الوقت- عقب النجاحات الواسعة التي حققها أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية وتمكّنهم من تنفيذ العديد من الهجمات العسكرية باستخدام أنواع مختلفة من الطائرات بدون طيار على المراكز العسكرية والاقتصادية السعودية، كشفت تلك القوات اليمنية مؤخراً عن إنجاز عسكري جديد آخر يسمى صاروخ "بركان 3". وحول هذا السياق، أعرب المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد "يحيي سريع"، بالقول في مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة الماضي، بعد أن أصاب صاروخ "بركان 3" هدفه بدقة عالية، "إن هذه الصاروخ هو من منظومة بعيدة المدى"، مؤكداً أن القوة الصاروخية قادرة على استهداف أي هدف في دول العدوان.
ولفت إلى أن هذا الصاروخ الباليستي هو الجيل الثالث من منظومة بركان بعيدة المدى، القادرة على ضرب أهداف في طول وعرض جغرافيا دول العدوان.
وأشار العميد "سريع" إلى أن هذا الصاروخ خضع لعمليات تجريبية ناجحة ولعمليات تطوير تقني لتجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو، مؤكداً أن "بركان 3" صاروخ باليستي مصنع بأيادٍ يمنية وتم تطويره بتكنولوجيا حديثة وبقواعد ثابتة ومتحركة.
وأضاف إن عملية استهداف "الدمام" جاءت بعد رصد استخباراتي دقيق يأتي ضمن الاستراتيجية العسكرية الاستباقية التي تهدف إلى إفشال مخطط العدوان بالتصعيد في مختلف الجبهات.
وذكر أنّ عمليات سلاح الجو المسيّر كبّدت التحالف السعودي خسائر كبيرة في العتاد والأرواح إضافة للخسائر الاقتصادية، مؤكداً أن قيادة القوات المسلحة تدرس خيارات توسيع عمليات سلاح الجو المسيّر خلال المرحلة المقبلة.
وفي السياق ذاته، كشف العميد "سريع"، أن من أهم مميزات هذا الصاروخ انه يمتلك مدى استراتيجياً يصل إلى أكثر من 1400 كم حسب مهامه العملياتية ويمتلك قدرات فائقة على المناورة التكتيكية وتجاوز أحدث المنظومات والوسائط الدفاعية للعدو من بينها منظومات الباتريوت "باك 3" الأمريكية ومنظومات الدفاع الصاروخي الأخرى وإصابة الأهداف البعيدة والمتمركزة ضمن نطاق دائرة استهدافية قطرها 2800 كم، ويتمتع هذا الصاروخ برأس حربي ضخم يستطيع حمل مئات الكيلوجرامات من المواد شديدة الانفجار المصمم لتدمير القواعد العسكرية والمنشآت الحيوية الكبرى كالمطارات ومحطات النفط والكهرباء والمعامل النووية.
من جهته، قال وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء "ضيف الله الشامي"، إن الجيش اليمني واللجان الشعبية بدؤوا الآن المرحلة الثانية من الرد على العدوان، محذّراً من أنه إذا استمر العدوان فسيكون هناك مرحلة ثالثة من التصعيد في الرد، وفي وقتٍ لم يفصح فيه عن الأهداف في مستوى التصعيد الثالث، أشار إلى أنها ستحدد نفسها على أرض الواقع عند دخول هذه المرحلة.
ما هي أهم القواعد العسكرية السعودية الواقعة في مرمى الصواريخ اليمنية؟
لقد لفت الإعلان عن التجربة العملية لصاروخ "بركان 3" في ساحة المعركة، اهتمام العديد من وسائل الإعلام الغربية والعربية، حيث وصفت شبكة أخبار "روسيا اليوم" ذلك الهجوم بأنه "تطوّر غير مسبوق" وأكد بأن هذه العملية تختلف كثيراً عن العمليات السابقة التي نفّذها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية داخل العمق السعودي، وذكرت تلك الشبكة الإخبارية بأن هذا الصاروخ هو أول صاروخ بعيد المدى يصل إلى مدينة الدمام السعودية، والتي تبعد عن أقرب نقطة من شمال اليمن حوالي 1500 كيلومتر، وتبلغ أيضاً المسافة بين الدمام وصنعاء أكثر من 1600 كيلومتر.
وفي سياق متصل، كشفت "روسيا اليوم" عن بعض أسماء القواعد العسكرية السعودية التي تقع في مرمى الصواريخ اليمنية، وهذه القواعد هي:
قاعدة الملك خالد الجوية: يقع هذا المقر المهم التابع للقوات الجوية العربية السعودية بالقرب من مدينة خميس مشيط، شرق مدينة "أبها" جنوب غرب السعودية.
ولقد بدأ مقاتلو تحالف العدوان السعودي الأمريكي الذين يشاركون في العمليات العسكرية ضد الشعب اليمني تحرّكهم من هذه القاعدة الجوية.
قاعدة قرية "اسكان" الجوية: تقع على بعد كيلومترين جنوب شرق مدينة الرياض وفي هذه القاعدة يتم تدريب القوات السعودية بواسطة خبراء عسكريين أمريكيين.
قاعدة الأمير سلطان الجوية: هذه القاعدة تابعة لسلاح الجو السعودي، وتقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة "السيح" التابعة لمحافظة "الخرج" جنوب شرق الرياض.
قاعدة الملك عبد العزيز الجوية (مطار الظهران الدولي السابق): يستخدم سلاح الجو السعودي هذه القاعدة وتقع هذه القاعدة على بعد كيلومترين من مدينة الدمام في المنطقة الشرقية من السعودية، وهي موطن لمركز التدريب العسكري السعودي للقتال الجوي.
السعودية وكابوس منجزات اليمن العسكرية
لقد تمّ الكشف عن صاروخ "بركان 3" الجديد والمتطوّر بعد مرور عدة أيام على افتتاح معرض الشهيد الرئيس "صالح الصماد" في العاصمة اليمنية صنعاء والذي تم الكشف فيه عن أحدث الإنجازات الجديدة والمعدات العسكرية التي تمكّنت القوة الصاروخية اليمنية من صناعتها خلال الفترة الماضية.
ولقد ضمّ ذلك المعرض أسلحة يمنية جديدة، بما في ذلك صواريخ "قدس 1" اليمنية الصنع، والطائرات من دون طيار "صماد 3"، والطائرات من دون طيار الاستخباراتية "صماد 1" والطائرات من دون طيار "قاصف كي 2"، ومنظومة الصواريخ "بركان 2"، والجيل الثالث من الصواريخ متوسطة المدى "قاهر" و"بدر".
إن كشف النقاب عن هذه الأسلحة الجديدة، يدل على سرعة التقدم العسكري في اليمن، على الرغم من فرض دول تحالف العدوان حصاراً خانقاً على جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية على هذا البلد الفقير، وهنا يمكن القول بأن هذا التقدم العسكري قد فضح نقاط ضعف السعودية والإمارات وأثبت عدم قدرة أنظمة الباتريوت الباهظة الثمن والمتطورة على صد هذه الصواريخ اليمنية والطائرات بلا طيار.