ونشر الموقع عدداً من الوثائق السعودية المرسلة من سفارات الرياض في بعض العواصم الى مسؤولي وزارة الخارجية في السعودية تؤكد قيام النظام السعودي بتمويل وسائل إعلام ناطقة بالفارسية لاستخدامها ضد إيران أو إيجاد قنوات تحليلية وإخبارية ناطقة بالفارسية والسعي لكسب قنوات وأقلام خبيرة بالشأن الإيراني وعدم الاكتفاء بالإعلام السعودي.
وفي هذا الصدد كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، التي تنشر الوثائق بالتعاون مع موقع ويكليكس، عن رسالة مصنفة تحت بند "سري للغاية" مرسلة من السفارة السعودية في طهران الى الرياض تظهر عدة من الخطوات المقترحة لتشويه صورة ايران في العالم العربي خصوصا. ومن بين هذه التوصيات السعي لإيجاد قنوات تحليلية وإخبارية ناطقة بالفارسية موجهة للشعب الإيراني، والعمل على كسب قنوات واقلام خبيرة بالشأن الإيراني وعدم الإكتفاء بالإعلام السعودي تقوم بنشر أفكار سيئة عن النظام الايراني وتنشر تلفيقات عن "وحشية" الدولة الايرانية والسعي قدر الامكان لتشوية كاملة لسمعة الجمهورية الاسلامية الايرانية داخلياً وخارجياً، وقيام الأجهزة الامنية السعودية بانشاء قنوات سلفية وتوجيه الدعاة إلى إيران لنقل الرسائل إلى داخلها إعلامياً وواقعياً، وتكثيف اللقاءات مع الزوار المعتمرين والحجاج لنقل صورة عن واقع مشاهدتهم، والاستعانة بالمعارضة الإيرانية للحصول على المعلومات من داخل إيران بالإضافة الى توظيفهم في خدمة سياسة آل سعود.
وأشارت وثائق ويكليكس إلى حجم الهوس الذي تشعر به الرياض ازاء النشاط الإيراني السياسي والثقافي والإعلامي، وتجنيد سفارات السعودية لمراقبة أي نشاط محتمل ومن أي نوع كان في جميع دول العالم. حيث تظهر وثيقة سعودية مسربة كيف عملت الرياض بحجة محاربة إيران على “دعم وسائل الإعلام السلفية في اليمن وإنشاء وسائل إعلام جديدة واستقطاب ودعم الكتاب الذين يعدون الأداة المهمة لمواجهة وتفنيد الأفكار الإيرانية".
السعودية تهدد من أي تقارب ايراني مصري
وفي موضوع العلاقة الايرانية المصرية أظهرت وثيقة مسربة من السفارة السعودية في القاهرة عام 2013 سعي الرياض الى قطع أي طريق للتواصل بين القيادتين المصرية والايرانية، حيث طالبت الوثيقة من أمراء الرياض “الاتصال بالرئاسة والحكومة والنخب المؤثرة وصناع الرأي في مصر وتوصيل هواجس المملكة من أي تقارب مصري ايراني محتمل"، وتذهب الوثيقة الى أكثر من ذلك حيث تطالب الرياض تحذير القيادة المصرية من الانفتاح على إيران وإبلاغهم أنها "تختزن كراهية شديدة للعرب والمسلمين وتنشط المنظمات التابعة لها."
جنون السعودية من ايران يصل بكين
الى ذلك تظهر وثيقة اخرى مسربة عن الخارجية السعودية وصول الجنون في المملكة النفطية من الجمهورية الاسلامية الايرانية الى الصين، ففي نهاية اجتماع سفراء مجلس التعاون مع المدير العام لنزع السلاح بوزارة الخارجية الصينية لمعرفة نتائج اجتماع بغداد بين مجموعة خمسة زائد واحد وطهران بشأن الملف النووي الإيراني عام 2012 ارسل سفير الرياض في الصين رسالة الى بلاده جاء فيها "أن المفاوضات النووية مازالت تراوح مكانها ولن تستطيع إقناع العالم بأن برنامجها النووي من أجل أهداف سلمية". وتعليقاً على إشارة المسؤول الصيني إلى أن إيران تقول إن الإسلام لا يجيز إنتاج الأسلحة النووية وبصفتها دولة إسلامية، فهي ملتزمة بذلك، رأى السفير السعودي أن "قول ايران بأن الإسلام يحرم الأسلحة النووية دليل واضح على المغالطة والمراوغة ولا يزيد ذلك جيرانها إلا خشية وتوجساً، فكيف تقنع العالم بسلامة برنامجها النووي وجنوحها للسلم، ثم كيف يأمن الجيران مكرها."
للسجاد الايراني أهداف سياسية وفق الهوس السعودي
ولم يتوقف الهوس السعودي من أي عمل تقوم به ايران في العالم على الموضوع الثقافي أو السياسي، بل وصل الأمر بالرياض لامتناعها عن قبول مساهمة الشركات الايرانية بحياكة السجاد الخاص بالحرمين الشريفين تخوفاً مما اعتبرته الرياض أبعاداً سياسية للسجادة!!، ففي رسالة مسربة من وكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية والثقافية جاء فيها "تلقت الوزارة من سفارة إيران بالرياض ما يفيد بأن شركة "كره" المساهمة لنسج وحياكة السجاد اليدوي والتي تعتبر من الشركات الرائدة في مجال السجاد في إيران أبدت استعدادها لنسج السجاد للحرمين الشريفين والأماكن الأخرى على شكل قطعة واحدة أو قطع وحسب المقاسات المطلوبة من قبل الجهة المختصة بالمملكة"، وأضافت الرسالة وبالاستئناس برأي السفارة في طهران، أفادت بأن الفكرة من حيث الشكل والمضمون تبدو غير ملائمة نظراً لارتباطها بخدمة الحرمين الشريفين التي تسعى إيران منذ زمن بعيد للخوض في هذا الجانب من خلال ادعائها بأنها تقدم خدمات للحرمين الشريفين والترويج لها خاصة داخل إيران. ونظراً لأن دوافع العرض الإيراني سياسية ودينية على الأرجح، وليست تجارية، ترى السفارة مناسبة صرف النظر عن الموضوع."
يذكر أن موقع ويكليكس بدأ بالتعاون مع جريدة الأخبار اللبنانية بنشر نصف مليون وثيقة ومستند تعود إلى وزارة خارجية السعودية وهي عبارة عن مراسلات سرية من وإلى مختلف السفارات السعودية حول العالم ومراسلات مع هيئات أجنبية إضافة إلى تقارير سرية من مختلف المؤسسات السعودية الحكومية الأخرى بما فيها وزارة الداخلية والمخابرات العامة، وتوثق آلية عمل وصرف النظام السعودي لعائدات النفط الضخمة والتي تذهب بمجملها من أجل تمويل المنظمات الارهابية في كل دول العالم ونشر الفوضى والقتل وشراء الضمائر والذمم الاعلامية لتجميل صورة المملكة المتهمة بالارهاب وتشويه صور الدول الأخرى التي ترفض السياسات السعودية الداعية لتشتيت الأمة العربية والاسلامية بالإضافة الى تأجيج الحرب في العراق.