الوقت- انتقد موقع غلوبال ريسيرش الكندي في مقال له السياسات المتعاقبة للقادة الأمريكيين في المنطقة والتي تقوم على أساس دعم الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط.
حيث قال الموقع: لا يهم من يعمل في المكتب البيضاوي، فإن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط لم تتغير منذ عقود، وسواء أكان جورج بوش أم باراك أوباما أم دونالد ترامب، فإن الفكرة الأساسية هي نفسها - العراق وسوريا وليبيا يشكلون تهديداً وشيكاً للمصالح الوطنية لأمريكا.
وهذه الآلية في السياسة الأمريكية لم تظهر مؤخراً، ففي عام 2002، ظهرت من خلال القرار المشترك الخاص بتفويض الإجراءات العسكرية الأمريكية ضد العراق: "إن استمرار العراق في امتلاك وتطوير قدرة أسلحة كيميائية وبيولوجية مهمة يشكّل تهديداً للأمن القومي لأمريكا".
وتابع الموقع بالقول: وقبل تنفيذ الضربات الجوية على سوريا، 14 أبريل، 2018، استخدم البيت الأبيض نفس المبررات، وتصرف الرئيس الأمريكي ضمن سلطته القانونية كقائد أعلى "لحماية المصالح الوطنية الحيوية، ووقف انتشار الأسلحة الكيماوية ومنع كارثة إنسانية"، ومع ذلك، إذا تم في عام 2002 تمرير قرار مجلس النواب من قبل الكونغرس الأمريكي القانون العام رقم: 107-243، لم يطلب الرئيس ترامب هذه المرة أي تصريح من مؤسسات حكومية أخرى.
ومن الجدير بالذكر أنه بعد شهر من العدوان على سوريا، قالت وزارة العدل الأمريكية إن ضربات الرئيس ترامب الصاروخية على سوريا في إبريل لم تكن تتطلب موافقة الكونغرس جزئياً لأن العمليات العدائية "لم ترتقِ إلى مستوى الحرب بالمعنى الدستوري ".
"هذا هراء"، قال السناتور الأمريكي تيم كين، "هل هناك أي شكّ في أن أمريكا سوف تنظر إلى دولة أجنبية تطلق صواريخ على أهداف في الأراضي الأمريكية كعمل حرب؟"
وهنا قال الموقع إذن ماذا لدينا في النتيجة؟ نفذت أمريكا ضربات صاروخية على سوريا، في حين لم يقدّم التحالف الدولي ولا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أي دليل حقيقي على استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا حتى الآن، لا شيء يمكن أن يقال عن "منع كارثة إنسانية" أيضاً، المنظمات الإرهابية المختلفة بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية ترتكب جرائم ضد المدنيين في سوريا بمساعدة سلاح أمريكي، تم الكشف عن ذلك من خلال تقرير جديد لأبحاث التسلح.
يواصل التحالف الدولي بدوره قصف المناطق المدنية في سوريا ما يجعل الوضع الإنساني في البلاد أسوأ. واستطرد الموقع بالقول: لا يبدو دونالد ترامب الذي يعبّر مراراً عن التعاطف مع المدنيين السوريين في الفترة التي سبقت العملية العسكرية بأنه غير صادق بالنظر إلى حقيقة أن السوريين غير مسموح لهم بدخول أراضي أمريكا وفقاً للأمر التنفيذي 13769 الذي يشار إليه في كثير من الأحيان على أنه حظر إسلامي.
"إذا كان الرئيس ترامب يهتم حقاً بالشعب السوري، فإن أمريكا لن تقصفهم. قال السناتور الديمقراطي كريس ميرفي في هذا الصدد: "سننقذهم".
جميع الإجراءات الأمريكية التي تهدف إلى تسوية الأزمة السورية ليست ذات أهمية مطلقة وليست فعّالة، وبدلاً من دعم الحكومة الشرعية، تدعم واشنطن الإرهابيين والمتطرفين، وبدلاً من تقديم المساعدة الإنسانية، يقوم الأمريكيون بشنّ ضربات جوية ضد المدنيين، لسوء الحظ، فإن كل الوعود بمساعدة وإنقاذ سوريا أبعد ما تكون عن الخطوات الحقيقية التي تنفذها أمريكا.