الوقت - منذ بدء انتصار الثورة الاسلامية في ايران كانت السياسة الخارجية للادارة الامريكية هي العداء لنظام الجمهورية الاسلامية والسعي لاسقاطه ولم يدخر الامريكيون جهدا في هذا المجال وقد تميز العقد الاول من عمر الثورة الاسلامية بين عامي 1979 و1988 بالمساعي الامريكية لاسقاط الثورة مباشرة وعبر الحرب الذي شنه النظام العراقي السابق على ايران والتدخلات الامريكية لكن هذه السياسة قد فشلت بالكامل وبعدها عمد الامريكيون الى شن حرب ناعمة على ايران ودعم الحركات التخريبية فيها ومن ثم عملوا على ايجاد جبهة عالمية ضد ايران تحت ذريعة دعم ايران لما يسمى بالارهاب وفي هذا السياق يمكن وضع التقرير الامريكي الأخير الصادر ضد ايران بشأن دعم ما يسمى بالارهاب.
ان القادة الامريكيين المغامرين يتذرعون بشعارات مثل حقوق الانسان ويتهمون ايران بدعم الارهاب وعرقلة عملية التسوية في الشرق الاوسط بعد ان ارادوا القضاء على الشعب الايراني اثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر عندما وضعوا ايران فيما يسمى بمحور الشر.
استمرار السياسات الامريكية
صدر التقرير الاخير لوزارة الخارجية الامريكية وهو يتهم ايران بدعم الارهاب بذريعة دعم حركات المقاومة مثل حزب الله وحماس كما تتذرع الخارجية الامريكية بالدعم الذي تقدمه ايران لشيعة العراق امام تنظيم داعش الارهابي لنعت ايران بالارهاب وقد ورد في التقرير ايضا ان ايران ترسل السلاح الى قطاع غزة والفصائل الفلسطينية المقاومة واشار التقرير ايضا الى دور ايران في سوريا.
وقال مسؤولون امريكيون مؤخرا ان واشنطن قد فرضت عقوبات على ايران على خلفية اتهامها بدعم الارهاب وانها سوف لن تلغي هذه العقوبات، وردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم على هذا التقرير الامريكي الجديد واعتبرته مرفوضا بالكامل.
ايران ضحية الارهاب العنيف والصامت
ان التقرير الامريكي الاخير يأتي في وقت تكون فيه ايران من اكبر ضحايا الارهاب في العالم فهناك العديد من المواطنين الايرانيين الذين يسقطون ضحايا للارهاب في كل عام، التقرير الامريكي لم يشر الى استشهاد العلماء النوويين الايرانيين على يد ارهابيين تابعين لأجهزة المخابرات الأجنبية كما لم يشر الى العمليات الارهابية للجماعة التي تسمي نفسها جندالله في جنوب شرقي ايران والتي تدعمها السعودية الحليفة مع امريكا.
وهناك ارهاب صامت يتعرض له الايرانيون منذ قرابة 6 اعوام وهو ارهاب العقوبات الاقتصادية المفروضة التي عرقلت التجارة بين ايران والعالم كما تعرقل استيراد البضائع وحتى الدواء حيث يصف الكثيرون هذه العقوبات بالارهاب الصامت.
وهناك قضايا أخرى تفجع شعوب هذه المنطقة وقد اختار الامريكيون الصمت ازاءها او يدعمونها مثل عمليات القتل التي تقوم بها دول او جماعات حليفة لامريكا في اليمن والعراق وسوريا ونيجيريا والبحرين وباكستان حيث تتم اراقة دماء الابرياء لكننا نرى ان الامريكيين يختارون الصمت ازاء هذه الجرائم بسبب مصالحهم، كما يجب ان نضيف الى هذه القائمة جرائم الحرب التي ارتكبها الامريكيون في العراق وافغانستان وفيتنام واسقاط الطائرة المدنية الايرانية بواسطة سفينة حربية امريكية في الخليج الفارسي وكل هذه الامور قد سكتت عنها المنظمات الدولية لكي تقول للعالم بأن حقوق الانسان هي فقط ما يحدده الغربيون.
فتح جبهة جديدة ضد ايران
في الوقت الذي تعمل فيه ايران على حل الخلافات مع القوى العالمية حول برنامجها النووي نرى ان الغربيين يعمدون باستمرار الى فتح جبهات جديدة في وجه ايران وان قضية حقوق الانسان وقضية دعم ايران لما يسمى بالارهاب هي من القضايا التي يستغلها الغربيون للضغط على ايران حيث نرى ان هذه القضايا تتفاعل منذ أشهر على الساحة الدولية التي يسعى الغربيون تجييشها ضد ايران عبر تشويه سمعتها.
وقد اتضح ان الغربيين يعملون على تغيير استراتيجية الضغط على ايران من الموضوع النووي نحو قضايا اخرى مثل الارهاب وحقوق الانسان وكما قال المسؤولون الامريكيون فانهم سوف يبقون على العقوبات التي فرضوها على ايران بسبب هذه القضايا وهذه حقيقة كان يمكن التنبؤ بها منذ حصول اول تفاهم نووي بين ايران والغرب ففي الوقت الذي كان البعض يعتبر ذلك التفاهم نهاية للعداء بين الغرب وايران كان البعض الآخر يؤكد ان هذا العداء لن ينتهي وقد بات واضحا ان الفريق الثاني هو الذي كان صائبا في آرائه.
ان العداء بين ايران والغرب او التباعد في المصالح او الاختلاف في الرؤى كما يحلو للبعض تسميته هو نابع من التباعد بين الحق والباطل وبين العدل والظلم وبين الحياة وتدميرها ولذلك نرى بأن الصراع بين ايران والغرب ينتقل من ملف الى ملف ومن منطقة الى منطقة ومن موضوع الى موضوع ولكن يبقى للباطل جولة وللحق دولة.