الوقت- أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن واشنطن تحاول افتعال سيناريو استخدام أسلحة كيميائية ذريعة لتبرير العدوان على سوريا، مجدداً التأكيد أنه ليس لدى بلاده أسلحة كيميائية.
وأضاف المعلم في مقابلة مع مجلة (الحياة الدولية) الروسية: “ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها سوريا للعدوان الأمريكي والتي يتم فيها استخدام ذريعة الأسلحة الكيميائية لتبرير مثل هذا العدوان”، ولفت الوزير المعلم إلى أن محاولة تحميل الدولة السورية مسؤولية ذلك يتم بسهولة حيث تستخدم من أجل تنفيذ هذا الغرض منظمة /الخوذ البيضاء/ الإرهابية التي تم تشكيلها من قبل أجهزة الأمن البريطانية وتمويلها من قبل العديد من الدول الغربية ليكون أحد مهامها القيام بسيناريوهات كهذه، وأكد المعلم أن مثل هذا السيناريو ليس له أساس قانوني وسيتم تنفيذه بتجاهل مجلس الأمن الدولي وحقيقة أن سوريا لا تستخدم الأسلحة الكيميائية.
وأكد المعلم أن أهداف أمريكا ليست فقط متعلقة بها بل هي أهداف إسرائيلية تنفذها واشنطن في سورية موضحاً أنها لا تريد أن تكون سوريا الدولة الرئيسة في مقاومة كيان الاحتلال الإسرائيلي ولا أن تكون لسوريا علاقات استراتيجية مع إيران وروسيا إضافة إلى التحكم بجميع الأنشطة المستقبلية لسوريا لمصلحة "إسرائيل".
وبخصوص تقييم مسار جنيف حول تسوية الأزمة في سوريا وكذلك المسارات الأخرى في أستانا وسوتشي أوضح المعلم: هناك فرق نوعي بين جنيف وأستانا وسوتشي.. ففي جنيف كان من المفترض إطلاق العملية السياسية ومع ذلك فإنها والممثل الخاص للأمم المتحدة ستافان دي مستورا نفسه يتعرضان لضغوط غربية لذلك لم نحقق نتائج سياسية مهمة هناك لافتاً إلى أن الوضع في أستانا يختلف كما تختلف الأهداف حيث تم توفير الظروف للحدّ من التوترات في العديد من مناطق سورية وفي إطار هذه العملية تم التوصل إلى اتفاقات حول بعض المناطق كان آخرها إدلب وأن استانا تختلف بطبيعتها عن جنيف ولا يمكن لعملية جنيف أن تمضي قدماً دون استانا.
وتابع المعلم: أما بالنسبة إلى سوتشي فقد أصبحت هذه المدينة مكاناً لحوار وطني موسع وإيجابي وتوّج بنتائج ملموسة تساهم في إنجاح عملية جنيف، ودعا المعلم جميع المهجّرين السوريين بفعل الإرهاب للعودة إلى سوريا ليساهموا في إعادة إعمار بلدهم مؤكداً أن الحكومة ستوفّر لهم الأمن والظروف المعيشية اللائقة.
وحول إحجام الدول الغربية عن المشاركة بإعادة الإعمار في سوريا بعد الحرب قال المعلم: هذه هي الأسباب نفسها التي بموجبها حرضوا الإرهابيين لتدمير البنية التحتية في سوريا فهم لا يريدون المشاركة في تمويل برنامج إعادة الإعمار إلى أن تنتهي العملية السياسية وهدفهم هو السيطرة على العملية السياسية نفسها وخاصة أنهم فشلوا في الأعمال العدائية.
وأشار الوزير المعلم إلى أنه في الحرب على الإرهاب اعتمدت سوريا على الأصدقاء /إيران والاتحاد الروسي/ فبطبيعة الحال ستعطى الأولوية لهم ولشركاتهم في عملية إعادة الإعمار وهذا يعني الوفاء للتضحيات التي قدموها لسوريا وأيضاً لأن لديهم الإمكانيات المناسبة للمشاركة في عملية إعادة الإعمار إضافة إلى مجموعة من الدول الصديقة لسوريا مثل الصين والهند وماليزيا والبرازيل وجنوب إفريقيا حيث أعربت شركات من هذه الدول عن رغبتها في المشاركة ببرنامج إعادة الإعمار في سوريا.
وحول العلاقات السورية مع الدول العربية وما إذا كانت هناك رؤية لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية أكد الوزير المعلم أن هذه المنظمة فقدت الشكل الذي تم التخطيط له في عام 1945 ففي الوقت الراهن لم تعد نشاطات الجامعة ذات أهمية بسبب انسحاب سوريا منها.. وسوريا لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الأخرى وتتمنى الخير لها جميعا ولم تشارك في تدمير البنية التحتية لأي منها معرباً في الوقت نفسه عن ترحيبه بالعلاقات مع الدول العربية المستعدة للالتزام بمثل هذا الموقف.