الوقت- لا يخفى على أحد ممن يشاهد وسائل الإعلام التابعة لآل سعود، حجم الاستهداف الممنهج لـ "حزب الله" اللبناني، لتشويه سمعة المقاومة، في حين ازدادت تلك الهجمة الشرسة بشكل واضح في الأسابيع الأخيرة الماضية، بعد المطالبات التي رفعها بضعة محتجين أمام قصر العدل، الأسبوع الفائت، عبّرت عن رفضهم لما أسموه الـ "دويلة داخل دولة"، بالإضافة إلى الـ "سلاح غير شرعي" على حدّ تعبيرهم، حيث شكّل هذا مادة كاملة الدسم بالنسبة للإعلام الخليجي بشكل عام والسعودي على وجه التحديد.
العربية أم العبرية
يسعى الإعلام السعودي ومن يدور في فلكه، لصناعة واقع فشلوا في تحقيقه على الأرض، من خلال سيل متكرّر من الفبركات والأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد في وقتنا الحالي، والسؤال الذي يطرح نفسه، ألم تقتنع السعودية وأبواقها بعد أنَّه لا وجود لعربي عاقل يؤمن بالهراء الذي أصدعوا رؤوسنا به، خاصة بعد فضائح الرياض في سوريا واليمن، كذلك التطبيع والعمالة مع الكيان الصهيوني الغاشم، بالإضافة إلى هدر أموال المسلمين على واشنطن وغيرها، في الوقت الذي يعاني العرب بمعظمهم من مشكلات اقتصادية.
وبهذا الصدد؛ تقوم السعودية بتسخير إعلامها ضدّ ملف "سلاح المقاومة"، لإيصال فكرة أنَّ الشارع اللبناني هو من يريد التخلص من ذلك السلاح، بيد أنَّ الرياض المُطبّعة مع الكيان الغاصب تأبى إلا أن تنفذ مبتغاه المستحيل في تجريد المقاومة اللبنانية من سلاحها، رغبة في تحويلها إلى صوت عربي خافت ومندّد يشبه إلى حدّ كبير الصوت العربي الهرم في الجامعة العربية المغمى عليها.
علاوة على ما تقدّم، يجب على قناة «العربية» التابعة للرياض والناطقة بلسان "تل أبيب"، أن تغيّر اسمها إلى "العبرية" لأنّها أصبحت ناطقة بها أكثر من وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها، فعوضاً أن تسمّي ما حدث أمام القصر العدلي بالـ «شرارة الشعبية» لنزع سلاح «حزب الله»، المسخر لردع أي اعتداء صهيوني، لمَ لم تحرك القناة أحاسيس العرب وكرامتهم بالتزامن مع خطة نتنياهو وسيده ترامب، لقضم ما تبقى من الأراضي العربية المقدسة في "فلسطين المحتلة"؟.
حرف البوصلة
أسهبت القنوات السعودية في الحديث عمّا أسموه "تململ بيئة الحزب" من الأوضاع الاقتصادية السائدة وبدء حركة التمرّد من هناك، مع سعيهم لربط أيّ حدث سلبي بـ "سلاح المقاومة" فهو هدفهم الحقيقي، لكنهّم تغاضوا عن ذكر ما يعاني منه أطفال اليمن بسبب الحرب التي تشكّل الرياض رأس الحربة فيها، كما تغاضوا عمّا يقوم به الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ، من أفعال عدوانيّة جشعة في ليبيا وشمال الجمهورية العربية السورية، ولم يشيروا إلى السرقة العلنية للنفط السوري من قبل واشنطن شرقي البلاد، ولا للعقوبات التي ستفرض على السوريين في الأيام القادمة، بالتزامن مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فهل يعقل أن ترى تلك القنوات "شرارة" كما أسموها، لكنهم تعاموا عن الحرائق المشتعلة في العالم العربي.
من المثير للاهتمام أنَّنا كعرب لا نشاهد قضايانا المهمّة على الشاشات الخليجية، خاصة السعودية منها، لكننا نتابع إعلام عدوّنا بلسان عربي، فليس من الصعب أن نبحث عن المواقع الإلكترونية لقناة العربية التابعة لآل سعود، ونشاهد بأمّ الأعين عناوينهم وفنونهم في التحريض والفتنة وصبّ الزيت على النار.
في النهاية.. سيبقى سلاح المقاومة اللبنانية عنواناً عريضاً على شاشات المطبّعين مع الكيان الصهيوني الغاصب، في الوقت الذي يجلس أصحاب تلك القنوات والوسائل الإعلامية مع العدو في الأروقة المظلمة، لكنّ المقاومين في المنطقة العربية والعالم سيبقون شوكة خانقة في حُلوق المتآمرين والمتخاذلين والخانعين.