الوقت- لقد تناقلت الكثير من وسائل الإعلام الغربية والعربية قبل يومين، تصريحات "عبد الله المعظمي"، ممثل السعودية لدى الأمم المتحدة، التي عبّر فيها بأن السعودية لا تريد محاربة إيران لا في اليمن ولا في أي مكان اخر.
وهنا يرى العديد من المحللين أن هذه التصريحات تعتبر مؤشراً على محاولات القادة السعوديين للانسحاب من المستنقع اليمني وإنهاء عملياتهم العسكرية الباهظة والتي استمرت لأكثر من أربع سنوات في اليمن.
يذكر أن تحالف العدوان السعودي الإماراتي لم يتمكّن خلال السنوات الماضية من تحقيق جميع الأهداف التي صرّح بها في بداية العدوان عام 2015 وإنما حقق جزءاً صغيراً فقط من أهدافه في الحرب اليمنية، ولهذا فإننا هنا سوف نقوم بدراسة عواقب تورّط تحالف العدوان السعودي الإماراتي في الحرب اليمنية والأضرار التي لحقت بهم.
خريطة اليمن في عام 2015
بدأت السعودية عدوانها الغاشم على اليمن في الـ 26 من مارس عام 2015 وفي ذلك الوقت وعدت الرياض حلفاءها بإنهاء الحرب في غضون 3 أسابيع ولقد تصوّر ساسة السعودية بأن اليمن لقمة سهلة يمكنهم التهامها، وأن الأمر يتعلّق بجولات مكوكية لطياريهم فوق الأرض اليمنية يتم من خلالها ضرب الأهداف الاستراتيجية للمقاومة وإجبارها على الاستسلام وفي ذلك الوقت حاول الإعلام السعودي تصوير جماعة "أنصار الله" على أنهم أعداء الأمة الإسلامية وأنهم أخطر من "إسرائيل" على هذه الأمة وأن محاربتهم وقتلهم التزام ديني وواجب مقدس.
وإضافة إلى الإعلاميين جيّشت السعودية علماءها لإصدار فتاوى تتماشى مع ما روّجت له وسائل الإعلام، أما الغرض من تجييش العلماء فكان واضحاً وهو تبرير العدوان الظالم وإسكات الأصوات المعارضة للحملة "التطهيرية" التي خططت لها السعودية وكان الهدف منها إبادة الحوثيين واتباعهم، وتنصيب مستبد ظالم على رأس اليمن يقدّم فروض الطاعة والولاء لأولياء نعمته في السعودية.
لكن الحرب لم تدم 3 أسابيع كما كان مخططاً لها، وظهر جلياً لساسة السعودية بأنهم دخلوا مستنقعاً قد لا يخرجوا منه كما دخلوه. وعندما عجزت الغارات الجوية للطيران السعودي على إضعاف المقاومة، بدأ العدوان في ضرب أهداف مدنية.
وعلى عكس ما روّجت له وسائل إعلامهم وتصريحات الناطقين الرسميين باسم العدوان، فإن ضرب الأهداف المدنية لم يكن عن طريق الخطأ بل كان يدخل ضمن استراتيجية جديدة تهدف إلى إرهاب المدنيين وجعلهم يثورون على المقاومة ويتنكرون لها.
إن السعودية لم تربح غير ازدياد الناقمين عليها وعلى سياستها في المنطقة، فأياديها ملوثة بدماء اليمنيين وجرائمها لن تبقى دون مساءلة أو عقاب، وساسة السعودية سيحاسبون أمام الله وسيحاسبهم أبناء اليمن على جرائهم، وستتابعهم منظمات حقوقية دولية بسبب هذه الجرائم التي ستظل نقطاً سوداء في تاريخ النظام الحاكم حالياً في السعودية.
والسعودية خسرت مليارات الدولارات في عدوان لم يسهم إلا في تشويه سمعتها ووضعها ضمن لائحة الدول المرتكبة لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
أما الشعب اليمني القوي بإيمانه وعزيمته والملتف حول المقاومة فهو معروف عنه الصبر وتجاوز المحن، وسيتجاوز هذه المحنة ويخرج منها مرفوع الرأس وسيعيد بناء ما دمّره العدوان، لكنه لن ينسى أبداً أيادي الغدر التي بطشت به وخلّفت آلاف اليتامى والأرامل والمعطوبين من النساء والأطفال والرجال.
مركبة مدرّعة إماراتية مجهّزة بأنظمة NPR ودروع ضد الصواريخ وخزان لوكليرك
ماذا خسر تحالف العدوان من معدّات عسكرية خلال هذه الحرب العبثية ؟
في هذا التقرير سوف نستعرض أبرز الخسائر في المعدات العسكرية التي لحقت بتحالف العدوان.
الخسائر في قوات تحالف العدوان الجوية
سلاح الجو السعودي : 21 طائرة مختلفة منها:
أربع طائرات من دون طيار هجومية CH4B
6 مروحيات هجومية أباتشي AH64D
2 مقاتلات حربية Panavia Tornado Fighter
1 مقاتلة يوروفايتر تايفون فايتر الهجومية
2 مروحيات S70A
1 مروحية قتالية SA365
3 طائرات من دون طيار استكشافية Seeker400
1 طائرة سيلكس فالكو
1 مقاتلة F15S
سقوط مروحية أباتشي سعودية بعد استهدافها من قبل قوات "أنصار الله"
سلاح الجو الإماراتي: 16 طائرة
ستة طائرات من دون طيار استكشافية S۱۰۰ CAMCOPTER
2 طائرات من دون طيار هجومية "لونغ"
1 طائرة من دون طيار Seeker400
1 طائرة من دون طيار RQ1 Predator XP
1 مقاتلة Mirage2000
1 طائرة دعم AT802U
مروحية واحدة AH60L
2 هليكوبتر هجومية اباتشي AH64 D
1 مروحية NSA407
مقاتلة أردنية من طراز F16A ومقاتلة مغربية من طراز F16C.
سقوط طائرة من دون طيار إماراتية من قبل سلاح الجو اليمني
بالاستناد إلى ما أوردته المصادر اليمنية عن فترة دخول العمليات في مرحلة الرّد على العدوان السعودي من خلال استهداف المواقع العسكرية في العمق السعودي أي مرحلة «الخيارات الاستراتيجية»، وتحديداً في جبهات نجران وجيزان وعسير، جاءت الإحصائيات غير النهائية لتكشف أن القوات اليمنية (المكوّنة من الجيش واللجان الشعبية) دمّرت نحو 173 آلية ومدرعة ودبابة، موزّعة على المحاور التالية:
- منطقة جيزان: تدمير قرابة 119 آلية، منها 19 دبابة و24 مدرعة، و76 آلية مختلفة.
- منطقة نجران: تم تدمير 31 آلية، منها 11 دبابة، 20 آلية عسكرية متنوعة.
- منطقة عسير: دمّر الجيش واللجان الشعبية 23 آلية على الأقل، منها 6 مدرعات نوع بي إم بي ودبابتين، إضافة إلى تدمير 15 آلية متنوعة.
خلق توازن في الأحداث الميدانية اليمنية
تشير العديد من التقارير الميدانية والإخبارية إلى وجود توازن في القوى في ساحات القتال المختلفة في اليمن ولفتت تلك التقارير إلى أنه للأسف الشديد لا يوجد أي تغيير في المناطق الخاصة التي يسيطر عليها الجانبان وهذا الأمر يرجع إلى أن اليمن بلد ذو ثقافة قبلية وملمس ديني.