". ومن الممكن أيضًا استخدام بعض هذه الناقلات في الأنواع القابعة تحت الأرض. ومع هذا النوع من التصميم، يمكن تجهيز أي جزء من الدولة بصواريخ أرض - أرض، ويمكن إطلاقها في أي وقت. في الواقع، مع هذه الخطة الجديدة، أصبحت البلاد بأكملها قاعدة صاروخية، بدون أن يمكن تحديدها والتحقق منها من قبل أقمار العدو وأجهزة المخابرات، ويمكن استخدامها في أي لحظة.