الوقت- بالتزامن مع دعوة الاحتلال الإسرائيلي إلى المشاركة في "انتخابات المجالس المحلية" بهضبة الجولان السورية المحتلة أعلن أهالي الهضبة السورية المحتلة على الحدود مع فلسطين إضراباً عاماً الأربعاء رفضاً لممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التهويدية مؤكدين تمسكهم بالهوية العربية السورية.
وأعلن أهالي الجولان المحتل يوم الأربعاء إضراباً عاماً في قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية رفضاً لممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي القمعية التعسفية الرامية إلى تهويد الجولان السوري المحتل وضمه إلى الكيان الإسرائيلي المصطنع.
وخلال اعتصامهم الذي شمل جميع أطياف السكّان المُحتلين من شيوخ ورجال ونساء وشبان وأطفال، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأهالي بالضرب، وبقنابل الغاز السّام، وحاولت تفريقهم بالقوة ما تسبب بإصابة عدد من المعتصمين ووقوع حالات اختناق بين الشيوخ والأطفال والنساء قبل أن يعتقل عشرات منهم.
ويأتي ذلك بعد ثماني سنوات من الحرب المندلعة في سوريا التي راهن الاحتلال الإسرائيلي خلالها على أن يستكين أهالي الجولان المحتلّ فيقبلوا به، ويعطوه اعترافاً يحاول بشتّى السُبُل الحصول عليه، ولكن الحرب التي مزّقت البلد وأهله، لم تستطع أن ترخي عزيمة أهالي الجولان من طائفة الموحّدين الدروز الذين عملوا منذ شهرين بكلّ قواهم على رفض الانتخابات التي حاولت وزارة الداخليّة الإسرائيلية فرضها عليهم وتوّج حراكهم الشعبيّ اليوم، بتظاهرة ضخمة دعت إليها القوى الوطنية والمجلس الديني الأعلى لقرى الجولان الذي أصدر قراراً بالحُرم الديني والمقاطعة لكلّ من يترشّح للانتخابات المحلية أو يشارك في عملية التصويت.
ومنذ صباح الثلاثاء يعتصم أبناء الجولان السوري المحتل أمام المدرسة الثانوية في بلدة مجدل شمس المحتلة رفضاً لإجراء ما تسمى "انتخابات المجالس المحلية" المقررة في هذا اليوم والتي تريد سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرضها عليهم وسط انتشار لقوات الاحتلال التي حاولت تفريقهم مؤكدين تمسكهم بالهوية العربية السورية.
وعلى الجانب الآخر، قاطع عدد كبير من أهالي القدس المحتلة الانتخابات المحلية، تأكيداً لموقفهم الرافض لإعطاء أيّ صفة شرعية لمن يسلب أرضهم، ويطردهم من بيوتهم، وقد أعلنت القوى الوطنية في المدينة أن كل من يُشارك في عملية الانتخاب، سواء بالترشّح أم بالاقتراع هو عميل وتتوجّب مقاطعته".
رسمياً أكدت وزارة الخارجية السورية أن الجولان العربي السوري المحتل جزء لا يتجزأ من أراضيها وستعمل على إعادته عاجلاً أم آجلاً معربة عن دعمها للمواطنين العرب السوريين في مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي ولإجراء ما يسمى انتخابات "المجالس المحلية" غير الشرعية.
وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بشأن ما يسمى انتخابات "المجالس المحلية" التي تريد سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءها في الجولان السوري المحتل تلقت سانا نسخة منهما اليوم: خلافاً لكل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ولاتفاقيات جنيف الخاصة بالأراضي الواقعة تحت سلطة الاحتلال.. تعكف سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إجراء انتخابات في قرى الجولان السوري المحتل " مجدل شمس- بقعاثا- مسعدة- عين قنية" لما يسمى "المجالس المحلية" والتي كانت قد دأبت على تعيينها بالقوة خلال السنوات الماضية وذلك خلافاً لرغبة وإرادة السكان العرب السوريين القاطنين في الأراضي السورية المحتلة حيث حددت سلطات الاحتلال موعد إجراء هذه الانتخابات بتاريخ 30-10-2018.
وشددت الوزارة على أن ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترمي إلى إضفاء الشرعية على مؤسسات غير شرعية أصلاً وتمثل سلطة احتلال وهي محاولة تهدف إلى تمرير مخططاتها التهويدية الاستيطانية عنصرية الطابع كما تهدف هذه الخطوة الإسرائيلية إلى شرعنة وتكريس الاحتلال وتطبيق "القانون الإسرائيلي" على الجولان السوري المحتل.
واعتبرت دمشق أن الإجراءات الإسرائيلية العدوانية والاستفزازية ستؤدي إلى مزيد من التوتر والتصعيد للأوضاع القائمة في الجولان المحتل والمنطقة ولهذا فهي تطالب مجلس الأمن الدولي بالتحرك العاجل لحفظ الأمن والسلم الدوليين من خلال إدانة هذه الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين السوريين في الجولان المحتل وإلزام "إسرائيل" باحترام قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصلة ووقف سياساتها الاستيطانية غير القانونية وإجراءاتها القمعية بحق أهلنا في الجولان السوري المحتل ووقف كل أشكال دعمها المادي والمعنوي للعصابات الإرهابية المسلحة في سوريا والتوقف عن سياسة ازدراء الشرعية الدولية والمجتمع الدولي.