الوقت- كشفت مجلة الإيكونوميست البريطانية في تقرير جديد لها عن خشية السلطان القابوس من غدر السعودية والإمارات به وببلاده تماماً كما فعلت مع قطر.
وأضافت المجلة البريطانية أن سلطنة عمان تشعر بقلق حقيقي من غدر جيرانها، وقالت المجلة في حديثها عن السلطان قابوس بن سعيد، إنه لم يحظ الكثير من القادة بما حظي به السلطان قابوس، من المكانة.
وتجد صورته معلقة دائماً على حوائط كل المحال، وكل ستة أشهر أو نحو ذلك، بين نوباتٍ من علاج السرطان، يظهر على شاشة التلفزيون لإثبات أنّه لا يزال على قيد الحياة.
وأضافت المجلة إنه وبعد 47 عاماً من حكم السلطان قابوس، فإن سلطنة عمان "تحتاج مرة أخرى إلى زعيمٍ قويٍ لإصلاح أمورها المالية، ويحافظ السلطان، بضمان الرفاهية لشعبه، وهدوء البلاد ومنع شعبه، البالغ 4 ملايين نسمة الآن، من التمرد".
وأوضحت أن السلطان قابوس استطاع احتواء الاحتجاجات خلال ما يسمى بـ "الربيع العربي" عام 2011 عن طريق رفع الإنفاق العام بنسبة 70% على مدى الأعوام الثلاثة التي أعقبت ذلك، ولكن منذ انهيار أسعار النفط عام 2014، لم يعد قادراً على تحمّل ذلك، وما يزيد الأمور سوءاً، أنّ جيران عمان العرب يحجبون عنها المساعدات، بسبب صداقتها مع إيران، والحياد في أزمة اليمن، والآن قربها من قطر، وقد واجه السلطان عجزاً في الميزانية بنسبة 15% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2015، و21% عام 2016.
وأشارت المجلة إلى أن "الإنفاق يتزايد بغض النظر عن تلك الأرقام، وفي عام 2016 تضاعف الجزء غير المحسوب من الميزانية، والذي يتضمن بدلاته الخاصة، وزيادة مرتبات عدد من موظفي الدولة، وتسلم دفعة جديدة من طائرات التايفون الحربية بريطانية الصنع"، موضحة أنه "ومع ارتفاع تكلفة خدمة الدين العماني، تنمو الشكوك حول ما إذا كانت ستتمكن من سدادها، وفي مايو/أيار، غيرت وكالة التصنيف الائتماني” ستاندارد آند بورز” تصنيفها لسندات عمان إلى حالة غير المرغوب فيها".
واعتبرت المجلة أن أزمة قطر مع دول مجلس التعاون الخليجي قد تزيد الطين بلة، موضحة أنه مع تصاعد التوترات داخل المجلس، وبين دول مجلس التعاون وإيران، أصبح موقف عمان معقدًا، وفي ظل الحصار، تقوم قطر بتسيير الحركة الجوية عبر مسقط.
واختتمت المجلة تقريرها بأن التوترات مع قطر تجعل العمانيين متوترين أيضاً، فبعد الحملة السعودية الإماراتية في اليمن وقطر، يخشى العمانيون أن يكون الدور عليهم في المستقبل، وقبل عقود مضت، قاتل العمانيون السلفيات السعودية والإماراتية، وغالباً بمساعدة غربية، لكنّ الرئيس دونالد ترامب قد يكون أقل استعداداً لإنقاذ عمان، ويقال إنّه يستنكر دور عمان في التوسط بالمحادثات الإيرانية الأمريكية السرية خلال إدارة سلفه، باراك أوباما.