الوقت- تعتبر عشرة الفجر "أيام الثورة الإسلامية" واحدة من أكثر الأحداث شهرة في تاريخ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، وبداية هذه الأيام، 1 فبراير 1979، وهو اليوم الذي يتزامن مع عودة الإمام الخميني إلى إيران بعد 15 سنة عاشها في المنفى، وتنتهي في 11 فبراير 1979، وانهيار النظام الديكتاتوري الملكي من 2500 سنة وانتصار الثورة الإسلامية.
واستناداً إلى ما قيل والوثائق التي نُشرت فيما بعد، كانت عشرة الفجر عام 1979 الفصل الأخير والحاسم للصراع الدموي الذي قام به الشعب الإيراني بقيادة الامام الخميني "رض" على مدى 15 عاماً ضد النظام الأمني القمعي "السافاك" الذي كان تابعاً لـ "شاه إيران" ويأتمر بأمره.
اضطر قادة النظام، في السنوات الأخيرة التي أدت إلى انتصار الثورة، وخاصة في أواخر سبعينات القرن الماضي تحت ضغط قوى الثورة، للتراجع مراراً وتكراراً ولم يعد الدعم الخارجي قادراً على منع الحركة الشعبية المتزايدة باستمرار، على وجه الخصوص، بعد هروب شاه في 16 يناير/ كانون الثاني 1979، حيث أصدر مؤيدوه الأجانب، وعلى رأسهم الشيطان الأكبر، رسالة واضحة مفادها أنهم كانوا راغبين في الحفاظ على مصالحهم الحيوية في إيران.
أمريكا، عندما هرب الشاه ووصل الإمام الخميني(رض) أرادت الدخول إلى إيران وتغيير الأوضاع فيها لمصلحتها، ورأت السبيل الوحيد لتحقيق ذلك عبر استغلال الجيش وتنفيذ انقلاب دموي، ومن أجل ذلك أرسلت واشنطن الجنرال الأمريكي آنذاك هايتزر الذي كان نائب قائد الناتو، لإحداث انقلاب جديد في ايران.
الأيام العشرة التي أدت إلى انتصار الثورة في 11فبراير، والتي سميت فيما بعد بعشرة الفجر، كانت فترة عشرة أيام استخدمت فيها الثورة من جهة، والنظام من جهة أخرى، كل إمكاناتهم للتغلب على الآخر، وفي جو مليء بالخوف والأمل لهذه الثورة، مع ذكاء الإمام الخميني "رض" والمظاهر العلنية المتعمدة للشعب والإرادة الإلهية، تمكّن من نزع فتيل الانقلاب من خلال مناشدة الحضور الصادق للمشهد، وجلب الجيش إلى صفه وإجبار هايتزر على الهرب سرّاً ومن خلال إحراز الانتصار العظيم في 11 فبراير انتهى حكم الإمبراطورية الملكية وهيمنة أمريكا في إيران.
وفي هذا العام بدأت صباح الجمعة الماضية مراسم إحياء الذكرى السنوية الأربعين لوصول مفجر الثورة الإسلامية الامام الخميني (رض) إلى الوطن في الأول من شباط/ فبراير 1979، وحضر هذه المراسم التي تقام في مرقد الإمام (قدس) جنوب طهران، كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين وحشد غفير من المواطنين، ومن المقرر أن يلقي أمين مجلس صيانة الدستور ورئيس مجلس خبراء القيادة آية الله أحمد جنتي كلمة بالمناسبة.
رضا گرمابدری