الوقت- أثارت تصريحات عضو المكتب السياسيّ لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، الجدل بعد وصفه لبعض الدول العربيّة بالـ "راضخة للضغوط الأمريكيّة والإسرائيليّة"، مؤكداً أنّ تعاملهم السلبيّ مع الحركة يأتي خدمةً لمنافع الكيان الصهيونيّ، ومشيراً إلى أنّ بعض القنوات الإعلاميّة العربيّة باتت "أبواقاً" للاحتلال الصهيونيّ، وذلك في ذكرى العدوان على غزة عام 2014.
مقاومة شاملة
خلال مقابلة مع قناة "الميادين"، أوضح عضو المكتب السياسيّ لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، أنّ الحركة تؤيّد خيار "المقاومة الشاملة" لكنها ستتعاون مع حركة فتح في "المقاومة الشعبيّة"، مشيداً بالمؤتمر المشترك بين حركتيّ حماس وفتح، واعتبر أنّه إعلان عن حراك شعبي وفصائليّ لمواجهة خطة الضم الإسرائيليّة لقضم أراض في الضفة الغربيّة المحتلة.
وأشار أبو مرزوق إلى أنّ حركة حماس ستبقى حريصة على الوحدة الوطنيّة، مشدداً على أنّ هدفهم الرئيس هو دحر الاحتلال الصهيونيّ ولا يتوقف على إفشال خطة الضم.
وفي هذا الصدد، بيّن عضو المكتب السياسيّ لحركة "حماس"، أنّ حماس منفتحة على المصالحة بكل تفاصيلها ومستعدة لدفع أيّ ثمن لتحقيقها، معرباً عن استعداد الحركة لدخول منظمة التحرير، كما حذّر من إمكانيّة قيام الاحتلال الصهيونيّ بعدوان خارجيّ لتفريغ خلافاته الداخليّة.
وفي ذكرى عدوان 2014 على غزة، قال أبو مرزوق، إنّ الاحتلال الصهيونيّ أراد تحييد حركة حماس من مشهد الصراع والمقاومة، إلا أنّها أثبتت مكانتها في الصراع وفي الإقليم، وبحسب موقع حركة حماس، فإنّ إبداعات المقاومة الفلسطينيّة كانت بحجم الظروف الصعبة من حولها على كل المستويات، حيث كانت خطوط الإمداد مقطوعة، وبدأت المعركة بهذا الظرف الصعب.
أكّد أبو مرزوق أنّ حماس رفضت الموافقة على وقف إطلاق النار قبل البدء بالمفاوضات غير المباشرة لأنّها تظهر العدو الصهيونيّ بهيئة المنتصر، مبيّناً أنّ الحركة كانت مُصرة على تحقيق شروطها، وأهداف الشعب الفلسطينيّ في كسر الحصار عن غزة، مشيراً إلى أنّ حماس أبدت موافقتها على طلب رئيس السلطة الفلسطينيّة، "محمود عباس"، بأن يكون "عزام الأحمد" رئيساً للوفد، لأنّها تغلب المنفعة العامة على الخاصة، وأنّها لا تسعى للمنازعة على المناصب، وتريد تحقيق مصلحة الفلسطينيّين وأهدافهم في الحرية والعودة والتحرير.
كذلك، بيّن عضو المكتب السياسيّ للحركة أنّ مسار التفاوض كان بشكل غير مباشر بوساطة مصريّة بين وفد المنظمة وحماس والجهاد وبين الاحتلال الغاشم، مضيفاّ أنّه كان هناك مسار دبلوماسيّ في العاصمة القطريّة، قام به "خالد مشعل" مع الأوروبيّين ووزراء خارجيّة تركيا و قطر بالإضافة إلى دبلوماسيّين آخرين.
وقال موسى أبو مرزوق: إنّ الاحتلال الصهيونيّ بدأ عدوانه على غزة باستهداف المدنيّين لعدم امتلاكه أيّ معلومات عن المواقع العسكريّة، مبينًا أنّ بعض الدول العربيّة قد حمّلت الحركة مسؤوليّة العدوان واتهمتها بذلك، وهذا غير صحيح، موضحاً أنّه قبيل الاجتياح البريّ، أرسل رئيس الوزراء الصهيونيّ، "بنيامين نتنياهو" السفير النرويجيّ ومدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجيّة النرويجيّة، "يوهانس باور" إلى منزله في القاهرة، وقال باختصار "إما وقف إطلاق النار أو البدء بمعركة بريّة".
وفي هذا السياق كان رد حماس على السفير النرويجيّ أنّ الحركة لا تستطيع مواجهة الاحتلال الصهيونيّ في الجو، لكن لديهم جنود ورجال ينتظرونه في البر، وسيدفع الاحتلال الغاصب ثمناً باهظاً للمعركة البريّة.
دولٌ عربيّة خاضعة
أكّد عضو المكتب السياسيّ لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، أنّ أسباب عداء بعض الدول العربيّة لحركة حماس متعددة وكلها عبارة عن ضغوط خارجيّة، مشدداّ على أنّها ليست نابعة من الحركة، وأوضح أنّ حماس تحاول معالجة أيّ مشكلة مع أيّ دولة عربيّة بطرق عدة دون التوجّه إلى وسائل الإعلام.
وأضاف أبو مرزوق إنّ بعض الدول العربيّة ترضخ للضغوط الأمريكيّة والإسرائيليّة، فيتعاملون مع حركة حماس بهذه السلبيّة، وذلك خدمة لمصالح الكيان الصهيونيّ، وليس لأيّ مصلحة وطنيّة.
وأشار إلى أنّ الرسالة التي وجهها رئيس المكتب السياسي للحركة، "إسماعيل هنية"، للحوثيّ، تأتي في إطار التواصل مع جميع القوى المحيطة في المنطقة، من باب مبادلة التعامل الإيجابيّ بعد مبادرته للإفراج عن معتقلي حركة حماس في السعوديّة.
واختتم عضو المكتب السياسيّ بأنّ ما يروجّه الاحتلال الغاصب عن اعتقال عملاء له كانوا قيادات في حماس والقسام، ما هي إلّا أخبار كاذبة، موضحاً أنّ بعض القنوات الإعلاميّة ارتضت أن تكون بوقاً للكيان الصهيونيّ، داعياً تلك القنوات الإعلاميّة بألّا تتحول إلى وسائل إعلام عبريّة، وأنْ تحافظ على ما تبقى لها من مصداقيّة في الشارع العربيّ.