الوقت- قال عدد كبير من المسؤولين الإيرانيين اليوم الاثنين أن أمريكا سوف تندم إن مسّت الاتفاق النووي حيث بيّنوا أن طهران مستعدة لكل السيناريوهات.
أكد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن روحاني، اليوم الاثنين، أن أمريكا ستندم على أي خطوة خاطئة تقوم بها.
وقال اليوم الاثنين، في كلمة له في محافظة خراسان، إن أمريكا لديها أهداف متعددة، الأول هو إضعاف قدرة إيران، حيث كانت الحكومات الأمريكية بعد انتصار الثورة الإسلامية تريد ألّا تصبح إيران قوة مقتدرة، فهي تسعى وراء هذا الامر سواء بقيت في الاتفاق النووي أم لم تبقَ.
وأضاف، والثاني هو ألّا يكون لإيران تأثير ونفوذ في المنطقة ولو كان تأثيراً محدوداً، فقضية أن نصبح بلداً صاحب تأثير في المنطقة لا تريح أمريكا بالمطلق، إذ إن أمريكا لديها مجموعة من الأهداف ولكن الشعب الإيراني سيقف في وجه تلك الأهداف بكل قوة، لذلك إذا أرادت أمريكا ألّا يكون لإيران تأثير في المنطقة وألّا تصبح مقتدرة فالشعب الإيراني سيقف في وجه هذه الضغوط بجميع قدراته.
وتابع بالقول هناك اليوم اتفاق عملنا به وهذا أمر تقرّ به المنظمة الدولية للطاقة الذرية، فليس من المنطقي ما تقوله أمريكا حول أن الاتفاق كان سيئاً بالنسبة لهم، مضيفاً، اتخذنا جميع الإجراءات اللازمة لمواجهة جميع الاحتمالات المتوقعة من قبل أمريكا. وأشار الرئيس الإيراني إلى أن الأمريكيين سيكونون الخاسر الرئيس في هذا الأمر، قائلا، "لدينا خطتنا، وإذا قامت أمريكا بأي خطوة خاطئة، ستندم لاحقاً، وتدرك أن الذي قامت به كان خطأ استراتيجياً".
بينما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الاثنين، أن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي سيؤدي إلى عزلة الأمريكيين على الصعيد الدولي.
وأشار في تصريح له في مجلس الشورى الإسلامي، إلى مشاوراته مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري بشأن الاتفاق النووي، قائلاً، أجريت خلال زيارتي إلى نيويورك مباحثات مع أشخاص مختلفين خارج الحكومة الأمريكية كانوا مشاركين في المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 وهم من بين النخب السياسية وذلك لأنقل لهم الحقائق.
وأضاف، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد راعت الاتفاق النووي حتى اليوم، وهي جادة في الساحة الدولية، لكن في المقابل لم يكن الأمريكيون ملتزمين بالاتفاق النووي وهذا مؤشر على عدم الثقة بالأمريكيين. وتابع، تم التأكيد في هذه المباحثات على تأثير هذه التصرفات على سمعة أمريكا على الصعيد الدولي، قائلاً، في الحقيقة كان من الضروري أن تسمع النخب السياسية الأمريكية هذا الكلام لذلك تمت هذه المباحثات بشكل مفصّل للغاية.
وأردف قائلاً، في أمريكا إن جميع الأشخاص أصحاب النفوذ السياسي يمكنهم التأثير في عملية اتخاذ القرار، والسيد جون كيري وباقي الأشخاص في الحزب الديمقراطي لا يؤثرون في حكومة ترامب لكن أمريكا ليست حكومة موجودة في البيت الأبيض فحسب، بل إنها مجموعة من الرأي العام ومجموعات الضغط والدراسات وهذه العوامل تدفع السياسة إلى الأمام .
وأشار ظريف إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتخذ القرار بناء على مصالحها، والخطوة الأمريكية إذا تم اتخاذها على شكل القرار الخاطىء المحتمل لن تكون في مصلحة الأمريكيين، والجمهورية الإسلامية اتخذت التدابير اللازمة لكي لا يؤثر القرار الأمريكي على معيشة الشعب. وأشار وزير الخارجية الايراني إلى أن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي سيؤدي إلى عزلة الأمريكيين لذلك في حال اتخاذ هكذا قرار فإنه لن يجني نفعاً على الصعيد الدولي للأمريكيين، قائلاً، في الحقيقة يجب أن يتم ضمان مصالح إيران في الاتفاق النووي، وفي غير هذه الحالة، إذا أرادت أمريكا فرض ضغوط اقتصادية على إيران عبر طرق مختلفة فإن إيران ستردّ بالشكل المناسب على ذلك.
وقد أكد علي أكبر ولايتي مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية إن إسرائيل سوف تزول لا محالة وإن تدخلها في سوريا وسائر الدول الأخرى لن يؤخر زوالها أبداً.
وقال ولايتي إن الخيارات متاحة أمام إيران للرد على أمريكا بخصوص الاتفاق النووي ويمكن للأمريكيين أن يجرّبوا ذلك. وأضاف: إن الأمريكيين لو أرادوا الخروج من الاتفاق النووي أو يمارسوا ألاعيب سياسية أخرى تحرم إيران من الاستفادة من حقوقها المشروعة فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوف ترد بالتأكيد وبصورة تتناسب مع الظروف التي يريدون أن يفرضوها وسوف يندمون على ذلك.
واعتبر ولايتي أن القضية الجوهرية في المنطقة هي قضية فلسطين، وإن ما يريد ترامب أن يفعله بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو في الحقيقة وعد بلفور 2. وأضاف، للأسف إنه في ذلك العهد أي بداية القرن العشرين، دعم بعض الخونة في المنطقة احتلال فلسطين استجابة لموقف البريطانيين واليوم فإن الرجعيين في المنطقة خاصة النظام السعودي يتعاونون مع أمريكا.
وقال ولايتي: وبناء على ذلك فإن قرار الأمريكيين هو إكمال لاحتلال فلسطين إلا أن القدس متعلقة بالمسلمين ولذلك عليهم أن يعلموا بأن العالم الإسلامي والشعب الفلسطيني لن يسمحوا بأن يهنأ الصهاينة والأمريكيون، وأكد أن "إسرائيل" سوف تزول لا محالة وإنّ تدخّلها في سوريا وسائر الدول الأخرى لن يؤخر زوالها أبداً.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، اليوم الاثنين، أن الانسحاب من الاتفاق النووي ليس أمراً بسيطاً.
وقال قاسمي، اليوم الاثنين خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، "فيما يخصّ تاريخ 12 مايو وما هو القرار الذي ستتخذه الإدارة الأمريكية، لايزال ينبغي الانتظار ولا يمكن التكهن بما سيحدث، حيث إن الاتفاق النووي لديه سماته الخاصة والانسحاب منه غير ممكن ببساطة".
وأضاف، تطرح قضية الانسحاب من الاتفاق النووي منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض ولكن الأمر ليس بسيطاً والردّ الإيراني سيكون مؤلماً بالنسبة لأمريكا وسيؤدي إلى شعورهم بالندم. وتابع، تم توقع جميع السيناريوهات، قائلاً، سيدفع الأمريكيون ثمناً باهظاً لانسحابهم من الاتفاق النووي وسيؤدي ذلك إلى مزيد من عدم الثقة بأمريكا في العالم.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال إنه في 12 مايو/ أيار القادم سيعلن قراره بالبقاء أو الخروج من الاتفاق النووي المبرم مع إيران في حزيران/ يونيو 2015