الوقت-قال الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله إن اللبنانيين مطالبون بموقف من قانون قيصر الأميركي الظالم والمتوحش.
وأوضح أن الحديث عن استقالة الحكومة لا أساس له ويندرج في إطار الشائعات ولم يناقَش أي شيء من هذا على الإطلاق، مضيفاً أن المصلحة هو استمرار الحكومة وبذل ما أمكن من جهود لكون الوضع الحالي لا يتحمل أي تغييرات على هذا المستوى.
ووفق السيد نصر الله فإن أي خطوات للتقارب والتهدئة بين القوى السياسية المختلفة يجب تشجيعها وإخراجها من البازار السياسي.
وقال إن تحميل التظاهرة في 6 حزيران/ يوليو ضد سلاح المقاومة لحراك 17 تشرين هو خطأ وظلم لثوار 17 تشرين، معتبراً أن تحرك السادس من حزيران ضد سلاح المقاومة كان فاشلاً وواجه انتكاسة.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أن الخلط بين شعار نزع سلاح المقاومة والشعارات المطلبية المحقة أمر مدان، مشيراً إلى أن الأحزاب والشخصيات التي تقف خلف التظاهرة ضد سلاح المقاومة في 6 حزيران/ يوليو معروفة للجميع.
هذا وأضاف السيد نصر الله أن الطريقة التي تتبعها بعض القوى السياسية بهدف نزع سلاح المقاومة لن تجدي نفعاً بل عليها أن تقدم البديل.
وشدد على أن سلاح المقاومة بالنسبة لبيئة المقاومة هو جزء من ثقافة وعقيدة استراتيجية وأعمق بكثير مما يطرحه البعض.
كما لفت السيد نصر الله إلى أن "من الأمور التي حذرنا منها خلال الاحتجاجات التصادم مع الجيش والشتم وقطع الطرقات"، مضيفاً أن "مسؤولية كل القوى السياسية والدينية عدم السماح بذهاب بلدنا إلى الفوضى والفتنة المذهبية أو السياسية".
كذلك أوضح أنه طالما هناك انحطاط أخلاقي وإسفاف وتسيّب إعلامي واختراقات فيجب التعاطي بمسؤولية.
وبحسب الأمين العام لحزب الله فإن البناء على حادثة فردية لشتم الرموز الدينية لاستهداف الآخرين جريمة بحق أنفسنا قبل غيرنا، مؤكداً أن الذي يرقى إلى مستوى الخيانة الأخلاقية هو تورط قيادات سياسية ودينية في التحريض المذهبي.
وتابع أن التحريض هو أخطر بكثير من قضية الاعتداء على الأملاك العامة لأنه يستحضر فتنة.
وفي سياق كلمته، دان الحملة المغرضة لتحميل القوى الشيعية مسؤولية إحراق وتدمير الأملاك خلال احتجاجات السبت الماضي
وأضاف أنه من أجل منع الفتنة والصدام وعودة خطوط التماس سنفعل أي شيء بما فيه نزول شبابنا إلى الشارع.
كما لفت إلى أن تحميل حزب الله وحركة أمل مسؤولية الأفعال الفردية للبعض في بيئتهما هو تجنٍّ، مشيراً إلى أن توجيه الاتهامات إلى الحزب وحركة أمل بلغ مستوى من العبث والانحطاط والدناءة.
أما عن الوضع الاقتصادي فقال السيد نصر الله إن المسألة الأساسية بموضوع ارتفاع سعر الدولار مرتبطة بقانون العرض والطلب.
وكشف أن هناك معلومات أكيدة وقطعية أن الأميركيين يمنعون نقل الكميات الكافية واللازمة من الدولار إلى لبنان، مضيفاً أنه يتدخلون ويضغطون على مصرف لبنان لمنع ضخّ الدولار في الأسواق.
كما أوضح أن الإدارة الأميركية تمنع وصول الدولار إلى لبنان وتضغط على المصرف المركزي بحجة أنه يتم جمعه ونقله لسوريا.
كذلك قال "نحن من يأتي بالدولار إلى لبنان ولسنا من نجمعه".
وفي كلمته كشف أن "هناك مصرف لبناني محمي من جهات سياسية جمع منذ آب/ أغسطس 2019 عشرات ملايين الدولارات وأخرجها من لبنان"، موضحاً أن 20 مليار دولار أخرجت من البنوك وفق بيانات ومحاضر رسمية في الفترة الماضية، وسأل "من الذي أخرجها"؟
هذا واعتبر السيد نصر الله أن "موضوع الدولار مؤامرة أميركية على لبنان وشعبه وليرته واقتصاده وهناك من يدير هذه العملية"، وأكد أن م"ن بين الـ20 مليار دولار التي نقلت خارج لبنان لم يذهب دولار واحد إلى سوريا وحاكم مصرف لبنان يعرف ذلك".
وقال نصر الله إنه "قبل التوجه لإيران وغيرها لإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية من دون الحاجة للدولار على اللبناني أن يقبل بذلك".
وشرح نصر الله في كلمته أن الانفتاح على دول أخرى لتأمين احتياجات لبنان من دون الحاجة للعملة الصعبة ينقل البلد من مكان لآخر، مضيفاً أن "على اللبنانيين ألا ييأسوا فهناك خيارات أخرى في الموضوع الاقتصادي وعليهم أن يضغطوا في هذا الاتجاه".
كما أوضح أن الشركات الصينية جاهزة للاستثمار في لبنان وبناء سكة حديد من طرابلس إلى الناقورة، وجاهزة لإنشاء معامل كهرباء وهذا سيخلق فرص عمل للبنانيين.
كذلك أشار إلى أن الأميركيين "يستخدمون لبنان واقتصاده لتحقيق مصالحهم فيه أي أمن "إسرائيل" والحدود البحرية والبرية معها، وأن انتظار الأميركيين يعني انتظار الجوع والذل والخضوع ولنا عبرة في طريقة تعاملهم مع حلفائهم في المنطقة".
ووفق السيد نصرالله فان الأميركيين يضغطون على لبنان ليس حباً بالشعب اللبناني وهم يعاقبونه ولا حرصاً على قوانينه وهم يدوسونها.
وتابع "من ينتظر تأليب بيئة المقاومة عليها سيفشل وعليه أن ييأس".
وأضاف "لدينا معادلة مهمة وخطيرة ولن أتحدث عنها في حال استمر الأميركيون في محاولتهم لتجويع اللبنانيين"، وأكد أنه “من سيضعنا بين خيار القتل بالسلاح أو الجوع سيبقى سلاحنا في أيدينا ونحن سنقتله".
وأشار السيد نصر الله إلى أن "القوانين الدولية والأمم المتحدة لا تحمي لبنان والدليل ما قام به غوتيريش الخاضع الذليل تجاه السعودية"، مضيفاً "لمن يضعنا بين خيار تسليم سلاحنا وقتلنا بالجوع نقول سيبقى سلاحنا في أيدينا ولن نجوع وسنقتلك".
وقال "اتفهّم عدم قدرة الحكومة على مواجهة الولايات المتحدة، لكن ما أطالب به عدم الخضوع لقانون قيصر".
نصر الله أكدّ أن المستهدف من قانون قيصر هو الشعب السوري وإعادة الفوضى وعودة الحرب الأهلية.
وفي الشق السوري، قال السيد نصر الله إن "لجوء أميركا إلى قانون قيصر هو دليل على انتصار سوريا في الحرب العسكرية والميدانية لأنه آخر أسلحتها".
ولفت السيد نصر الله إلى أن "حلفاء سوريا الذين وقفوا إلى جانبها لن يتخلوا عنها ولن يسمحوا بسقوطها في مواجهة الحرب الاقتصادية".
وشدد على أن المستهدف من "قانون قيصر" هو الشعب السوري وإعادة الفوضى وعودة الحرب الأهلية.
وتابع قائلاً "على اللبنانيين ألا يفرحوا بقانون قيصر لأنه يؤذيهم كثيراً وربما بما هو أكثر من سوريا"، مشيراً إلى أن من يدعو لإغلاق الحدود مع سوريا سيدعونا لاحقاً لفتح الحدود مع "اسرائيل".
وفي السياق أوضح السيد نصر الله أن كل الفرص المتاحة أمام اللبنانيين يقفلها الأميركيون ليسلموا رقابهم للإسرائيلي لكن ذلك لن يحصل.
وكان نصر الله قد استهل كلامه بالحديث عن الأمين العام السابق الراحل لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلّح، فقال إن كان "قائداً حكيماً وكبيراً"، مضيفاً أنه "على المستوى الشخصي كانت لدينا لقاءات عديدة مع الدكتور شلح ومعرفتي به عن قرب وشهادتي به حسية".
وفي كلمة له حول آخر التطورات السياسية لفت السيد نصر الله إلى أن الدكتور رمضان عبد الله شلح كان مؤمناً بالمقاومة إلى أبعد الحدود وكانت تتوفر فيه كل مقومات القيادة، مؤكداً أن الراحل كان حريصاً على الوحدة الفلسطينية وتكامل الفلسطينيين مع بعضهم البعض.
كما أوضح السيد نصر الله أنه لم تقف اهتمامات ومسؤوليات الدكتور شلح عند حدود فلسطين بل امتدت إلى الأمة الإسلامية للتقريب بينها، مشدداً على أن شلح استطاع أن يدفع حركة الجهاد الإسلامي إلى التطور والتقدم.
كذلك أكّد أنه في ظل قيادة الدكتور شلح حجزت حركة الجهاد الإسلامي لنفسها مكانة هامة في مواجهة الاحتلال.
وتابع، برحيل الدكتور رمضان عبد الله شلح فقدنا قائداً عظيماً وعزيزاً ونأمل أن يواصل إخوانه دربه ونهجه.
وتحدّث الأمين العام لحزب الله عن فقد القائد حسن فرحات، وقال: "فقدنا خلال الأيام الماضية قائدًا جهاديًا عزيزًا وكبيرًا ، مشيراً إلى أن الراحل كان من الجيل المؤسس للمقاومة الإسلامية".