الوقت- الحقائق علی أرض الواقع تشير الی تقدم الجيش السوري في العديد من جبهات القتال علی حساب المجموعات الإرهابية. لكن رغم الحقائق الدامغة حول هذا التقدم، تحاول المجموعات الإرهابية نفي هذه القضية لكي لا تنهار معنويات أعضائها أكثر مما هي علیه الآن. الجيش السوري والمقاومة التي تقاتل الی جانبه یثبتان إدعاء تقدمهما من خلال الصور التي ینشرونها علی وسائل الإعلام ومن خلال حضورهم في ميدان القتال وطرد الإرهابيين من العديد من المناطق من ضمنها الزبداني وتدمر. لكن نفي المجموعات الإرهابية لهزائمها أمام المقاومة والجيش السوري لم يتضمن أي وثائق لإثباته علی أرض الواقع.
ولم ننس تلك الوعود التي قطعتها المعارضة السورية علی نفسها منذ الأيام والأسابيع الأولی، وأعلنت بأن إنهيار الجيش والنظام السوري لا یحتاج سوی إلى عدة أسابیع أو عدة أشهر علی أبعد تقدير، لكي یتحقق. لکن جميع هذه الإدعاءات الفارغة ذهبت هباء ولم يبق منها شيء. وقبل ساعات من كتابة هذا التقرير نشرت قناة المنار صوراً جديدة تظهر تطهير مناطق واسعة من الزبداني علی ید الجيش السوري والمقاومة اللبنانية، حيث يظهر من خلالها، صور العديد من الإرهابيين الذين تم قتلهم خلال الساعات الماضية.
وفي خضم هذه الإنتصارات في الزبداني، حقق الجيش السوري انتصارات مماثلة في مدينة تدمر، حيث زار رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة السورية، العماد «علي عبد الله ايوب» وحدات الجيش السوري التي تقاتل في هذه المدينة وأثنی علی شجاعة القوات التي تقاتل هناك. والنقطة المهمة التي يجب أن نشير الیها بالنسبة لعملية الجيش السوري في مدينة تدمر، هي أن أياً من الجماعات الإرهابية وداعمي هذه الجماعات لم يكونوا يتصورون مثل هذه العمليات بسبب إنشغال الجيش السوري في معارك القلمون وحلب ودرعا في شمال وجنوب البلاد. وتعتبر عملية تحرير مدينة تدمر إنتهاءً لحلم تنظيم داعش الإرهابي لفرض سيطرته علی ريف حمص. ونظرا لوقوع العديد من حقول الغاز والنفط باطراف مدينة تدمر، فكان یعتبر إحتلال هذه المدينة من قبل داعش مكسبا إقتصاديا مهما لهذا التنظيم لو تحقق ذلك.
الدليل واضح فيما يخص هزائم الجماعات الإرهابية خلال معاركها مقابل الجيش السوري وقوی المقاومة، فقد مر حوالي خمسة أعوام علی بدء العمليات المسلحة الإرهابية ضد الشعب السوري من قبل هذه الجماعات، ولم تستطع هزيمة الجيش السوري، بالرغم من ان الجیش لم يقاتل بكامل عتاده وقواه. كما يمكن ان نشير الی دليل آخر يدل علی فشل الإرهابيين بالرغم من جميع المجازر الوحشية التي إرتكبوها ضد المدنيين، وهو ان هذه الجماعات كانت في البداية تحظی بدعم إعلامي وسياسي منقطع النظير من قبل السعودية وقطر وتركيا، لكن هذا الدعم وبسبب عدم تحقيق إنجازات تذكر من قبل الإرهابيين، بات باهتا من قبل هذه الدول. بالإضافة إلى النقاط التي تمت الإشارة الیها، يمكن معرفة هزيمة الجماعات الإرهابية في سوريا من خلال مطالبتها بمزيد من الدعم السياسي واللوجستي لإستمرارها في مواجهة النظام السوري.
وفيما يخص المستقبل، فان الجماعات الإرهابية في سوريا تواجه مستقبلا مظلما، بسبب الأجندة المختلفة التي يبحث عنها داعمو هذه الجماعات، بحيث أن قطر تريد إيداع سوريا بيد جماعة الاخوان، أما في المقابل فهذا يثير غضب السعوديين ودول اخری مثل الاردن. ومن جهة ثانية بالرغم من أن الدول العربية الداعمة للجماعات الإرهابية في سوريا تمتلك المال الكثير، لكن هذا لا يعني أن هذه الدول مستعدة لدفع هذا المال الی ما لانهاية، خاصة إذا كان دفع المال لم يأت بالنتائج المرجوة.
ولا شك أن الجماعات الإرهابية التي تعددت مسمياتها، تحارب الشعب السوري قبل أن تحارب الجيش والنظام في سوريا. لأن بقاء النظام مستمد من التأييد الذي يحظی به من قبل الجيش وقبل ذلك من قبل الشعب، لانه من الواضح جدا في حال لم يقف الجيش والشعب بكل إخلاص الی جانب النظام في سوريا، لكان النظام قد إنهار منذ زمن بعيد.
وبناء علی هذا فإن معركة الإرهابيين ضد الشعب السوري هي معركة خاسرة ولا نتائج لها إلاّ تدمير سوريا لصالح أعدائها. وإذا كان الهدف من هذه المعركة إسقاط النظام السوري بقیادة بشار الأسد فهذا لم يتحقق دون أي شك، لأن الجهات الداعمة لسوريا من الداخل والخارج، هي مستعدة لتقديم المزيد من الدعم، وما نراه حالیاً من إنتصارات إستراتیجیة في الزبداني وتدمر، دلیل واضح علی إستمرار إنتصارات سوریا علی أعدائها.