الوقت- اعتبر الكاتب الفلسطيني المعروف عبد الباري عطوان أن ظُهور السيّد علي خامنئي، المُرشد الأعلى للثورة الإيرانيّة مُلوّحًا ببندقيّة رشّاشة وهو يُلقي خطبة العيد من فوق منبر مسجد طِهران الكبير، واصفًا صفقة القرن بأنّها خيانة للأمّة الإسلاميّة، يُمكن تصنيفه في خانة الرّد على ترامب وتهديداته الجديدة بالحرب.
واعتبر عطوان ما قام به السيد خامنئي رسالةً إلى أمريكا وحُلفائها في المِنطقة، خاصّةً بعض دول الخليج الفارسي الدّاعمة لصفقة القرن، والمُستعدّة لتمويلها في “ورشة” المنامة في الثّلث الأخير من هذا الشّهر.
واضاف عطوان أن تهديدات ترامب من كثرة ترديدها فقدت مفعولها، وباتت موضِع سُخرية الكثيرين في المِنطقة، وحتّى في الداخل الأمريكيّ نفسه، “فمن يُريد أن يضرب ألا يُكبّر عصاه” مثلما يقول المثل الشعبي العربي، ولا يُرسل وزير خارجيّته مُهرولاً إلى العِراق مُستغيثاً بحُكومتها لحماية القوّات الأمريكيّة.
وأكد عطوان أن الرئيس ترامب يعيش مأزقاً لا يستطيع الخُروج منه بسهولة، وورّط حُلفاءه الذين سيكونون الضحيّة الأبرز، سواء خانهم بالتّفاوض سرّاً من وراء ظُهورهم مع إيران التي أكّد أنّها ستستعيد عظَمتها، وبقيادتها الحاليّة إذا ما توصّل إلى اتّفاقٍ معها، أو بتوجيه ضربات عسكريّة “جراحيّة” لها، تكون هي المُستهدفة في أيّ ردٍّ انتقاميّ، وهذا ما يُفسّر نأي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنفسه عن “الناتو العربي” وانسحابه منه، وإصراره على إظهار عدم تبعيّته الكاملة للمحور السعودي، وإعلان حُلول عيد الفطر وإكمال شهر رمضان الأربعاء خارجاً للمرّة الأولى مُنذ مجيئه إلى الحُكم عن الفتوى السعوديّة في هذا المِضمار، آخِذاً معه الأردن وفِلسطين ووقف في خندق سوريا ولبنان وإيران والمغرب ودول أُخرى، في موقفٍ “رمزيٍّ” لافِت.
وختم عطوان بالقول أن الإيرانيين تجاوزوا فيما يبدو عُقدة الخوف من التّهديدات الأمريكيّة، ونقلوا المعركة مُبكراً إلى الملعب الأمريكيّ، سواء أكانوا خلف الهُجوم على النّاقلات الأربع في ميناء الفجيرة الإماراتي، أو الطائرات المُسيّرة المُلغّمة الحوثيّة السّبع، أو لم يكونوا، ورسالتهم وصلت إلى الرئيس ترامب وجنرالاته وفهموا مضمونها جيّداً، وهذا ما يُفسّر التّراجع عن إرسال المزيد من حاملات الطائرات والسّفن الحربيّة والجنود إلى المِنطقة، ومُرابطة الحاملة أبراهام لينكولن حواليّ 700 كم من مضيق هرمز رُعباً من الزّوارق الحربيّة الإيرانيّة المُلغّمة.