الوقت- في ظل الصراعات الطائفية التي تعيشها المنطقة، يعيش اقليم كشمير بين فترة وأخرى حالة صعبة في ظل الانقسام الحاصل بين المطالب بالانضمام الى الهند والمطالب بالانضمام الى باكستان. وتعد كشمير منطقة متنازع عليها بين الهند وباكستان، وكلا الطرفين يدعي السيادة الكاملة عليها. وأغلبية سكانها مسلمون بنسبة حوالي٩٠%، بينما الباقون خليط من الهندوس والسيخ والبوذية والمسيحية .
ومع تصاعد أعمال العنف داخل كشمير ازدادت احتمالات الصدام مجدداً بين الدولتين. ويعتقد المراقبون أن رغبة سكان الإقليم هي الاستقلال، إلاّ أن لعبة المصالح الدولية تمنع حصول ذلك إلى يومنا هذا لخوف كل طرف من انضمام الاقليم إلى الطرف الآخر، ما يؤثر على ميزان القوى الاستراتيجي بين الجانبين في هذه المنطقة. فإلی أين ستؤول الامور بين البلدين؟
عم الاضراب قبل شهرين مدينة سريناغار في الشطر الهندي من اقليم كشمير احتجاجا على خطة الحكومة اعادة توطين الكشميريين الهندوس في بلدات منفصلة فروا منها قبل اكثر من عشرين عاما. وخلت الشوارع من المارة كما اغلقت المتاجر والشركات ابوابها وخفت حركة السيارات في الشوارع في العاصمة وغيرها من المدن في وادي كشمير المضطرب الذي تسكنه غالبية من المسلمين. هذا في وقت اعلن فيه رئيس وزراء الشطر الهندي من كشمير مفتي محمد سيد ان الحكومة المحلية ستستحوذ على اراض لاقامة "مجمع بلدات" للهندوس الكشميريين .
واثار اعلان سيد عن هذه الخطوة الذي اعقب اجتماعه مع وزير الداخلية الفدرالي راجناث سنغ، التوتر في المنطقة حيث قارن الاسلاميون المعارضون للحكم الهندي في كشمير الخطوة بسياسة الکيان الاسرائيلي بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وسعى سيد الى تبديد المخاوف حول تلك المستوطنات وقال للبرلمان "لن نقيم مجمعات على الطريقة الاسرائيلية للكشميريين الهندوس وهم لا يرغبون في العيش في مثل هذه المجمعات ".
ورفض محمد ياسين مالك، احد زعماء اقليم كشمير الذي يرأس جبهة تحرير جامو وكشمير المستقلة، تصريحات سيد وقال ان المستوطنات ستزيد من مستوى الكراهية وانعدام الثقة بين السكان .
وفي حدث آخر أقدم الجيش الهندي على قتل 4 متظاهرين يوم الاثنين الماضي أثناء تفرقة المتظاهرين، وقامت باعتقال رئيس حزب الحرية "ياسين ملك" الذي دعى الى الاضراب العام في الاقليم بعد هذه الحادثة، وقامت السلطات الهندية باعتقال كل من «سید علی کیلانی»، «شبیر شاه» و«نعیم احمد» ووضعتهم تحت الاقامة الجبرية، وفي حدث آخر اليوم قتل جندي باكستاني في كشمير حيث قامت الخارجية الباكستانية باستدعاء المفوض السامي الهندي للاحتجاج على مقتل جندي باكستاني بنيران هندية في إقليم كشمير المتنازع عليه . وفي بيان لها اشارت الوزارة أن "مدنيا أصيب أيضا اليوم في إطلاق نار غير مبرر عبر الحدود المتنازع عليها".
يذكر أنّ الخلافات الثنائية بين الهند وباكستان من اطول الخلافات التي شهدها العالم الحدیث، حيث أن تاريخ هذه الخلافات يعود الی حوالي ٧٠ عاما، حين انفصل البلدان عن بعضهما البعض في القرن الماضي عندما كان كلاهما جزءاً من شبه القارة الهندية. وتعتبر قضية كشمير النقطة الرئيسية في خلافات اسلام آباد ونيودلهي، حيث أدت هذه الخلافات بين البلدين حتی الآن الی ثلاث حروب، فضلا عن المناوشات العسكرية المحدودة التي وقعت بين البلدين دون أن تصل الی حرب شاملة. حيث كان من المفترض أن تعقد اسلام آباد ونيودلي يوم الاحد (٢٣ من أغسطس ٢٠١٥) إجتماعا، لاجراء مباحثات لمعالجة الخلافات الثنائية، لكن تم إلغاء الاجتماع قبل عقده. فمتی یحل السلام في شبه القارة الهندية؟