الوقت- بعد إعلان أمريكا وفرنسا وبعض الدول الأخرى نيتهم بشن ضربات على سوريا واستهداف مقرات مُحددة بعد تأهب سلاح الجو الفرنسي والأمريكي عسكرياً رداً على هجوم كيميائي ضد مدنيين في مدينة دوما السورية حسب زعمهم، أعلن زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر أنه لن يقف مكتوف الأيدي إذا تعرضت المقدسات في سوريا إلى خطر.
وهدد زعيم التيار الصدري يوم الأربعاء، الولايات المتحدة الأمريكية بأن أي محاولة لاستهداف المقدسات الدينية في سوريا ستلقى ردّاً عسكرياً، مؤكداً استعداد قواته لدعم الحكومة العراقية في حماية الحدود الغربية من الشر الأمريكي.
ونصح "الصدر" الشعب السوري بضرورة رفض التدخل الأمريكي وإلا تكررت مآسي العراق في سوريا، مؤكداً أن الحروب ليست حلاً عقلانياً على الإطلاق والتدخل بشأن الشعوب والدول أمر مرفوض، موضحاً أن الشعب السوري هو المعني الأوحد في تقرير مصيره وحكومته.
ووصف مقتدى الصدر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص سوريا في هذه الأيام بـ"الاستفزازية"، مؤكداً أن تصريحات ترامب ستجرّ المنطقة إلى الهاوية.
وفي سياق متصل عدّ هاشم الموسوي المتحدث باسم حركة "النجباء" إحدى فصائل مؤسسة الحشد الشعبي العراقية الأربعاء أن أي عمليات عسكرية تشنها القوى الغربية وحلفاؤها على سوريا ستكون عواقبها وخيمة على المنطقة بشكل عام.
وقال الموسوي، إن "الحرب في سوريا ستكون أشبه ببرميل من البارود سوف ينفجر ولن تتمكن القوى الغربية من السيطرة على ذلك على الإطلاق وسوف يؤثر ذلك تأثيراً كبيراً على المشهد السياسي في المنطقة خاصة أنه سيعدّ متنفساً لبعض العصابات كجبهة النصرة وجيش الإسلام".
وأشار إلى إن "أمريكا وبعض الدول الحليفة والسعودية تزجّ بالقوى الغربية لإحداث مثل هذه الحرب والأضرار لن تطول سوريا فقط بل سوف تطول بعض المناطق"، معبراً عن رأيه بأنه "حتى السعودية لن تكون بمأمن من هذه الحرب". وتابع الموسوي إن "هناك موقفاً رسمياً ستعلنه النجباء في وقت لاحق اليوم".
وفي السياق ذاته أيضاً، أكد مكتب المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي، الأربعاء، أن أي تصعيد جديد سيدفع أبناء الأمة لمواجهة قوى العدوان ومخططاته، بطريقة تؤدي إلى إسقاط كل مشاريع بؤر الإرهاب في المنطقة، فيما رفض كل التهديدات التي تصدر من العدوان، وحذّر مخططو الفتن في المنطقة أنها لن تمر إلا باحتراقهم، وأولها كيانهم الغاصب لأرض فلسطين.
وقال مكتب المرجع الديني إن " أمتنا تواجه في هذه الظروف موجةً من التهديدات التي يتبناها أئمة الكفر وزعماء الاستكبار، وذلك بعد هزيمة مشاريعهم في العراق ولبنان وسوريا وفي عموم المنطقة، وبدؤوا بإطلاق التهديدات لضرب سوريا وقصف مراكز القوة فيها، بحجةٍ مختلقةٍ تذكرنا بالحجج الواهية التي غزوا العراق من أجلها، وهي استعمال السلاح الكيمياوي في مناطق الصراع".
وأضاف "قد أثبتت الأدلة الميدانية بأن الجهات المرتبطة بالاستكبار هي التي تستخدم هذه الأسلحة لتقديم التبريرات لأسيادها من أجل التدخل المباشر في الصراع".
وتابع "نحن من موقع المسؤولية الشرعية والوطنية والإنسانية التي تتبناها المرجعية الدينية العاملة، نعلن رفضنا القاطع لكل التهديدات التي تصدر من قبل العدوان، مؤكداً رفضه للتدخلات المعادية التي جرّت المنطقة إلى الحروب والويلات والكوارث".
وأوضح الخالصي أن "مشاريع الاستبداد الحاكم هي من صناعة قوى الاستكبار العالمي، كما هي منظمات الإرهاب القاتل التي عملت على تمزيق الأمة وتدمير قدراتها".
وشدد على أن أي تصعيد جديد سيدفع كل شرائح أمتنا إلى تبني القرار الحاسم والأخير في مواجهة قوى العدوان ومخططاته، بطريقة تؤدي إلى إسقاط كل مشروعٍ في المنطقة، والقضاء على بؤر الإرهاب المغروسة في بلداننا، وعلى رأسها الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين.