الوقت- لطالما أكدت طهران على ضرورة تجنّب التوترات، وحلّ النزاعات في المنطقة من خلال الدبلوماسية، لكن بعض الحوادث، بما في ذلك انفجار ناقلات النفط بالقرب من منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان، تشير إلى أن البعض في المنطقة يبحثون عن إشعال فتيل النزاعات ووضع العقبات أمام الدبلوماسية الإيرانية.
وحول هذا السياق، ذكرت بعض المصادر الإخبارية يوم الخميس الماضي بأنه تم استهداف ناقلتين تجاريتين في بحر عمان، ولفتت تلك المصادر الإخبارية بأنها تلقّت معلومات تشير إلى أن إحدى الناقلتين اللتين تم استهدافهما في بحر عمان غرقت في البحر بشكل سريع وأشارت تلك المصادر بأنه تم مشاهدة ألسنة اللهب وهي تشتعل على كلا الناقلتين.
وفي سياق متصل، أعلن وزير التجارة الياباني "هيروشيجا سيكو"، تلقي بلاده تقارير عن تعرّض ناقلتين تحملان شحنتين لهما صلة باليابان لهجوم قرب مضيق هرمز، وقال مسؤول كبير في شركة "سي بي سي" الحكومية التايوانية لتكرير النفط: "إن ناقلة تستأجرها الشركة لجلب وقود من الشرق الأوسط تعرّضت لهجوم صباح يوم الخميس الماضي"، وقال رئيس قسم البتروكيماويات في الشركة "وو آي فانج": "إن الناقلة "فرنت ألتير" كانت تحمل 75 ألف طن من "النفتا" عندما أصابها طوربيد، ولفت رئيس القسم إلى أنه تم إنقاذ جميع أفراد الطاقم".
ردّ فعل السلطات الإيرانية على انفجارات الناقلتين في بحر عمان
أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عقب الحادث بالقول: "نشعر بالقلق الشديد حيال حادثة ناقلتي النفط في بحر عُمان كونها فعلاً مريباً في توقيت حساس".
وعبّرت الحكومة الإيرانية عن قلقها وأسفها من تفجير ناقلتي النفط وقالت إن على جميع البلدان الحذر من الوقوع في فخ كل من يستفيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
وأضافت في بيان: "نحن جاهزون للتعاون من أجل ضمان الأمن في المنطقة بما في ذلك الممرات البحرية الاستراتيجية".
وقال وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف": "إن الحوار الإقليمي الذي تقترحه إيران أصبح أمراً حتمياً".
وأشار إلى أن الهجمات على ناقلات نفط ذات صلة باليابان وقعت بالتزامن مع لقاء رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" وقائد الثورة السيد "علي خامنئي".
ردّ فعل قادة البيت الأبيض
بعد مرور ساعات قليلة على حادثة استهداف ناقلتي النفط بالقرب من مضيق هرمز وبحر عمان، اتهمت أمريكا، إيران بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف ناقلتي النفط، مشددة على أن طهران تعمل على عرقلة تدفق النفط عبر مضيق هرمز، وفي السياق نفسه، قال الأسطول الخامس الأمريكي: "إن قواته البحرية موجودة في المنطقة وتقدّم المساعدة".
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، في مؤتمر صحفي: "إيران هي من ارتكبت الهجوم ضد ناقلتي النفط في خليج عمان وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسة الهجمات التي شنّتها إيران وأذرعها ضد أمريكا وحلفائها".
وشدد "بومبيو" على أن الأعمال الإيرانية الاستفزازية، تشكّل تهديداً للأمن الدولي، موضحاً أن التصرفات الإيرانية تشكّل تطوّراً غير مسبوق.
كما أشار إلى أن الهجوم "غير المبرّر" الذي تعرّضت له الناقلتان يشكّل تهديداً للسلام والاستقرار الدوليين وحرية الملاحة، واستطرد وزير الخارجية الأمريكي في حديثه، قائلاً: "إيران تعمل على عرقلة تدفق النفط عبر مضيق هرمز.. تقييم أمريكا هو أن إيران مسؤولة عن الهجمات ضد ناقلتي النفط".
مخاوف عالمية
سارعت مجموعة من دول العالم إلى التعبير عن رفضها للهجوم، الذي استهدف ناقلتي نفط كانتا تبحران في بحر عُمان صباح يوم الخميس الماضي، ففي بريطانيا، قالت متحدثة باسم رئيسة الوزراء "تيريزا ماي"، إن لندن على علم بتقارير عن استهداف ناقلتين بهجمات مريبة في بحر عمان، مضيفاً إنها تسعى للوقوف على حقيقة ما حدث على وجه السرعة، كما أشارت المتحدثة إلى أن الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان "غير مقبول ومستعدون للمساعدة في أي تحقيق".
من جهتها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موغيريني"، إلى تفادي الاستفزازات في المنطقة بعد الحادث، الذي لم تتضح ظروفه بعد، وقالت المتحدثة باسمها: "لا تحتاج المنطقة إلى أسباب جديدة مزعزعة للاستقرار، ومسبّبة للتوتر، وبالتالي تجدّد الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي دعوتها لأقصى درجات ضبط النفس وتفادي أي استفزاز".
ومن جهته أبلغ وزير خارجية الكويت الشيخ "صباح الصباح"، مجلس الأمن الدولي بأن الهجوم على ناقلتين في خليج عمان تهديد للسلم والأمن الدوليين.
وفي فرنسا دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى ضبط النفس ونزع فتيل التوتر وطالبت باحترام حرية الملاحة في مياه البحر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية "أنييس فون دير مول" للصحفيين: "ندعو كل الأطراف، التي نتواصل معها بشكل دائم، لضبط النفس ونزع فتيل التوتر"، مضيفة "نكرر أيضاً تمسّكنا بحرية الملاحة التي يتعيّن حتماً الحفاظ عليها".
كما أعربت ألمانيا عن قلقها من الهجوم، قائلة على لسان وزير خارجيتها "هايكو ماس": "التقارير عن الهجوم على ناقلتي نفط في بحر عمان مقلقة للغاية وبحاجة لتحقيق".
ارتفاع أسعار النفط عقب حادثة ناقلتي بحر عمان
زادت أسعار النفط، خلال تعاملات يوم الخميس الماضي، مع تصاعد التوترات في منطقة الخليج بعد تعرّض ناقلتي نفط لانفجارين كبيرين في مياه بحر عمان، وتتخوف أسواق النفط من تأخّر إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط، في ظل تهديد متزايد للشحنات في هذه المنطقة بسبب التوترات السياسية بين أمريكا وإيران، وتعرّض ناقلات نفط لأعمال إرهابية.
ولا تزال الأسواق تنتظر قراراً من منظمة البلدان المصدّرة للبترول "أوبك" ومنتجين آخرين بشأن ما إذا كانوا سيواصلون تخفيض الإمدادات التي أدّت إلى صعود الأسعار بأكثر من 30% منذ بداية العام الحالي.
طريق مسدود في مجلس الأمن
بعد مرور ساعات قليلة على حادثة استهداف ناقلتي النفط بالقرب من مضيق هرمز وبحر عمان، اتهمت أمريكا، إيران بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف ناقلتي النفط، ولقد رفضت إيران الاتهامات الأمريكية باستهداف ناقلتي النفط في بحر عمان يوم الخميس الماضي وأدانت ذلك بأشد العبارات، مؤكدة أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة.
وجاء في بيان لممثلية إيران في الأمم المتحدة، الذي صدر فجر يوم الجمعة الماضي أن "التصريحات المثيرة للفتنة، التي أطلقها مندوب أمريكا في اجتماع مجلس الأمن الدولي الخميس، مؤشر آخر على الحرب النفسية الرامية للتخويف من إيران".
وتابع البيان: إن "الحرب والإرهاب الاقتصادي الأمريكي ضد الشعب الإيراني والوجود العسكري الأمريكي واسع النطاق في المنطقة، يشكّلان السبب الأساس دوماً لزعزعة الأمن وعدم الاستقرار في منطقة الخليج".
وطالبت الممثلية الإيرانية في الأمم المتحدة المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته للحيلولة دون تنفيذ هذه السياسات والإجراءات غير المسؤولة والخطيرة من قبل أمريكا وحلفائها الإقليميين، والرامية لتصعيد التوتر في المنطقة".