الوقت- ما زالت قضية مخططات الكيان الصهيوني الرامية لضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، إلى سيادة الاحتلال، تشغل الرأي العام العربي بشكل عام والفلسطيني على وجه التحديد، وفي آخر التطورات، أوضح وزير الخارجية للسلطة الفلسطينية، "رياض المالكي"، أنَّ السلطة الفلسطينية مستعدة لعقد لقاء مع كيان الاحتلال في موسكو، فيما عبر عن خشيته من تهرب الطرف الإسرائيلي، مبيناً أنَّ القيادة الفلسطينية تثق بالرئيس الروسي، "فلاديمير بوتين"، مضيفاً أنَّه لا مانع لديهم لزيارة موسكو مرة أخرى، إذا كان هذا اللقاء سيعيد الطرفين إلى طاولة المفاوضات، ويوقف تنفيذ خطط الكيان الصهيوني.
حوار مع العدو
بين وزير الخارجية الفلسطيني، "رياض المالكي"، الاثنين المنصرم، فشل محاولتين لتنظيم لقاء بين رئيس وزراء كيان الاحتلال، "بنيامين نتنياهو" والرئيس الفلسطيني، "محمود عباس"، في روسيا، بسبب عدم قبول الجانب الإسرائيلي، وقال أنَّه لا يعلم ما إذا كان الرئيس بوتين مستعداً للإقدام على خطوات جديدة لإقناع نتنياهو بلقاء الجانب الفلسطيني، وقبول الفشل مرة أخرى في حال حدوثه، وذلك في مؤتمر صحفي نظمته جمعية المراسلين الأجانب لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف.
و ذكر المالكي أنَّ السلطة الفلسطينية مستعدة لإجراء حوار مع الكيان الصهيوني عبر الفيديو، بإشراف روسي، مع أنَّه شكك في أن يؤدي ذلك إلى نتائج ملموسة على الأرض، موضحاً أنَّ الجانب الفلسطيني سينظر في هذه القضية إذا وجدتها موسكو أمراً مجدياً.
ومما ينبغي ذكره، أنَّ المفاوضات متوقفة بين الجانب الفلسطيني والكيان الصهيوني منذ أبريل/ نيسان 2014، بسبب التعنث الإسرائيلي في الاستجابة لمطالب الفلسطينيين، كوقف عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران 1967، أساساً للتفاوض على إقامة دولة فلسطينية.
مقاومة سلمية
تدرس السلطة الفلسطينية العديد من الخيارات للرد على الإجراءات التي بدأها الكيان الغاصب، لضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية وغور الأردن، وبحسب وزير الخارجية الفلسطيني فإنَّ من بين تلك الخيارات، التوجه إلى المقاومة السلمية غير العنيفة أو المسلحة وحماية المؤسسات الفلسطينية بالإضافة إلى التوجه من جديد إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وبهذا الصدد؛ أشار المالكي إلى أنَّ الكيان الصهيوني لن يوقف خططه إلا بعد ضغوط من قبل المجتمع الدولي، عبر التلويح بعقوبات جدية، لانتهاكه القانون الدولي، وقال أنَّ 25 دولة أوروبية أعلنت مؤخراً استعدادها لتوجيه رد قوي للكيان.
أكثر من ذلك؛ أكد أنَّ الفلسطينيين لا يمكن أن يقبلوا بأمريكا كوسيط وحيد بينهم وبين الصهاينة، بسبب تبني الولايات المتحدة الموقف الإسرائيلي بالكامل، وقد فقد الفلسطينيون ثقتهم بها.
وشدد وزير الخارجية الفلسطيني أنَّ خطوات الكيان في ضم أراض فلسطينية جديدة، يعد تدميراً لحل الدولتين ولإمكانية إنشاء دولة فلسطينية، على حد تعبيره، قائلاً أنَّه بمثابة إعلان حرب، موضحاً أن رئيس وزراء الاحتلال يحاول التهرب من مشكلته القانونية، والاتهامات الموجهة له بالتقدم في إجراءات الضم التي أعلنوا عنها بدعم أمريكي.
إضافة إلى ذلك؛ ذكر أنَّ مشكلة القدس هي مشكلة سياسية وليست مشكلة دينية كما يحاول رئيس الوزراء الصهيوني أن يسوقها، لافتاً إلى أنَّ مدينة مقدسة بالنسبة لكل الأديان الإسلامية والمسيحية واليهودية.
وأكد أن السلطة الفلسطينية أوقفت بالفعل كافة عمليات التنسيق الأمني والمدني مع كيان الاحتلال، متحدثاً عن عدة محاولات من دول مختلفة للتوسط، لكن الجانب الفلسطيني يشدد على أنَّ إلغاء قرار الضم هو شرط أساس لإعادة الاتصال.
ومن الجدير بالذكر أنَّ روسيا تسعى في الفترة الأخيرة، لعقد اجتماع بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة في جنيف السويسرية، على مستوى الوزراء، في محاولة لخفض التصعيد في الأراضي الفلسطينيّة، مع نية الكيان الصهيوني ضم مناطق واسعة في الضفة الغربية في تموز/ يوليو المقبل.
خلاصة القول؛ لم يخرج المالكي عن الأسلوب المعتاد للرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، فهل يمكن الحديث عن خلاص من شر خطط الكيان الصهيوني المتزايدة والمتواصلة، بالتزامن مع التلويح بمقاومة سلمية؟ ، و أيّ محتل ذاك الذي سيرحل عن ديارك بالورد والغار، وما الذي يمكن أن يحققه لقاء أو اتفاق مع عدو غاشم، لا يمكن أن يرضخه أو يردعه سوى مقاومة بأشكال مختلفة.