الوقت-لا يكفّ العدو الصهيونيّ الغاشم عن تنفيذ الاغتيالات الشنيعة بحق عقول المقاومة وأبطالها، معتقداً عن جهل أنّ مقاومة ظلمه وعدوانه ربما تنتهي بارتكابه تلك الجرائم القذرة، والدليل على ذلك ما كشفه إعلام العدو نفسه، بأنّ جيش الكيان الصهيونيّ فوجئ بإمكانات "كتائب القسّام" التابعة لحركة المقاومة الإسلاميّة حماس، والتي تمكّنت بقواها الذاتيّة من إنتاج صاروخ (R-160) على الرغم من أنّ مخابرات الكيان تقوم بمراقبة كل ما يدور في القطاع على مدار الساعة، كذلك كشف تقرير عبريّ أنّ سبب اغتيال "محمد الزواري" في كانون الأوّل عام 2016، لم يكن مرتبطاً بالطائرات المسيّرة التي استطاع تطويرها، بل بالغواصات التي كان يعمل على صناعتها لمصلحة "كتائب القسام".
محمد الزواري
هو مهندس تونسيّ، كان عضواً في "كتائب القسام" التي تمثل الجناح العسكريّ لحركة حماس، وقد أشرف على مشروع تطوير صناعة الطائرات المسيرة في وحدة التصنيع داخل الحركة، والتي أطلق عليها اسم "أبابيل1"، وظهرت هذه الطائرة لأول مرة عام 2014، فيما سميت حينها معركة "العصف المأكول"، بالإضافة إلى مشروع "الغواصة المسيّرة" عن بعد الذي كان يعمل عليه في إطار مرحلة الدكتوراة، لكن العدو الصهيونيّ الغاصب اغتاله عبر جهاز الموساد في مدينة صفاقس عام 2016.
كان المهندس الزواري من المنتمين لـ "حركة النهضة" الإسلاميّة في تونس، وقد زُج به في السجن في عهد نظام الرئيس المخلوع "زين العابدين بن علي"، وقد تم إطلاق سراحه بعدها ليغادر إلى تونس باتجاه ليبيا ثم السودان حيث حصل على الجنسية السودانيّة، ثم غادر إلى سوريا لينضم هناك إلى حركة المقاومة حماس، ثم عاد إلى تونس بعد الثورة التونسيّة والإطاحة بالنظام السابق عام 2011.
عمل على مشروع تطوير الطائرات المسيرة وتصنيعها لمصلحة كتائب الشهيد "عز الدين القسام"، وكان رائداً لمشروع إنتاج الطائرات المسيرة التي استخدمتها حركة حماس في حربها ضد العدو الصهيونيّ في قطاع غزة عام 2014، وقد أسس مع آخرين جمعية للطيران في صفاقس، للتدريب على صناعة الطائرات المسيرة، وبسبب كل ذلك اغتاله الموساد الصهيونيّ في 15 ديسمبر 2016 أمام منزله في مدينة صفاقس، بإطلاق 20 رصاصة، استقرت ثمانية منها في جسده، كان من بينها 3 رصاصات قاتلة على مستوى الصدر والرأس.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس في ذلك الحين، قد أكّدت في بيان على موقعها الإلكتروني، انتماء الزواري لكتائب الشهيد عز الدين القسام وإشرافه على مشروع تطوير الطائرات المسيرة، واتهمت الكيان الغاصب باغتيال الزواري عبر الموساد ووعدت بالانتقام له.
قلق إسرائيليّ كبير
كشف المُحلل العسكريّ في موقع (WALLA) العبريّ، "أمير بوحبوط"، نقلاً عن المؤسسة الأمنيّة الصهيونيّة، أنّ جيش الكيان الصهيونيّ فوجئ بقدرات كتائب القسّام التي تمكّنت من إنتاج صاروخ (R-160) على الرغم من مراقبة مخابرات الاحتلال للقطاع على مدار الساعة.
وأضاف بوحبوط، أنّ صاروخين من هذا الطراز تمّ إطلاقهما من قطاع غزّة باتجاه حيفا، وتمكّن أحدهما من اختراق "القبة الحديديّة" وسقط داخل المدينة، مبيّناً أنّ جيش الاحتلال تفاجئ من قدرة حماس على إنتاج صواريخ تصل إلى مدينة حيفا التي تبعد حوالي 120 كيلو متراً عن القطاع، وبالتالي أخفوا الأمر عن رؤساء البلديات والسلطات المحليّة، فيما بقيت المدن والبلدات في الشمال دون أيّ حماية من هذه الصواريخ.
في السياق ذاته، تحدثت القناة الـ11 بالتلفزيون العبريّ، عن عمل حركة المقاومة الإسلاميّة حماس خارج فلسطين، وسعيها لتقويض التوازن مع العدو الصهيونيّ، من خلال تهريب السلاح إلى غزّة، وتطوير بعض أنواع الأسلحة للتأثير المباشر في مواجهة الكيان ومباغتته و"حسم المعركة".
وفي هذا الصدد، كشفت القناة العبريّة، عن محاولات "الموساد" لوقف مساعي حماس في الخارج من خلال تنفيذ عمليات الاغتيال الشنيعة والخطف والتي شملت عدداً من البلدان من بينها تونس والأردن والإمارات وسورية وتركيا ولبنان وأوكرانيا وماليزيا وغيرها.
إضافة إلى ذلك، أظهرت المصادر دوافع الموساد الصهيونيّ، ومنها محاولة اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسيّ لحركة حماس، "خالد مشعل"، وعمليات اغتيال وخطف أسماء بارزة من أبطال المقاومة، ومن ضمنهم عمليّة اغتيال "محمد الزواري" في تونس.
وما ينبغي ذكره، أنّ مسؤولاً رفيعاً سابقاً في جهاز الأمن العّام الإسرائيليّ (الشاباك)، أوضح للقناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ أنّ حركة المقاومة الإسلاميّة حماس أصبحت مستعدّة للحرب على غرار استعداد الجيوش النظاميّة، ومع كلّ ذلك يصرّ العدو على تنفيذ عملياته الإجرامية التي تزيد المقاومة إصراراً على اقتلاع جذور احتلاله، وتقرّبها يوماً بعد يوم من "الانتصار الكبير" بإعادة الحق إلى أصحابه، وطرد المحتل الأرعن من الأراضي الفلسطينيّة المقدسة.