الوقت- كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن القوات البرية التابعة للجيش الإيراني قامت بإجراء مناورات عسكرية مؤخراً شمال غرب البلاد ولفتت تلك المصادر إلى أنه تم تجهيز المدفعية التي تستخدمها تلك القوات البرية بالكثير من القذائف الذكية والدقيقة.
ولقد أُطلق على تلك المناورات العسكرية التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي شمال غرب البلاد اسم "طلقة واحدة، رصاصة واحدة"، وخلال تلك المناورات العسكرية تدرّب أبطال القوات البرية الإيرانية على استخدام المدفعيات الموجّهة بالليزر لضرب اهداف العدو بدقة عالية.
كما ذكرت العديد من وسائل الإعلام الإيرانية أن تلك المناورات انطلقت بحضور القائد العام للجيش الإيراني اللواء "عبد الرحيم موسوي" وبمشاركة وحدات التدخل السريع والوحدات المتحركة الهجومية بدعم من مروحيات طيران الجيش في المنطقة العامة لمدينة أرومية، مركز محافظة أذربيجان الغربية الواقعة شمال غربي إيران.
وأشارت تلك الوسائل الإعلامية الإيرانية إلى أن أحد أهداف هذه المناورات، هو تقييم الجهوزية القتالية وسرعة المبادرة والتحرك، وتنقل الوحدات.
ومع التقدّم التكنولوجي، أصبح بالإمكان تطوير أنظمة توجيه صغيرة الحجم، ومقاومة للتسارع المرتفع للغاية، وبالطبع منخفضة الأسعار، كما تم تطوير الكثير من القذائف الموجّهة والتي تعتمد بشكل كبير على الرموز النقطية، وعلى الرغم من امتلاك هذه القذائف الموجّهة نظام استهداف مثل الليزر، تمتلك أيضاً كتلاً ديناميكية هوائية للتحكم في القذيفة وإعادة توجيهها وإيصال الخطأ فيها إلى أدنى حد ممكن.
مقارنة اتجاه نمو الخطأ في القذائف غير الموجهة (يساراً) مع زيادة المدى، وانخفاض وإصلاح الخطأ في جميع مديات القذائف الموجهة (يميناً)
في الحقيقة إن انخفاض مستوى الخطأ الذي تتمتّع به القذائف النقطويّة والموجّهة تمنح القادة الميدانيين إمكانية تدمير طائرة للعدو وعنبرها، أو مدرج للطائرات، أو مبنى معيّن يقع ضمن دائرة الاستهداف بمعنى آخر فإن تدمير هدف ثمين للعدو سيتطلب إطلاق صاروخ إيراني نقطوي واحد باتجاه هذا الهدف.
والمزية الواضحة للذخيرة النقطوية هي إمكانية استخدام صاروخ نقطوي واحد أو قذيفة نقطوية واحدة من أجل تدمير هدف العدو، وهذه الميزة يدافع عنها مؤيدو صناعة هذه الأسلحة والتي بالفعل أثبتت فعاليتها في العديد من الحروب.
أما في الحديث عن القدرة التدميرية للصواريخ النقطوية، يبدو من الوضوح بمكان أن الرأس الحربي الذي يزن عدّة مئات من الكيلوغرامات من المتفجرات كفيل بتدمير الهدف عن بكرة أبيه وفي حال أخطأ الصاروخ هدفه ضمن قطر أقصاه عشرة أمتار فإن القوة التدميرية للرأس الحربي كفيلة بتدمير هذا الهدف أيضاً عن بكرة أبيه.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن القذائف الموجهة تستطيع أن تصل إلى أهداف بعيدة وأن تحدث تدميراً ضخماً، ولذلك فإنها تصنف ضمن أكثر الأسلحة خطراً في العالم.
قذائف المدفعية الموجّهة الأمريكية "إكسكاليبر"
إن قذائف "إكسكاليبر" الأمريكية تبلغ قيمتها 20 الى 30 ضعفاً عن قذائف الـ 155 ملم العادية لكن قيمتها العملياتية أكثر ب 40 الى 50 ضعفاً عن الذخيرة العادية، بمعنى آخر إذا كان تدمير هدف ما يحتاج الى 40 الى 50 قذيفة عادية، فإنه يحتاج إلى قذيفة موجّهة واحدة وبالتالي توفير تكلفة 20 إلى 30 قذيفة عادية.
مقارنة بين ثلاثة أنواع من القذائف الموجهة والنقطية:
1- القذائف غير الموجّهة التي تواجه مشكلة حدوث خطأ في إصابة الهدف
2- القذائف الموجّهة مع خطأ ثابت في حدود 50 متراً على جميع المديات والقيمة المتوسطة
3- القذائف الموجّهة الدقيقة مع خطأ 10 أمتار وسعر أعلى.
وبالنسبة لإيران فلقد حقّقت الصّناعات الدفاعية الإيرانية نجاحات متميزة بتبديل المقذوفات الصاروخية إلى صواريخ دقيقة، وهذا ما حوّل الاهتمام إلى المقذوفات التي كان قد تم إنتاجها سابقاً والموجودة اليوم في مستودعات الذخيرة للقوات المسلحة الإيرانية وتحويلها إلى صواريخ نقطوية، وبالتالي لم يعد من الأهمية بمكان وضع خط إنتاج جديد لصناعة الصواريخ النقطوية، وما هو مطلوب اليوم هو ترقية مقذوفات الصواريخ الموجودة حالياً وتحويلها إلى صواريخ موجّهة عبر تزويدها بمنظومات التوجيه والتحكم والملاحة.
وبالتالي يتم إنتاج صواريخ نقطوية ذات قدرة تدميرية كبيرة عبر تحديث المقذوفات الصاروخية بتكلفة أقل وفي زمن أقل.
وحول هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الإخبارية، بأن الصناعات الدفاعية الإيرانية وبهدف تعزيز دقة إصابة القصف المدفعي، نجحت في تصميم وصناعة ذخيرة "بصير" الذكية والموجّهة بالليزر، وهذه الذخيرة هي من عيار 155 مليمتراً ويبلغ طول الواحدة منها حوالي متر واحد، ويتم التحكم بذخيرة "بصير" عبر الليزر وهي قادرة على إصابة وتدمير أهدافها بدقة عالية كالجسور والدبابات والآليات العسكرية، مراكز القيادة والأهداف المتحركة.
ذخيرة "بصير" الذكية والموجهة بالليزر
ولفتت تلك المصادر إلى أن منظومة الليزر التي توجّه هذه الذخيرة قادرة على كشف، تحديد، وقياس المسافة الفاصلة عن الهدف.
كما تتمتع هذه الذخيرة بخصائص أخرى فهي فعّالة بشكل كبير في الاشتباكات الجبلية، واستهداف سواتر العدو، والأهداف المتحركة، وضرب الأهداف القريبة، واستهداف تحصينات العدو ومضاداته بشكل دقيق.
كما يُمكن استخدام ذخيرة "بصير" ضد الأهداف البحرية، وتمتلك هذه الذخيرة اليوم، وحدات المدفعية التابعة للقوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية الإيرانية.
وفي الختام يمكن القول بأن القوات المسلحة الإيرانية تمكّنت خلال السنوات الماضية في المضي قدماً في مجال صناعة وتطوير العديد من المعدات العسكرية والصاروخية وتمكّنت من تجهيز قواتها المسلحة البرية والجوية والبحرية بأحدث التقنيات العسكرية الحديثة.