الوقت- كتبت الصحفية السعودية المعارضة "مضاوي الرشيد" الكاتبة في صحيفة "المونيتور" والنقادة البارزة للنظام السعودي، مقالاً تحدثت فيه عن قصة اختفاء المستشار السعودي السابق "سعود القحطاني" العقل المدبر لعملية اغتيال الصحفي السعودي المعارض "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده في اسطنبول.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن هاشتاغ "أين سعود القحطاني؟"، انتشر بشكل كبير داخل السعودية وخارجها، ولفتت تلك المصادر الإخبارية إلى أن هناك شائعات تفيد بأن "القحطاني" مات مسموماً، ولهذا السبب فلقد سلّطت الناقدة والمعارضة الصحفية "مضاوي الرشيد" على هذا الموضوع وكتبت في تقريرها: لم يظهر "القحطاني" منذ إقالته من منصبه إثر جريمة قتل الصحفي السعودي المعارض "جمال خاشقجي" في سفارة بلاده في اسطنبول، على الملأ ولم ينشر أي شيء على وسائل التواصل الاجتماعي، كما كان يفعل دائماً.
ونقلت "الرشيد" تغريدة للناشط الحقوقي الفلسطيني إياد البغدادي في 28 أغسطس/آب الماضي، يؤكد فيها أنه تلقّى أنباء بأن سعود القحطاني تعرّض لعملية تسميم حتى الموت من قبل ولي العهد السعودي، مشدداً على أن مصادره موثوقة.
وأشارت "الرشيد" إلى أن أجهزة المخابرات السويدية وضعت البغدادي قبل شهرين تحت الحماية، بعد تحذيرات من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي آي) بأن حياته معرضة للخطر لأنه قد يكون هدفاً من قبل عملاء النظام السعودي.
وفي السياق ذاته، قالت هذه الناقدة والمعارضة السعودية المعروفة في الكثير من مواقع التواصل الاجتماعية، إن الطغاة مشهورون بقتل منتقديهم ومعارضيهم، لكنهم مغرمون بالقدر نفسه بقتل القريبين منهم، ولا سيما عندما يكونون قد ساعدوا في تخليصهم من خصم عنيد.
وأشارت إلى أنه مع غياب أدلة دامغة بشأن مصير القحطاني، فلا يمكن الافتراض بأن ما أورده "البغدادي" هو تلفيق خارج نطاق الممكن، موضحة أن لدى "محمد بن سلمان" جملة من الأسباب لإخفاء "القحطاني" عن وجه الأرض، لأن اسمه ليس مرتبطاً فقط بفضيحة مقتل "خاشقجي"، بل بمؤامرات بغيضة ووحشية.
ولفتت "مضاوي الرشيد" إلى أن اسم "القحطاني" ورد في عدة تقارير بأنه أحد الرؤوس المدبرة في عملية اغتيال الصحفي السعودي المعارض "جمال خاشقجي" بالقنصلية السعودية بإسطنبول، من بينها تحقيق أممي للخبيرة الحقوقية "أنيس كالامار" الذي نُشر في يونيو/حزيران الماضي وهو أيضا أحد الأشخاص الذين مُنعِوا من دخول أمريكا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى.
وفي سياق متصل، ذكرت الباحثة السعودية "الرشيد"، أن ولي العهد السعودي ما زال مصمّماً على إسكات جميع المنتقدين، وتشجيع الخطاب القومي المتطرف، وإنشاء فرق الموت التي أصبح دورها بارزاً في نشر الخوف داخل السعودية، موضحة أن فرقة الموت التابعة له قامت بالتخطيط والإعدام والقرصنة والتخويف للمنتقدين داخل البلاد وخارجها باسم حماية الأمة والدفاع عنها.
وكشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن "القحطاني" قد ارتبط اسمه عام 2017 بحادثة فندق الريتز كارلتون، حيث اعتقل ولي العهد عدداً من رجال الأعمال وآخرين من العائلة الحاكمة بدعوى مكافحة الفساد.
ومنذ عام 2012، تقول الباحثة السعودية، أن هناك تقارير تحدثت عن تواصل "القحطاني" مع جهات إيطالية للحصول على برامج تجسس لاستخدامها في السعودية، ومنذ عمله مع ولي العهد بادر بالتواصل مع شركة تجسس إسرائيلية تدعى "أن أس أو" التي تنتج برامج التجسس.
وفي 2017، ذُكر اسم "القحطاني" في سياق قضية احتجاز رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري" في الرياض وإرغامه على قراءة بيان استقالته لتعقيد المشهد السياسي في لبنان وتقويض قبضة "حزب الله" على البلاد.
الجدير بالذكر هنا أن سعود القحطاني من مواليد 7 حزيران/يونيو 1978، وهو مستشار سابق في الديون الملكي السعودي بمرتبة وزير، والمشرف العام السابق على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية بالديوان الملكي، كما شغل من قبل منصب مُستشار قانوني في مكتب ولي العهد عبد الله بن عبد العزيز عام 2003، ومستشار في مكتب أكثر من رئيس للديوان الملكي السعودي.
أُعفي "سعود القحطاني" من منصبه كمستشارٍ إعلاميٍ برتبة وزير في 20 تشرين الأول/أكتوبر من عام 2018، كما أنه حصلَ على شهادة البكالوريوس من كلية القانون في جامعة الملك سعود ، ثم حصل على درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف في العدالة الجنائية من جامعة نايف العربية للعلوم الامنية، وعلى العديد من الشهادات العلمية المتخصصة في القانون والإدارة، إلى جانبِ كل ذلك، فـ"القحطاني" كاتبُ رأي في عدة صحف ومجلات سعودية وعربية، وناشطٌ في مواقع التواصل ويُعدّ ضمنَ أكثر الشخصيات تأثيراً على تويتر في السعودية.
كما عمل القحطاني سابقاً كصحفي في عددٍ من المواقع والصحف، وساهم ببعض المقالات في جريدة الرياض وبعد حصوله على شهادة في القانون، عمل "القحطاني" كمستشارٍ لنائب رئيس الديوان الملكي، وبحلول عام 2003 صار "سعود القحطاني" مستشاراً قانونياً للأمير "عبدالله بن عبد العزيز".
وفي عام 2008 أصبح المشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية في الديوان، إلى جانب ذلك عملَ القحطاني على نطاق واسع مع "هاكينج تيم" لأغراض التجسس والقرصنة.
وفي عام 2012 عُيّن رسمياً كمستشار للديوان الملكي وحصل على رتبة وزير عام 2015 معَ صعود الأمير "محمد بن سلمان" ولياً للعهد.
وفي ختام مقالها، تقول الباحثة السعودية المعارضة "مضاوي الرشيد" إن بلطجة "القحطاني" تعكس سمة النظام السعودي في ظل حكم "محمد بن سلمان"، مضيفة إنه في عام 2018، قال أقارب الناشطة "لجين الهذلول" المعتقلة إن "القحطاني" كان هو المسؤول والمشرف الرئيس على عمليات تعذيبها جسدياً.