الوقت- تداعيات العدوان الثلاثي على سوريا مستمرة وتحظى باهتمام إقليمي ودولي كبير، لدرجة أن الانقسام الدولي حول تأييد الضربة من عدمه بلغ أقصاه، وانقسم المجتمع الدولي بين مؤيد ومعارض له لكن ما اجتمع عليه الجميع هو أن الضربة فشلت ولم ترتقِ إلى المستوى الذي هوّلت له واشنطن وأعوانها الغربيون.
وجاء تصدي الجيش السوري للعدوان الثلاثي مذهلاً للجميع، فقد تمكنت دفاعات الجيش السوري من التصدي لثلث الصواريخ الموجهة نحو الأراضي السوري، وتنوعت رود الأفعال بعد العدوان على سوريا لتتجه المواقف نحو التنديد أكثر منها نحو الترحيب، وخرجت مظاهرات في عواصم العالم الغربية والشرقية للاحتجاج والتنديد بالهجوم الأمريكي_البريطاني- الفرنسي على سوريا.
تظاهرات منددة في الولايات المتحدة
تظاهر عشرات المواطنين الأمريكيين يوم أمس السبت، أمام البيت الأبيض احتجاجاً على الضربة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا ضد بعض المواقع العسكرية في سوريا، وارتدى المتظاهرون الأعلام الأمريكية خلال التظاهرات، ولافتات منددة للضربة، ورددوا هتافات تندد بالعدوان على سوريا، بحسب رويترز، وخرجت أيضاً تظاهرات مشابهة لها في لوس أنجلوس.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أشاد بالضربات الجوية الغربية على سوريا اليوم السبت، قائلاً إنها "نُفّذت بإحكام" وإن "المهمة أُنجزت"، وأضاف ترامب على تويتر "تم تنفيذ ضربة محكمة الليلة الماضية، شكراً لفرنسا وبريطانيا على حكمتهما وقوة جيشيهما، لم يكن بالإمكان تحقيق نتيجة أفضل، المهمة أُنجزت".
من جهتها أعربت لجنة العرب الأمريكيين للدفاع عن سوريا وعدد من المنظمات الأمريكية المناهضة للحرب عن رفضها واستنكارها للعدوان الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني على سوريا مطالبين بوقف السياسات الداعمة للإرهاب والتطرف.
كما أكد السوريون المشاركون بالوقفة الاحتجاجية تمسكهم بوطنهم الأم سوريا وتصميمهم على الدفاع عن سيادتها وكرامتها مجددين وقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب ومواجهة أي عدوان خارجي وإعادة الأمان والسلام إلى ربوع سوريا.
احتجاجات في برلين
خرج المئات من المتظاهرين في العاصمة الألمانية برلين يوم أمس السبت، للتنديد والاحتجاج ضد العدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي على سوريا.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء، صوراً توضح ارتداء العديد من المتظاهرين للأعلام السورية، رافعين لافتات تحمل صوراً للرئيس السوري بشار الأسد.
اليونان أيضاً تتضامن مع سوريا
تظاهر الآلاف في أثينا احتجاجاً على العدوان الثلاثي على سوريا، وذكرت أسوشيتد برس أن المتظاهرين تجمعوا في ميدان سينتاغما وسط أثينا بدعوة من الحزب الشيوعي اليوناني قبل أن يسيروا إلى السفارة الأمريكية وهم يرددون هتافات ويحملون لافتات مناهضة للولايات المتحدة وسياساتها العدوانية تجاه شعوب العالم.
وقالت الوكالة: إن الشرطة اليونانية منعت المتظاهرين من الوصول إلى السفارة ليتجمعوا في مكان قريب منها، وخلال المظاهرة انتقد ديميتريس كاتسوباس زعيم الحزب الشيوعي بعض السياسيين اليونانيين لتصديقهم المزاعم الأمريكية والغربية الكاذبة حول استخدام سلاح كيميائي من قبل الحكومة السورية.
وقال كاتسوباس إن "الإمبرياليين يسفكون دماء الشعوب مرة أخرى.. إنهم يدمرون الدول ويفرقونها باستخدام أدلة ملفقة".
الفلسطينيون ينددون بالعدوان على سوريا
تظاهر المئات من فلسطينيي الداخل أمام القنصلية الأمريكية في حيفا رفضاً للعدوان الثلاثي على سوريا، ورفع المتظاهرون الأعلام السورية وشعارات مناهضة لأمريكا وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ودعوا إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وكان بين المتظاهرين النائب عن اللائحة الموحدة عايدة توما سليمان وعدد من الشخصيات المحلية.
من جهة أخرى اعتصم مئات الفلسطينيين وسط مدنية نابلس بدعوة من فصائل منظمة التحرير ولجنة التنسيق الفصائلي رفضاً للعدوان، المعتصمون نددوا بالعدوان ووصفوه بالضربة الفاشلة مؤكدين أنه لن يزيد السوريين إلا قوة وصموداً.
وقام المشاركون في التظاهرات بوضع مجسم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورشقوه بالحجارة والأحذية.
من جانبها دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية إلى اتخاذ موقف جادٍ لاستمرار الانتهاكات من قبل الإدارة الأمريكية لسيادة الدول العربية، مشددة أن سوريا ستبقى صامدة بوجه الشر والإرهاب الموجود على أرضها.
جاء ذلك خلال تظاهرة دعت لها اللجنة تضامناً مع الشعب السوري ورفضاً للعدوان الثلاثي على سوريا، حيث رفعت الأعلام السورية والإيرانية، بالإضافة إلى أعلام حزب الله.
وأدان طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجهة الديمقراطية في كلمة القوى الوطنية العدوان الثلاثي على سوريا، مشدداً أن هذا العدوان اعتداء على القانون الدولي باعتباره عضواً في الجمعية العامة للأمم المتحدة.