الوقت- على مدى السنوات الخمس الماضية، زوّد آل سعود الآلاف من عناصر المرتزقة بجميع أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة وذلك من أجل التقدم من الحدود الجنوبية لمحافظة نجران السعودية نحو المناطق الشمالية الشرقية لمحافظة صعدة اليمنية وذلك من أجل مضاعفة الضغط على قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله".
يذكر أن تحالف العدوان السعودي قدّم الكثير من الدعم المالي والعسكري لآلاف من عناصر المرتزقة، وتمكّن من احتلال قسم كبير واستراتيجي من مديريتي "كتاف والبقع" التابعتين لمحافظة صعدة وذلك لأنه أراد قطع الذراع اليمنى لجبهة الجيش واللجان الشعبية اليمنية في محافظة صعدة.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الميدانية، بأن سقوط مدينة "كتاف" في أيدي قوات مرتزقة تحالف العدوان السعودي، أدّى إلى سقوط الكثير من البلدات والقرى القريبة من هذه المنطقة الاستراتيجية في أيدي قوات تحالف العدوان الذين تمكنوا في نهاية المطاف من السيطرة أيضاً على مديرية "البقع" الاستراتيجية، ما جعل الأمور غاية في الصعوبة بالنسبة لقوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية الذين بذلوا الكثير من الجهود وقدموا الكثير من الشهداء للحيلولة دون سقوط هاتين المديريتين في أيدي قوات تحالف العدوان السعودي، وبالفعل نجحت الكمائن المتفجرة في زيادة خسائر مرتزقة تحالف العدوان السعودي وإبطاء تقدّمهم نحو العديد من القرى والمدن القريبة من تلك المناطق.
مديريات محافظة صعدة
وفي سياق متصل، ذكرت تلك المصادر الميدانية بأن أبطال الجيش واللجان الشعبية "أنصار الله" تمكّنوا أخيراً بعدما قاموا بعدة عمليات عسكرية مفاجئة من إيقاف تقدّم المرتزقة السعوديين على ذلك المحور المهم، وبهذا الأمر تمكّن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من إبعاد الخطر إلى حدّ كبير، لكنهم يعلمون أن هذا لم يكن كافياً وأنه ينبغي عليهم شنّ هجمات مضادة ضد مرتزقة تحالف العدوان السعودي من أجل خلق وضع أكثر استقراراً.
وفي هذا الصدد، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية نفّذوا قبل عدة أسابيع المرحلة الأولى من العملية الكبرى "نصر من الله" والتي سُميت بعملية الشهيد "أبوعبد الله حيدر" بعد مرور 24 ساعة على استشهاده.
ولفتت تلك المصادر الإخبارية، إلى أن هذه العملية سبقها رصد دقيق استمر لأشهر قبل استدراج العدو للكمين الأكبر منذ بداية العدوان، مشيرةً إلى أن عناصر وطنية متعاونة اضطلعت بدور مهم من داخل صفوف قوات العدو في العملية .
وأشارت تلك المصادر إلى أن القوة الصاروخية اليمنية نفّذت تسع عمليات استهدفت مقرات وقواعد عسكرية للعدو منها مطارات تقلع منها الطائرات المعادية، فيما نفّذ سلاح الجو المسير أكثر من عشرين عملية أربكت قوات العدو، منها عملية على هدف عسكري حساس في الرياض .
وحول هذا السياق، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أن قوات الدفاع الجوي في الجيش واللجان الشعبية أجبرت مروحيات الأباتشي والطيران الحربي على مغادرة منطقة عمليات "نصر من الله".
وكشف أنه تم بفضل الله تحرير 350 كلم مربع في المرحلة الأولى من العملية بما فيها مواقع ومعسكرات وسقوط 3 ألوية تابعة لتحالف العدوان.
وأشار إلى أن أكثر من 200 قتيل من المرتزقة المخدوعين استهدفوا بعشرات الغارات الجوية لطيران العدوان أثناء الفرار أو الاستسلام، مؤكداً أن قوات الجيش واللجان الشعبية حاولت تقديم الإسعافات الأولية لمصابي العدو جراء الغارات إلا أن استمرار التحليق ضاعف من خسائرهم.
وأكد على وقوع أكثر من ألفي مقاتل من قوات العدو في الأسر، عدد منهم من الأطفال، مبيناً أن العدوان زجّ بالأطفال اليمنيين إلى جبهات الحدود للدفاع عن قواته وهذه جريمة كبيرة تتنافى مع العادات والقوانين الدولية، مشيراً إلى أن معظم الأسرى في عملية "نصر من الله" من المخدوعين اليمنيين وهناك أسرى من جنسيات أخرى.
وأضاف، قائلاً: "تم بفضل الله الاستيلاء على مئات المدرعات والآليات وكميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري في العملية، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى من العملية استغرق إنجازها 72 ساعة، وشنّ فيها طيران العدوان 300 غارة ، 100 منها خلال 48 ساعة".
المناطق التي تم تطهيرها في شمال شرق محافظة صعدة في المرحلة الأولى
وفي سياق متصل، ذكرت العديد من المصادر الإخبارية اليمنية بأن المرحلة الثانية من العملية العسكرية شملت تحرير مناطق في محور نجران موضحاً أن المرحلة الثانية من عملية نصر من الله "عملية الشهيد أبو الحسنين" انطلقت بتاريخ الثالث من محرم الموافق 3 سبتمبر الماضي.
ولفتت تلك المصادر إلى أن القوة الصاروخية نفّذت ست عمليات في المرحلة الثانية أبرزها عملية دك مطار نجران، مبينة أن سلاح الجو المسير نفّذ 16 عملية، منها عمليتان مشتركة مع الصاروخية وعمليتان مشتركة مع المدفعية.
ومن جهته، قال المتحدث باشم القوات المسلحة اليمنية: "إن جيشنا الباسل يمتلك أسلحة ردع قادرة على أن ترد الصاع صاعين مؤكداً أن عملياتنا العسكرية لن تتوقف إلا بتوقف العدوان وأن قواتنا المسلحة ستواصل تنفيذ مختلف المراحل من عملية نصر من الله".
وأكد على تأمين أكثر من 150 كلم مربع في المرحلة الثانية من عملية نصر من الله مضيفاً إن قواتنا حررت منطقتي الفرع والصوح وصولاً الى المرتفعات المطلة على مدينة نجران في المرحلة الثانية.
كما أعرب المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية وقال: "إن أكثر من 600 غارة شنها طيران العدوان خلال تنفيذ المرحلة الثانية من عملية نصر من الله مشيراً إلى تدمير واغتنام أكثر من 120 مدرعة وآلية خلال المرحلة الثانية من العملية".
ولفت إلى مصرع وإصابة ما لا يقل عن 200 من قوات العدو في المرحلة الثانية من عملية نصر من الله ووقوع مجموعة كبيرة من قوات العدو في الأسر بينهم سعوديون .
المناطق التي تم تطهيرها في شمال شرق محافظة صعدة في المرحلة الثانية
وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية على أن وثائق وأدلة وقعت في أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تثبت دور القاعدة وداعش في القتال في صفوف قوات تحالف العدوان، وتقدّر المساحة التي سيطر عليها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في "عملية نصر من الله" بمئات الكيلومترات طولاً وعرضاً ضمن مسرح العمليات، وفي الوقت الحالي، لا تزال مناطق في الشمال الشرقي من محور "كتاف والبقع"، بما في ذلك مدينة "البقع" وجبال "سلبان، وزفين، والعقد، والبقاع، والغربة ..." التي تشكّل حوالي 15 ٪ إلى 20 ٪ من المساحة الكلية لمحافظة صعدة في أيدي قوات مرتزقة تحالف العدوان السعودي.