الوقت- على وقع تحضيرات الجيش العربي السوري لتحرير مدينة إدلب من الإرهاب وفي سياق مساعي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتأزيم الأمر، ووضع العصا في عجلة عملية التحرير التي تساهم بشكل كبير في إرساء الأمن داخل سوريا، والانتهاء تقريباً من حسم بعض قضايا الملف السوري، وتحديداً بعد الاجتماع المزمع عقده يوم غدٍ في العاصمة الإيرانية طهران بحضور كل من إيران وسوريا وتركيا، أجرى موقع "الوقت" التحليلي الإخباري اتصالاً هاتفياً مع الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد الدكتور أمين حطيط لمعرفة المزيد عن عملية تحرير إدلب وتفاصيلها جاء فيها التالي:
-ما هي أهداف الحكومة السورية من التقدم العسكري في المحور الشمالي لسوريا؟
العميد حطيط: بعد أن نجحت سوريا في تطهير معظم الأراضي السورية واستعادت زمام المبادرة على الأرض السورية بشكل عام، بقي لديها عائق لاستكمال السيطرة وهي منطقة إدلب التي يوجد فيها 65 ألف إرهابي ومساحتها 10 كيلو مترات مربعة، وبالتالي، لكي تقول سوريا أنها انتصرت، فهي بحاجة لإنجاز هذا الملف وهو ملف المنطقة الشمالية الغربية لذلك تحشد سوريا مع الحلفاء القوة العسكرية اللازمة لإنجاز هذه المعركة خلال الأيام المقبلة.
-ما هي تبعات تحرير إدلب على معادلات سوريا في المستقبل؟
العميد حطيط: إن استكمال تحرير إدلب يعني انتهاء الحرب العدوانية التي شُنت على سوريا بغياً، فيتبقى هناك فقط المنطقة الشمالية الشرقية الخاضعة لنفوذ الأكراد بدعم أمريكي، واعتقد أن الحلّ في هذه المنطقة سيكون دبلوماسياً مع بعض الضغوط العسكرية ذات طابع المقاومة والقتال النظامي والعسكري الذي يشارك فيه الجيش العربي السوري بشكل تام.
-فيما يتعلق بالمحور الغربي، لماذا نشاهد وجود معارضة من الدول الغربية وبالتحديد من قبل أمريكا وتركيا لتحرير إدلب؟
العميد حطيط: المحور الغربي يريد أن يطيل مدة الحرب للحدّ الأقصى الذي يستطيعه، لأن تحرير إدلب يعني انتهاء الحرب وإعلان هزيمة المشروع الغربي في سوريا والمنطقة، وحتى لا تتجرع أمريكا والغرب وتركيا معهم كأس الهزيمة الاستراتيجية الكبرى، فإنهم يمسكون بورقة إدلب ويمنعون الجيش العربي السوري من إنجاز تحريرها حتى لا يعلنوا فشل مشروعهم في سوريا، وحتى يقال أن الحرب مستمرة وأن أحداً لم ينتصر فيها حتى الآن.
-هل تعتقدون أن الورقة الغربية بزعامة أمريكا ستكون أقوى من الحكومة السورية وسَعيها لتحرير إدلب، أم إن الحكومة السورية ستمضي قدماً في تحرير إدلب بعيداً عن الغرب؟
العميد حطيط: كلا الأمر ليس هكذا بالضبط، عندما تبدأ الحكومة السورية معركة تحرير إدلب فإن النتائج ستكون مطمئنة وهذا الأمر هو الذي جعل الحكومة السورية تُحضّر جيداً لهذه المعركة، وتعدّ العدّة لها، وبالمقابل لا تملك أمريكا الوسائل التي تمنع الحكومة السورية من تحرير إدلب رغم كل ما يثار ويقال ويشنّ من تهويل وحرب نفسية.
-فيما يخص الاجتماع الثلاثي المقرّر عقده في طهران يوم الخميس بين إيران وتركيا وروسيا، برأيكم ما هي تبعات هذا الاجتماع على أوضاع إدلب ومجرياتها في المستقبل؟
العميد حطيط: إن الاجتماع الذي سيعقد في طهران يوم غدٍ الخميس سيكون من أجل البحث عن الوسائل المتعددة لتحرير منطقة إدلب، إما أن تكون هذه الوسائل سياسية وسلمية تشارك فيها تركيا بفعالية، وهذا احتمال منخفض، أو أن تجتمع الأطراف الثلاثة خاصة الإيراني والروسي مع سكوت تركي لخوض المعركة العسكرية التي تؤدي إلى التحرير، فالتداعيات هي اختيار الوسيلة التي تؤدي إلى تحرير إدلب.
-أخيراً، ما هو احتمال إعادة التجربة الكيميائية في إدلب من جديد؟
العميد حطيط: إن النهج الشيطاني الذي يُمارس من قبل أمريكا ودول الغرب لا يجعلنا نستبعد إعادة هذه التجربة الخبيثة، لكن يبدو حتى الآن أن مستلزمات اللجوء إلى مسرحية الأسلحة الكيميائية قد تراجعت كثيراً، وفُضح أمرهم، لذلك فإن احتمال اللجوء إلى هذه المسرحية منخفض، ولكنه احتمال يبقى قائماً وموجوداً.