السيرة الذاتية
الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز، وهو الابن الثاني للملك فيصل، من مواليد مدينة الطائف في 1940 الموافق 1358هـ، وحصل على بكالوريوس اقتصاد من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسى بأمريكا عام 1964م.
بدأ حياته العملية بوزارة البترول والثروة المعدنية حيث عمل مستشاراً اقتصادياً لها وعضواً في لجنة التنسيق العليا بالوزارة، وانتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن وأصبح مسؤولاً عن مكتب العلاقات البترولية، ومن ثم عين نائباً لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط في عام 1970، وفي عام 1971 عين وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية.
وفي عام 1975 صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً للخارجية بعد شغور المنصب بوفاة والده الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود الذي كان وزيراً للخارجية وهو ملك على البلاد.
وفي أبريل 2015 صدر أمر ملكي بإعفائه من منصبه بناء على طلبه لظروفه الصحية، وتعيينه وزير دولة وعضواً بمجلس الوزراء، ومستشاراً ومبعوثاً خاصاً للعاهل السعودي، ومشرفاً على الشؤون الخارجية.
وبحكم عمله كوزير للخارجية شارك الفيصل بعضوية الكثير من اللجان العربية والإسلامية مثل اللجنة العربية الخاصة، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها.
وعلى صعيد حياته الخاصة، فهو متزوج من الأميرة الجوهرة فيصل بن عبد الله بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود.
وعدد أبنائه 6 منهم 3 أبناء و 3 بنات، وهم الأمير خالد بن سعود بن فيصل آل سعود، الأمير محمد بن سعود بن فيصل آل سعود، الأميرة لما بنت سعود بن فيصل آل سعود، الأميرة هيفاء بنت سعود بن فيصل آل سعود، الأميرة ريم بنت سعود بن فيصل آل سعود.
محطات في حياة الفيصل
عاش السياسي السعودي المخضرم قضايا الشرق الأوسط والعالم العربي بكل تفاصيلها بدءا من القضية الفلسطينية ثم حربي الخليج الأولى والثانية، والغزو العراقي للكويت والحروب الإسرائيلية، لذلك يمكن أن نلخص أبرز المحطات في حياة الفيصل بالتالي:
أولاً اضطلع الفيصل بدور دبلوماسي في القضايا العربية وبذل جهودًا كبيرة في الترويج لمبادرة الملك الراحل عبد الله عام 2002 (وكان عبدالله آنذاك وليا للعهد قبل أن يصبح ملكًا في أعقاب وفاة الملك فهد) بشأن السلام مع الكيان الإسرائيلي، في المقابل لم تسجّل قيادته للخارجية السعودية رغم العديد من التصريحات المعادية للكيان الإسرائيلي، أي موقف سعودي رسمي، لا بل على العكس تشير الكثير من التقارير الإعلامية إلى وجود علاقات سريّة بين البلدين.
ثانياً يعتبر الأمير سعود الفيصل أول دبلوماسي عربي اعتبر الصراع القائم على الأراضي الفلسطينية صراعاً فلسطينياً-إسرائيلياً، وليس عربياً إسرائيلياً، وذلك خلال البيان المشترك الذي صدر في ختام مباحثات الامير سعود الفيصل، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، في العاصمة موسكو.
ثالثاً لعب الفيصل دورا بارزاً في 2011 من أجل حشد الدعم للتدخل العسكري السعودي في البحرين(درع الجزيرة) لقمع الاحتجاجات السلمية للشعب البحريني.
رابعاً رغم مطالبة الفيصل المجتمع الدولي بضرورة القضاء على تنظيم داعش الإرهابي بعد تهديد الأخير لبلاده، يتحمّل الفيصل والأمير بندر بن سلطان، رئيس الإستخبارات السعودية الأسبق، بشكل كبير مسؤولية ما يحدث الآن في سوريا والعراق، اذ دفع الفيصل في مارس 2012 باتجاه تسليح المعارضة السورية، دون معرفة وجهة السلاح وعواقب الأمر.
خامساً لعب أقدم وزير خارجيّة في العالم دوراً بارزاً في تعزيز العلاقات بين بلاده وأمريكا طيلة قيادته للدبلوماسيّة السعودية، خاصّةً أن الفيصل يعتبر من أوائل خريجي عائلة آل سعود من الجامعات الأمريكية.
سادساً يعتبر الفيصل من أبرز المطالبين بفرض عقوبات صارمة على إيران مثل حظر السفر على بعض المسؤولين وفرض قيود على الإقراض وعقوبات اقتصادية أخرى، وذلك بسبب مشروعها النووي السلمي. وفي الفترة الأخيرة أثناء المفاوضات بين طهران والدول الست قاد الفيصل جولات مكوكية حول العالم لوقف الإتفاق، حتى أن وزير الخارجية الأمريكي صعد إلى طائر الفيصل في جنيف إبان المفاوضات النووية.
وأعلن الديوان الملكي ليلة الجمعة في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "وفاة الأمير سعود بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية". وأوضح البيان أن سعود الفيصل "توفي في الولايات المتحدة الأمريكية وسيصلى عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة العشاء يوم غد السبت".