الوقت-اعتبر آية الله السيد علي خامنئي، أن الدفاع المشروع للمقاومة في لبنان وفلسطين يعد في أدبيات نظام الهيمنة إرهاباً، بينما قتل الابرياء ليس كذلك، مؤكداً على أن العدو والاستكبار العالمي ليس موضوعاً وهمياً بل هو حقيقة وأكبر مصاديقه هو الحكومة الأميركية والشركات والكارتلات الاقتصادية الصهيونية الداعمة له، مشيراً في الوقت ذاته على ضرورة رفع الحظر الغربي عن إيران لا تعليقه، محذراً بأن استمراره سيؤدي إلى انهيار الاتفاق النووي.
وأشار سماحته خلال استقباله رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة إلى المحاولات الواسعة والدعاية الهائلة التي تمارسها جبهة الاستكبار لفرض أدبياتها ومفرداتها المختلقة على المسؤولين وصناع القرار في البلدان، قائلاً إن مفاهيم مثل الإرهاب وحقوق الإنسان تحمل معان خاصة في أدبيات نظام الهيمنة وفي هذه الأدبيات فإن الهجمات المستمرة منذ ستة أشهر بلا توقف على الشعب اليمني وقتل الأهالي الأبرياء في غزة ليست إرهاباً كما ان قمع الشعب البحريني بسبب المطالبة بحق التصويت لا يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان، معتبراً أن الدفاع المشروع للمقاومة في لبنان وفلسطين يعد في أدبيات نظام الهيمنة إرهاباً، بينما قتل الابرياء ليس كذلك، وإجراءات الدول المستبدة والقريبة إلى أميركا في المنطقة لا تنافي حقوق الإنسان !
وأكد آية الله خامنئي على أن اختلاق هكذا مفاهيم والتوقع بأن يتحدث الجميع في إطار هذه الأدبيات يعد أحد المؤشرات البارزة للهيمنة والاستكبار، وقال إنه في المقابل فإن الجمهورية الإسلامية تملك منظومة فكرية إسلامية مازالت تملك بعد مضي سنوات جذابية ونضارة في العالم، معتبراً أن نبذ الظلم والاستكبار والاستبداد وإرساء العزة الوطنية والإسلامية والاستقلال الفكري والسياسي والاقتصادي تعد من أجزاء ومكونات هذه المنظومة الفكرية. وفيما يخص أهمية استقلالها ودورها في الاعتداد بالذات وتقدم شعب ما قال: إن الاستقلال هو جزء من الحرية، لذلك فإن الذين ينبذون الاستقلال يعارضون في الحقيقة الحرية .
المنظومة الفكرية الاسلامية في نظر آية الله خامنئي:
حذر آية الله السيد علي خامنئي من الانخداع بالعدو بسبب ابتساماته أو أحياناً تماشيه القصير الأمد في موضوع خاص، بل يجب أن نعرف دائما ما هي مخططات العدو، و اعتبر سماحته الاسلامية نمط العيش الإسلامي والحداثة والتعاون والاتحاد الوطني من المكونات الأخرى للمنظومة الفكرية الإسلامية، وقال: إن الشعب الإيراني وطوال 36 عاماً الماضية استطاع في ضوء التحرك في إطار هذه المنظومة الفكرية تسجيل تقدم كبير رغم كل العقبات والحواجز التي اعترضت طريقه .
وقال قائد الثورة إن الأفق الذي ينشده النظام الإسلامي هو إيران متقدمة من حيث العلم والصناعة بنفوس حوالي 150 إلى 200 مليون نسمة وتتحلى بالمعنوية وبمنأى عن الهيمنة والسلطة وقال إن بلوغ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لهذا الموقع، جسيم جداً بالنسبة لجبهة الاستكبار وإن سبب كل المؤامرات والمحاولات لمواجهة النظام الإسلامي يعود إلى الحيلولة دون تحقق هكذا مستقبل، مؤكداً أن ظهور هكذا بلد إسلامي سيمهد للقضاء على الاستكبار والكفر، وقال إن الشعب الإيراني لاسيما الشبان وعلماء الدين والمثقفين الأكاديميين يجب أن يمضوا قدماً في إطار المنظومة الفكرية الإسلامية وعلى الجميع بمن فيهم المسؤولين أن يبدوا حساسية ووعياً تجاه مخططات العدو، موضحاً أن العدو والاستكبار العالمي ليس موضوعاً وهمياً بل هو حقيقة وأكبر مصاديقه هو الحكومة الأميركية والشركات والكارتلات الاقتصادية الصهيونية الداعمة له .
وحول هيكلية مجلس خبراء القيادة، اعتبر سماحته أن المجلس يشكل المظهر الكامل للسيادة الشعبية الإسلامية ومبعث السكينة والاستقرار في المجتمع، داعياً المسؤولين إلى التحرك والجهد في إطار المنظومة الفكرية الإسلامية والانتباه لعدم مسايرة أدبيات وكليشيات نظام الهيمنة، قائلاً: إن اهم واجب يقع على عاتق علماء الدين والمثقفين الأكاديميين والمسؤولين هو إبداء الحساسية تجاه مخططات العدو والتعرف عليها وكذلك شرح المستقبل الباعث على الأمل والتقدم للبلاد في إطار مؤشرات ومواصفات المنظومة الفكرية للإسلام وفي ظل الإفادة من قابليات وقدرات الشبان والطاقات الهائلة للبلاد .
التفاوض مع امريكا حول الملف النووي فقط:
وفي موضوع الاتفاق النووي الموقع بين طهران ومجموعة الـ5+1 أكد سماحته أن الأبعاد الحقوقية والقانونية لهذا الاتفاق يجب أن تدرس على يد خبراء القانون لكن من وجهة النظر العامة، مضيفاً أنه ليس من المصلحة بأن يتم التخلي عن مجلس الشورى الإسلامي فيما يخص دراسة هذه الموضوع، قائلاً إني لا أقدم أي نصيحة إلى المجلس فيما يخص كيفية دراسة الخطة ورفضها أو التصديق عليها، وممثلو الشعب هم من يجب أن يتخذ القرار بهذا الشأن .
وأكد آية الله خامنئي أن أي حديث أو مفاوضات تجري مع امريكا خراج الموضوع النووي مرفوض، مؤكداً أن على مسؤولي السياسة الخارجية أو باقي المسؤولين الايرانيين الانتباه الى أنه من غير المقبول الحديث مع امريكا إلا في الملف النووي، مشيراً الى أن سبب هذه المعارضة يعود إلى المواقف والتوجهات الأميركية التي تقف بالضبط على طرف نقيض من مواقف ايران.
وأشار سماحته الى أن تصريحات أميركا حول إبقاء إطار الحظر تتناقض مع غاية المفاوضات، قائلاً: أن كان مقرراً حفظ إطار الحظر ، فلماذا خضنا المفاوضات إذن؟ وهذا يتعارض بالكامل مع سبب مشاركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المحادثات، لأن الهدف من المفاوضات كان رفع العقوبات .
وأكد آية الله خامنئي على القدرة العلمية الكبيرة التي تمتلكها ايران، مضيفاً أن طهران باستطاعتها أن تصل من 19 ألف جهاز طرد مركزي نملكه إلى 50 ألف إلى 60 ألف جهاز طرد مركزي خلال فترة وجيزة وتواصل كذلك التخصيب بنسبة20 بالمائة وتسرع عملية البحث والتنمية، مؤكداً على أنه أن لم بكن مقرراً عدم رفع الحظر، فلن تكون هناك صفقة، موضحاً أن الحديث على إن رفع بعض حالات الحظر ليس بيد الإدارة الأميركية، غير صحيح.
وحول التصريحات التي يدلي بها المسؤولون الامريكيون ضد ايران بين الفينة والأخرى، اعتبر آية الله خامنئي بأنها خارجة بالكامل عن موضوع الاتفاق النووي، وقال: إن الهيئة الحاكمة في أميركا تتحدث عن إيران كما البريطانيين في القرن التاسع عشر، وكأنهم متخلفين عن العالم والتاريخ لقرنين من الزمن، بينما العالم تغير وإن القوى العظمي باتت لا تملك تلك القوة والقابلية والقدرة وفي الطرف الآخر هناك الجمهورية الإسلامية التي تملك قدرات معروفة وغيرمعروفة ستعرف أثناء العمل، وأن إيران ليست مثل فلان دولة متخلفة يتحدثون إليها كيفما يشاؤون، مضيفاً أن السلطات الأميركية تقول إننا نتوقع من مسؤولي وحكومة الجمهورية الإسلامية أن تتصرف بطريقة مختلفة، معنبراً أن سياسة امريكة في المنطقة هو القضاء التام على قوات المقاومة والهيمنة بشكل كامل على سوريا والعراق ويتوقعون أن تدخل الجمهورية الإسلامية في هذا الإطار، لكن هكذا شئ أن يحدث أبدا .