الوقت- من الطبيعي أن يشن الکيان الإسرائيلي ومن في فلکه بكل وسائله وأدواته المحلية والدولية حربا اعلامية ونفسية ضد رجالات المقاومة الذين يشهد لهم التاريخ بانجازاتهم المشرفة التي أحيت الأمل في قلوب الشعوب العربية والإسلامية بل وكل أحرار العالم، وبأن النصر على الکيان الإسرائيلي أمر حتمي لا مجال للشك فيه، هؤلاء الرجال الذين رفعوا مجد وكرامة هذه الأمة عاليا أمام خذلان الحكومات العربية يشن عليهم اليوم هذه الحرب الإعلامية والنفسية بعد الفشل في تحقيق أي مكسب في قبال مواجهة مشروعهم المحق. مصطفى بدر الدين هو الشخص الأكثر تعرضاً لعملیات تشويه السمعة التي يعمل عليها الکيان الإسرائيلي في مشروع اغتيال معنوي فاشل، فصحيح أن الرجل بعيد عن اضواء الإعلام إلا ان الشعب اللبناني والشعوب العربية والإسلامية تعرف أخبار الرجل من خلال الإنتصارات التي تحققها المقاومة في وجه الكيان الإسرائيلي والجماعات التكفيرية، وهو الرجل الذي ينقل عنه من يواكبه ويعرفه مقولته: واجبي العمل على مواجهة كل مشاريع هؤلاء، ولن أغادر عملي في لبنان أو سوريا أو أي ساحة أخرى، إلا شهيدا محمولا أو حاملا لراية النصر.
بدر الدين والمولود عام 1961 للميلاد في منطقة الغبيري من العاصمة بيروت يعد من المؤسسين الرئيسيين لحزب الله، يعرف برجل الظل قائد عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بوجه الکيان الإسرائيلي، برز بشكل كبير في الثمانينات مع انطلاق العمل المقاوم حيث أدار قيادة أكثر الأجهزة الأمنية والعسكرية حساسية في المقاومة، وعليه واصل الامريكيون والاسرائيليون ملاحقته بقصد اغتياله والتخلص منه باعتباره عثرة أساسية بوجه مشروعهم التدميري للبنان والمنطقة، فبعد استشهاد الحاج عماد مغنية في العام 2008، بدء اعلام الکيان الإسرائيلي وأدواته بشن حرب إعلامية نفسية على بدر الدين لتشويه دور الرجل المشرف خاصة بعد تمكنه من كشف الكثير من شيكات التجسس الإسرائيلية والإمريكية في كل من لبنان وسوريا ضمن سلسلة من العمليات الأمنية التي شنتها المقاومة ضد هذه الشبكات.
هذه الحملة اشتدت مع الإنتصارات المتتالية التي تحققها المقاومة في سوريا ضد الجماعات التكفيرية التي ما هي إلا الوجه الاخر للكيان الإسرائيلي، وأخبار المواجهات هناك تتحدث عن الرجل ودوره، حيث تتوافد الأخبار عن الهزيمة التي تلحق بالجماعات التكفيرية الصهيو أمريكية في كل منطقة يدخل إليها رجال المقاومة، وعن الخسائر الهائلة في الارواح والعتاد للتكفيريين، هذا بالإضافة إلى حالات الفرار الجماعي التي تشهدها المناطق التي عاث فيها المسلحون فسادا ودمارا قبل مجيء رجال المقاومة وتحريرها من قبضتهم.
الحملة ضد قيادات المقاومة ورجالاتها تديرها دول كبيرة كأمريكا وبريطانيا وغيرهما وتشترك في ذلك مصالح ومنافع أنظمة دول عربية وهو ما يشير بدلالة واضحة إلى أهمية المقاومة ودورها الكبير في حفظ أمن المنطقة أمام مخططات الأعداء، محاولات التشويه لقيادات المقاومة كانت بالأمس القريب حول اتهام قيادات في حزب الله وقوفهم خلف عمليات اغتيال رفيق الحريري، وهو الإتهام الذي تمكن الحزب من ابطال مفعوله بالأدلة والوثائق التي تشير إلى وقوف الكيان الإسرائيلي والأجهزة الدولية والمحلية المتعاونة في ذلك وراء حادثة الإغتيال.
هذه الأدلة الدامغة لم تأخذ بها المحكمة بل اكتفت بالأدلة التي قدمها شهود مجهولون كانوا حتى وقت قريب شهود زور برأي المحكمة نفسها، فقد اعتمدت المحكمة على أقوالهم في المرحلة التي اقتضت توجيه الإتهام إلى سوريا بأنها وراء عملية الإغتيال، وعندما حققت الغاية من ذلك إنطلقت في سياسة أخرى معتبرة أن اتهام سوريا كان بناءً على شهود زور، لتذهب الأيام وتعود من جديد متهمة حزب الله بالوقوف وراء العملية معتمدة مرة أخرى على آراء شهود الزور من جديد ليتضح أن الهدف من وراء إغتيال الحريري وما رافقها من تشكيل محكمة لذلك والإتهامات الصادرة عنها ما هي إلا سلسلة من فصول الحرب التي يشنها الكيان الإسرائيلي وأدواته على المقاومة بهدف إضعافها بعد فشل حرب 33 يوما عليها وعلى شعبها.
مصطفى بدر الدين ورجالات المقاومة هم في أعين الشعب اللبناني حماة الوطن بالرغم من كل الإتهامات الكاذبة، والعمدة الأساس في الحفاظ على الكرامة والعزة والأرض، وهم ضرورة لا بد منها تحتمها طبيعة التحديات والصعاب التي نواجهها في منطقة اجتمعت قوى الإستعمار على خيار ضربها وتقسيمها للإستفراد بخيراتها وثرواتها، فالشعب اللبناني الذي وجد في هذه المقاومة سبيل حماية الأرض من مطامع الكيان الإسرائيلي زادت قناعته أكثر فأكثر حولها مع بروز خطر الجماعات التكفيرية التي تهدد أمن لبنان والمنطقة بأسرها، وما الحملات الدعائية لرموز المقاومة التي اتخذ الکيان الإسرائيلي منها وسيلة لضربها إلا دافع حقيقي لإنتشار الوعي أكثر فأكثر عند الشعب اللبناني الذي بات يدرك أن هذه الحملات ما هي إلا وجه آخر من أوجه الحرب على المقاومة ولبنان.
إذن مصطفى بدر الدين ومن سبقه على درب الجهاد ومن معه اليوم على نفس الخط هم أحياء في قلوب وضمائر اللبنانيين والعرب والمسلمين الشرفاء، ومهما عملت وسائل الکيان الإسرائيلي على ضرب هذه المقاومة ورجالاتها لن تتمكن من التغطية على تضحياتهم المشرفة في سبيل حماية الأرض وصونها من دنس العدو، ولن يتزلزل في قلوب الناس، بل إن ذلك سيزيدهم اصرارا وثباتا على المضي قدما لتحقيق مزيد من الإنتصارات حتى تحقيق النصر النهائي أو الشهادة في سبيل الله والدفاع عن الأرض، وهدف الكيان الاسرائيلي من هذه الحملات لن يجدي أي نفع، فهم إلى جانب هدفهم بضرب معنويات وصورة المقاومة يسعون إلى التأثير على سلوكيات قيادات المقاومة عند سماع هذه الإشاعات عنهم، إلا أن واقع الأمر ونتائج الميدان تؤكد خلاف ذلك تماما، فهم رجالات يتمتعون بكامل الوعي القيادي والإداري الحكيم، فصدق حقا القول عنهم انهم أذهبوا النوم من عيون أعداء الأمة.
