الوقت- قالت صحيفة التايمز البريطانية في مقال لها أن أمريكا تدمّر من الداخل، ووفقاً لتقرير أعدّه المدعي العام الأمريكي السابق ديفيد هيكتون، فإن الزعماء الأمريكيين فشلوا في التصدي للإرهاب القومي الأبيض، حيث أعلنت مؤسسة الأمن والسياسة وقانون الإنترنت في جامعة بيتسبرغ أن: حماية تفوّق البيض تشكّل تهديداً أكبر الآن من الإرهاب الدولي، نحن نتعرّض للتدمير من الداخل.
وبحسب تقرير المجلة الذي أعدّه فيرو بيميكو فإن المتشددين البيض وغيرهم من الناشطين اليمنيين المتطرفين مسؤولين عن حوالي ثلاثة أضعاف عدد الهجمات على الأراضي الأمريكية، وفقاً لدراسة "رابطة مناهضة التشهير" يمثل اليمينيون المتطرفون 5٪ من المجرمين الذين ارتبطت أعمالهم بالتطرف الداخلي، وهذا الرقم في ارتفاع، وكان عدد الأشخاص الذين قتلوا على أيدي الأمريكيين المتطرفين اليمنيين في أمريكا العام الماضي أعلى من أي وقت مضى منذ تفجير أوكلاهوما سيتي في عام 2008، ومعظم تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي في الإرهاب المحلي كانت بدعم أبيض.
وتابعت المجلة البريطانية بالقول أنه ومع ذلك فشل القادة الأمريكيون في الرد على هذا التهديد، حيث وصف المسؤولون الفيدراليون الحاليون والسابقون وموظفو إنفاذ القانون في أكثر من خمس مقابلات مع التايمز، إحباطهم على أنهم يتجاهلون التحذيرات والتهديد المتزايدة للإرهاب لكونهم من أصحاب التفوق الأبيض، وخلال العقد الماضي فشلت محاولات عديدة لإعادة تركيز الموارد الفيدرالية على هذه القضية، مشيرة إلى أن جميع المكاتب التي كان من المفترض أن تنسّق الاستجابة المشتركة بين الوكالات للتطرف اليميني تم تمويلها وتزويدها بالموظفين، لكن تم فصلها فيما بعد بسبب المخاوف القانونية والسياسية.
وبحسب المجلة يقول مسؤولو مكتب التحقيقات الفدرالي: "إن 5 بالمئة فقط من مكافحة الإرهاب يعملون حالياً على التحقيقات الداخلية، وتشمل القضايا التي يعمل عليها العملاء تحقيقات لميليشيا في أوهايو يزعم أنها تخزن متفجرات لصنع قنبلة، والمتهم أيضاً ضابط خفر السواحل الذي يعتبر نفسه من مؤيدي البيض حيث وجدت ترسانة للأسلحة داخل شقته في واشنطن العاصمة، ما أدّى إلى سلسلة من الجرائم".
قال الوكيل الخاص السابق لـ" اف بي أي" مايكل ميمان في لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب في أيار إن لـ" اف بي أي" كان يحذّر من التهديد الداخلي المتزايد لسنوات، لكنه لم يسمع من البيت الأبيض، ونتيجة لذلك، لم يولِ القادة في الماضي أولوية للعنف ضد المتعصبين البيض حتى وسط تهديدات من أصل محلي، وقد وصفوا لسنوات "الإرهاب البيئي" بأنه تهديد رئيس.
واختتم التقرير بالقول إن النتائج تسبّبت في إلهام القتلة واحداً تلو الآخر، ويمثل الإرهاب اليميني المتطرف مشكلة عالمية، ولكنه خطير للغاية في أمريكا لأنه يحتوي على عدد أكبر من الأسلحة للفرد من أي مكان آخر في العالم.